الفصل السابع عشر

13K 341 7
                                    


قررت رحمة أن تشعل فتيل النيران وهي غير مدركة لعواقبه التي ستعود عليها ، فقد اشعلت الفتيل بجانب قنبلة إن انفجرت ستفجرها إلى أشلاء ، وهتفت في ثقة حقيقية هذه المرة ونبرة متشفية ولئيمة :
_ بالظبط زي ما أنا واثقة بظبط إنك عايشة معاه زي الأخوات ، وكمان عارفة إنكم متفقين على الطلاق وعارفة إن الجواز ده اتفاق من البداية .. يعني حسن لا بيحبك ولا نيلة ده مبيطقكيش أصلًا !!

نجحت في اشعال فتيل النيران والآن هي في الثواني الأخيرة قبل الانفجار ، لا يهمها الآن من أين عرفت ولكن كلماتها أثارت جنونها وهيجت عواصفها المميتة ولن تهدأ إلا حين تعطيها نصيب من هذا الجنون لتعيدها إلى رشدها وتذكرها بقيمتها ، وبدون أي مقدمات قبضت على رقبتها نخقنها بعنف ونظرات لا تحمل أي ذرة رحمة أو رفق وهي ترى الاخرى تحاول التملص من قبضة يدها على رقبتها ولكنها لا تبالي وهمست في شراسة وشر يناسبها كثيرًا :
_ بقولك إيه ياحلوة خليكي بعيدة عني وعن حسن احسنلك ، لإن إنتي مش قد الكلام ده ولا قدي .. أنا ممكن امحيكي مش غير ما يرفلي جفن ، متحاوليش تستفزيني وتخليني احطك في دماغي بجد عشان صدقيني هتندمي

بدأت الأخرى تختنق بالفعل وأصفر لون وجهها وهي لا تقوي على أخذ أنفاسها فتركتها على آخر لحظة وجذبتها من ذراعها إلى الخارج ثم القت على الأرض هاتفة بقرف :
_ مش عايزة اشوف وشك تاني ، ومتنسيش كلامي هاا

ثم أغلقت الباب بعنف في وجهها واندفعت نحو غرفتها وهي تترنح من شدة الغيظ فجلست على الفراش واخذت تهز قدمها بشكل متتالي كدليل على فرط سخطها ثم هبت واقفة من جديد وأخذت تتحرك ذهابًا وإيابًا في الغرفة وتهتف محدثة نفسها في نفس ثائرة :
_ طبعًا هيحبني ليه ماهو غبي ومعندوش نظر عشان يحب جاموسة زيك مبتفهمش ، لا غبي إيه ده مخه محتاج يتعمله إعادة تركيب بسبب إن بعد ده كله ولسا بغبائه شايفك الملاك بتاعه ، وأنا الشيطان والشريرة اللي هتطلع في نص القصة وتفرق بين العشاق .. أها بقى ما أصل أنا يسر المستفزة والحيوانة والقذرة والبيئة وهي ياعيني الملاك الطاهر النقي اللي نزل من السما ، لا وهو واثق من نفسه أوي ومغرور .. هي مين أصلًا اللي هتحبك غيري ياعديم الاحساس لتكون فاكر نفسك توم كروز ده إنت تحمد ربك إنك لقيت واحدة تحبك وياريت بيطمر فيك يا.......

توقفت عن الكلام عندما انتبهت له .. فقد عاد للتو ودخل لها على أثر صوت تحدثها المرتفع من نفسها وكان يقف يستند بكتفه على الحائط ويعقد ذراعيه أمام صدره وعندما لاحظ توترها قليلًا حين رأته فأشار لها بيده أن تكمل وهو يبتسم بزيف متمتمًا :
_ كملي كملي متخليش حاجة في نفسك لتجرالك حاجة وابقى أنا السبب !

اخفت ابتسامتها بصعوبة ثم تحركت ووقفت أمامه هاتفة في صرامة واستياء :
_ إنت كنت عند رحمة قبل ما ترجع البيت يوم لما كنت مش في وعيك صح ؟!

استرجع ذكريات ذلك اليوم محاولًا تذكر ذلك الجزء وهل ذهب إليها أم لا ولكنه لم يتذكر أي شيء حول ذهابه لها ، ليمط شفتيه للأمام بعدم حيلة هاتفًا في صدق ونبرة عادية :
_ مش فاكر .. بس معتقدش إني روحت ، ليه ؟!!

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن