الفصل السادس والعشرون

1.1K 45 24
                                    

بعد مرور ثلاث سنوات..............................

كانت جالسة على درجات السلالم ومكانها المفضل للمذاكرة ومشاهدة افراد العائلة من الأعلى والمجتمعين ببهو المنزل الواسع ، كانت تضع الدفتر امامها وهي تمسك بالقلم وتريح جانب رأسها على حاجز السلالم وهي تنظر للطفل الصغير والذي كان يدور بسرعة حول المنزل بأكمله بثواني معدودة وعمره لا يتجاوز السنتين ، حفيد العائلة الوحيد وفرحة عائلة (عمران) ومنذ مجيئه لهذه الحياة وقد امتلأت حياتهم سعادة وتفاؤل ولكنها ما تزال تشعر ببعض الشرارات الحاقدة والغير راضية والتي تخرج من الجد نحو هذا الطفل بسبب والدته والتي تكون (سحر بارون) ولكن لا مجال للاعتراض الآن فقد حدث ما حدث واصبحت (سحر) هي وابنها جزء من هذه العائلة وخاصة بأن (عمران) قد قالها بالحرف الواحد وما تزال تذكر كلماته جيدا بعد ولادة حفيده

(إذا كان هناك اي احد معترض على عيش ابنة بارون بيننا فيمكنه ان يخبرني بذلك ، وانا بنفسي سأتكفل بالخروج من هذا المنزل مع عائلتي وعندها سنريحكم من وجودنا بينكم نهائياً)

وكان هذا الكلام موجه للجد ولابنه (عادل) بشكل خاص ، ليصمت عندها الجميع بدون ان يتجرأ احد على النطق بأي كلمة وحتى الجد بالرغم من النظرات المشحونة بالكره نحو الطفل ووالدته ولكنه مع ذلك ترك الأمور كما هي لتمر الأيام بهدوء النسيم بدون اي مشاكل .

تنهدت (زهرة) بهدوء وهي تعود بالنظر لأفراد العائلة لتقع نظراتها على عصافير الحب كما يسمونهم الجميع وهي تنظر لشقيقها (سامي) مع القردة الصغيرة (فرح) وقد عقد قرانهما منذ سنة وهي حتى الآن لا تصدق موضوع ارتباطهما ببعضهما وليس بسبب صغر سنهما بل لأنهما لا يكتفيان من الشجار بكل شيء يفعلونه حتى كاد يفسخ العقد بينهما اكثر من مرة وهما على النقيض تماما من بعضهما ، ما تزال تذكر عندما قررت العائلة عقد قرانهما بسبب رؤية تناسبهما لبعضهما بوقتها جنت (فرح) ورفضت الزواج وحتى وصل بها الأمر لتهرب من المنزل ليعيدوها بالنهاية ويصدموا بعدها بموافقتها السريعة وكأنها تخطط لفعل شيء وشكها كان بمحلها فبكل يوم كانت تفتعل مصيبة بينهما لتري العائلة بأكملها شدة عدم تناسبهما ، ولكن مع الوقت كل شيء قد تغير وقد بدأت المشاعر بالظهور بينهما ليتحول لعب الاطفال لقصة حب ناعمة تظهر بعينيهما واضحة امام كل العائلة ، وكم هي سعيدة من اجلهما فيبدو بأن شقيقها الفظ يتحول لشخص متهور ومجنون عندما تظهر عصفورته امامه كما يسميها .

ابتسمت (زهرة) وهي تنظر لهما جالسين بجانب بعضهما يتكلمان بحماس عن امور شيقة واكيد عن زواجهما القريب ليتحول الحماس لشجار عنيف بينهما قبل ان تغادر (فرح) بعيدا عنه كالعادة وهي تلوح له باستفزاز بينما كان شقيقها ينظر لها بابتسامة متسلية تفهمها جيدا ، الحقيقة بأن حفل زفافهم قد اقترب جدا فقد قررت العائلة بأنه ما ان تنهي (فرح) دراستها الثانوية العامة ويصل (سامي) للسنة الثانية من الجامعة فسيأتي بعدها حفل زفافهم وهذا كان كلام والدها (عمران) فهذا الأفضل لتؤخذ علاقتهما وقتها وتكون (فرح) مستعدة لهذه المرحلة من حياتها .

قلوب معلقة بالماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن