الفصل الثامن

12.3K 314 16
                                    


هل سيحاول تعذيبها وضربها أم أنه سيستغل فرصة زواجهم ويحاول كسرها وقهرها بالنيل منها رغمًا عنها ؟  .. كلها تساؤلات تدور في حلقة ذهنها ولا تجد لها أجابة سوى أنها في مأزق حقيقي الآن ويجب أن تتصرف قبل أن يحصل على مايريد !! .
تقهقرت للخلف ونظراتها تجول في جميع انحاء الغرفة تبحث عن شيء يحميها من بطشه ، بينما هو يقترب نحوها ببطء وبوجه تعلوه معالم السعادة لرؤيته لها تقف في أحد أركان الغرفة تخشاه ، انتهي تقهقرها عندما اصطدمت بالحائط فوقفت ثابتة كالجبل تعيد ارتداء رداء الشجاعة حتي وجدته اشرف عليها بهيئته واستند بكلتا قبضتيه على الحائط يحاوطها من الجهتين ويهمس أمام وجهها وأنفاسه الملتهبة بحرارة الغضب تلفح وجهها كرياح حارة في نهار درجة حرارته تخطت 50 درجة :
_ لا متقوليش إنك خايفة !! ، دي آخر حاجة ممكن اصدقها عنك ! .. ولا لتكوني مضايقة مع إنك المفروض تكوني في اقصي درجات السعادة حققتلك اللي نفسك فيه وبقيتي مراتي وكمان هخليكي تنعمي بقربي ، وده عرض خاص مش بقدمه غير للغالين عليا

هو لا يبتعد عنها سوى سنتي مترات لا تحسب ، وهذه الفرصة المناسبة لتستغلها وتسرق من جيبه مفتاح الباب وتفر من بين براثينه .
هي لا تخشاه بقدر ما تخشي أن يتدني لدرجة إجبارها على شيء لا تريده !! ، ولكن الحكمة هي سيدة الموقف الآن حيث ابتسمت بغنج أنوثي وانتصبت في وقفتها ثم لفت ذراع حول رقبته متخلية عن خجلها منه والذراع الآخر كانت تحاول تسلله إلى جيب بنطاله دون أن  يشعر ، وهمست بدلال مغري :
_ ومين قالك إني مش فرحانة ، بالعكس أنا في قمة سعادتي .. لإني بحبك لدرجة متتخيلهاش ، ومش هحل عنك غير لما تحبني إنت كمان

كانت نظراته متقززة منها وجسده يشمئز حين يفكر بأنها تحاول اغوائه ، إن كانت هي تحبه لدرجة لا يتخيلها فهي أيضًا لا يمكنها تخيل مدى كرهه ونقمه عليها ، ولكنها لم تكن تبالي بنظراته لها وركزت على الهدف الذي نجحت به بالفعل وقد التقطت المفتاح من جيبه  ، ثم دفعته بعنف بعيدًا واندفعت نحو الباب راكضة ولكنها قبل أن تضع المفتاح في الباب أصدرت صرخة متألمة عندما شعرت بقبضة يده القوية تجذبها من خصلات شعرها وتسمع همسه المرعب في أذنها كالرعد :
_ حاولت كتير أكبر دماغي منك وأقول عيب عليك ياحسن دي مهما كانت بنت عمك ومينفعش بس إنتي كنتي مصممة تطلعي الشخص القذر اللي جوايا في كل مرة كنتي بتستفزيني وبتعملي نفسك فيها شجاعة وتهدديني بإنك هتفضحيني وبسبب انانيتك وجنانك كنتي هتقولي لأمي لولا إني لحقت الموقف ، وبدل ما كنتي هتأذيني أنا كانت هي اللي هتتأذي ، وإنتي دلوقتي هتدفعي تمن تهورك ده وإنك كنتي بتلعبي معايا من غير ما تدركي العواقب

امسكت بكفه وحاولته نزعه عن خصلاتها وهي تجيب بصدق متألمة :
_ مكنتش هقولها أنا كنت بخوفك بس ، وبعدين لما سيادتك خايف على أمك أوي كدا متحترمش نفسك ليه ، يعني إنت قذر وحقير وكمان بجح

_ كملي كملي واغلطي اكتر كمان عشان تستفزيني بزيادة والعقاب يبقى بالضعف

قال آخر كلماته ثم جذبها والقى بها على الفراش  لتسقط على ظهرها  ثم ينحني إليه بنظرات كلها تشفي وخبث لتلمح هي الانتيكا الصغيرة على المنضدة بجوار الفراش وتسرع لتلتقطها وتضربه بها ولكنه قبض على رسغها ورفعه لأعلى مكبلًا معمصميها بكفه الضخم لتحاول هي التملص من بين يديه بمحاولات بائسة ، حتى خرت قواها وقررت رفع راية الاستسلام و أشاحت بوجهها للجهة أخرى تتفادى اقترابه منها ناحية رقبتها وتهمس برجاء مغمضة عيناها وصوت مبحوح :
_ حسن ، ارجوك كفاية !!

ضروب العشق ( لندى محمود توفيق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن