الفصل الواحد والاربعون

11.5K 300 3
                                    


صك سمعه صوت اصطدام شيء بالخارج ، فعقد حاجبيه بريبة وهب واقفًا يهتف محدثًا كرم في الهاتف :
_ ثانية ياكرم خليك معايا كدا

تحرك باتجاه الباب في خطا ثابتة حتى امسك بالمقبض وجذب الباب إليه ليلقي نظرة برأسه على الخارج ، لم يجد شيء !! .. اتاه صوت كرم في الهاتف وهو يسأل :
_ في إيه ياحسن ؟!

حسن بأعين تدور في الأرجاء وقسمات وجهه حادة :
_ اصل سمعت صوت برا فافتكرت في حد بيتنصت على الباب

اخذتها قدماها وهي تسير إلى خارج الشركة ودموعها بدأت في التساقط ، وما انقذها من أن تقع في موقف محرج أمام العامة هو نقابها الذي يخفي دموعها .. لا تستوعب ما سمعته وتحاول تكذيب أذناها ولكن كيف !! ، لماذا اخفي عليها ولم يخبرها ؟ .. أهذه هي الثقة الذي حاولوا بنائها وتعاهدوا على أن تظل قائمة دومًا ؟ ، أهذا هو الوعد الذي قطعوه لبعضهم بأنه لن يخفي أحدًا منهم أمرًا عن الآخر ؟ .. كيف فعلها وتمكن من إخفاء حقيقة كهذه عنها ؟!!! .

                                   ***
رنين الهاتف الصاخب لا يتوقف ، والمتصل لن يتوقف إلا عندما يجيب عليه .. استيقظت على صوته وفركت عيناها لتزيح عنهم بعض أثار النعاس ، ثم مدت يدها تهزه بلطف وتهمس بصوت ناعس وخافت :
_ علاء قوم رد على الموبايل .. عـــــلاء

تقلب في الفراش بنعاس والتقط الهاتف يرى اسم المتصل فوجده أمه  ، كتم صوت الرنين ثم اكمل نومه وماهي إلا لحظات قليلة وعادت تتصل من جديد فتأفف بصوت مسموع وخنق ليجيب عليها :
_ الو

سمع صوت أمه وهي تهدر بهلع :
_ علاء اختك اتخانقت معايا ومع أبوك وصممت تمشي وحدها وكانت بتعيط ودلوقتي برن عليها مش بترد

استيقظت جميع حواسه حيث هتف وهو يهب جالسًا :
_ اتخانقت معاكم ليه ؟!

_ موضوع كبير مش هعرف احكيهولك على التلفون .. المهم شوف اختك واطمن عليها  لأحسن أنا هتجن من الخوف عليها

جذب التيشرت الخاص به واجابها بإيجاب وقلق :
_ حاضر ياماما متقلقيش هشوفها واطمنك

انهي معها الاتصال واستقام من الفراش يرتدي تيشرته ثم اسرع نحو الحمام .. اعتدلت ميار في جلستها بعدما سمعت آخر كلماته ولم تفهم شيء لكنها نالت بعضًا من قلقه حول إذا صاب أحدهم مكروه ، دقيقتين بالضبط وخرج فغمغمت بصوت مضطرب :
_ إيه اللي حصل ياعلاء ؟

أجابها بإيجاز وهو يخرج ملابسه ويشرع في التغيير مهمهمًا :
_ مش عارف ياميار ، شكله في مشكلة حاصلة في البيت فهروح اشوف في إيه

ميار بصوت ناعم :
_ طيب تحب البس وآجي معاك

رفض بهدوء :
_ لا خليكي هنا .. أنا شوية بليل هرجعلك

ضيقت عيناها باستغراب وقالت بفضول :
_ هو احنا هنقعد هنا مش هنرجع البيت ولا إيه ؟!

كان قد انتهى من ارتدائه للبنطال والقميص ولا يتبقى سوى الحذاء فاقترب منها يخطف قبلة من وجنتها وهو يغمز بلؤم :
_ نرجع البيت إيه دلوقتي بس .. احنا عايزين ناخد راحتنا اليومين دول ياحبيبتي من غير ماحد يزعجنا

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن