الفصل الرابع

12.5K 342 11
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الرابع _

وصل أخيرًا إلى المنزل وصعد الدرج ركضًا حتى وصل إلى الباب ودخل فورًا عندما وجده مفتوح فرأى الظابط يجلس على المقعد في الصالون وبمجرد رؤيته لكرم هب واقفًا وهو يقول بتعجب :
_ إنت مين ؟

اقترب منه كرم وقال بتلهف ووجهه فرت منه الدماء :
_ أنا كرم العمايري صديق سيف المقرب ، قولي حصل إزاي ده ياحضرة الظابط ؟

تنهد الضابط بحزن وشجن وقال بأسف :
_ كانت في لحظة اشتباك قواتنا مع العدو وسيف الله يرحمه اتصاب والإصابة كانت خطيرة لدرجة إنه اتوفى في لحظتها فورًا ، سيادة الرائد سيف كان حقيقي مثال للبطل وكلنا في حالة صعبة من ساعة ما وصل لينا خبر وفاته أنا من اصدقائه المقربين في الشغل ومن وقت ما وصل ليا الخبر وأنا مش مصدق

أثارته كلمة " الله يرحمه " فهو لا يزال يحاول تقبل وفاته ، مسح على وجهه وهو يحبس دموعه التي على أتم الاستعداد للسقوط وأشاح بوجهه للجهة الأخرى وهو يردد آية واحدة :
_ والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون

لملم أشلاء قلبه الممزقة واستعاد رباطة جأشه وقال بثبات مزيف  :
_ طيب هي فين ....

قبل أن يكمل جملته قاطعه وقال الآخر :
_ طلبت الدكتور وجالها هي جوا من بنتها

أجابه كرم وهو يتصنع الظهور بطبيعية :
_ تمام شكرًا ياحضرة الظابط لو في أي حاجة هتصل بحضرتك أكيد

_  تمام .. البقاء لله وربنا يصبركم

أماء له بتفهم وانتظر رحيله ثم توجه نحو أحد الغرف وانتظر أمام الباب خروج الطبيب وعند خروجه هرول إليه وقال بتلهف حقيقي :
_ خير يادكتور طمني عليها ؟

_ إنت ابنها ؟

قال بدون تردد في قلق :
_ أيوة

_ طيب هي عندها انهيار عصبي وأنا ادتها حقنه عشان تهديها وياريت تحاول تهديها عشان ضغطها ميعلاش وتتعب أكتر لقدر لله ، والبقاء لله ربنا يصبركم

_ سبحان من له الدوام 

ثم هم بإخراج النقود حق كشفه فأخبره بأن الضابط دفع حقه قبل أن يأتي ، فشكره كرم ثم استأذن الطبيب ورحل ، فاقترب هو من باب الغرفة وطرق على الباب بلطف ففتحت له شفق التي كان وجهها عبارة عن دموع فقط وعيناها غارقة في دموعها كالبحر وحمراء كالدم ، تمتم في صوت ممزق ومبحوح :
_ البقاء لله يا أنسة شفق

لم تجيبه فقط اكتفت بالبكاء العنيف فلم يعرف ماذا يقول لها حتى ، ولكن كيف له أن يخفف عن ألمها وهو يحتاج من يخفف عن ألمه أيضًا ، ولكن يتوجب عليه الثبات والقوة في مثل هذه المواقف كما اعتاد دومًا أن يظهر نفسه قويًا فغمغم في ابتسامة متألمة وعيناه شبه دامعة :
_ سيف شهيد وهو دايمًا كان بيتمنى الشهادة وربنا ناولها ليه ، العياط مش هيفيده أدعيله ربنا يرحمه هو في مكان أحسن منينا كلنا

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن