..الفصل الأول ..

825 37 32
                                    

      يفرض علينا منطقنا البشري العديد من النظريات التي نطبقها يوميا و عادة دون أن نحس !

    لأنها قد أصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصياتنا ، و لعل من تلك النظريات ، تلك التي تؤول لأن بدمجنا لشعور و كائن حي ذو خصائص فيزيولوجية معينة سنتحصل على إنسان .

لكن ماذا عن شيئ يوصف بالشعور تارة و بالإنسان تارة أخرى؟

أيمكن اعتباره و عدّه إنسانا ، أم هو شعور ؟

تلك الأحاسيس المكونة للمشاعر التي ستتحول لردات فعل لاحقا ..

ذلك الإحساس اللاشعوري اللامنطقي الذي يحسّ به الإنسان و يقف حائلا بينه وبين إنجاز أعماله اليومية و تحقيق مبتغاه و أحلامه التي يطمح إليها ، و الذي يوصف من طرف المجتمع الذي يعتبر نفسه صحيحا بالمرض النفسي ..

و الذي يُطلق عليه بأسماء مختلفة بناءا على العديد من الأشياء التي يقوم بها أفراد معينون ؛ إضطراب في الشخصية؛ اكتئاب ؛ انفصام و غيرها .

_ أنت بالتأكيد مصاب بانفصام في الشخصية .
_ أ أنت متوحد ؟
_ هل لديك وسواس قهري ؟
_ يالك من جبان أحمق تدعي القوة و الذكاء بعدم محادثتنا .
_ أنت تستحق لقب ملك الدراما بشخصيتك هذه .

تلك العبارات التي يتلقاها أولئك الأشخاص ذوي ذلك الإحساس .

لكن ماذا لو أردنا الغوص في بحر الشخصية " النكرة" هذا ، و نعرّفه بألف و لام حتى يتضح أكثر ؛ حتى تصبح أداة التعريف تلك كالشمس التي تبرز جمال البحر ، أو نعرّفه بالإضافة حتى يتسنى لنا معرفة هذا الإحساس بشكل أفضل و أوضح و يصبح ذلك البحر محيطا .

يصبح محيطا .. ذلك المحيط الذي يعتبر ملاذ البشرية من الجفاف .. ليس حالما أخذه بل حتى مروره بالعديد من المراحل للتصفية و التنظيف ..

                             

    قد يرتمي القدر في أحضانك بالهدايا ، أحيانا بمفاجآت و أحيانا أخرى بمفاجعات ، أما بمقابلتي فاعلم بأنه قد أتى لطعنك بخنجر في ظهرك أثناء احتضانك و عندما يدرك بأنه أسعدك بهديته التي أحضرها معه ونالت إعجابك و وصلت بفضلها لأقصى مراحل سعادتك ..

أجل مثل الشخص الذي تذكرته الآن و غدر بك بالرغم من إحسانك إليه ، و لم تفهم سبب تغيره المفاجئ نحوك ، لن تفهمني أنا كذلك ..

لو تم ذكري في أساطير قديمة ، لكنت إنسانا أصبح شيطانا منبوذا و ذلك لاختلافه عن سائر البشر ، لا أعلم إن كانت الكلمة المناسبة ، لكن حسن حظي أن الناس لا يدونون أساطير في هذه الأيام و قل إيمانهم بها .

لا أعلم تكويني حقا و لا ماهيتي ، لكنني أحس بحدة ملامحي التي قد تجعل أطراف أصابعك تنزف و أستشعر الحرارة المرتفعة في حلقي التي قد تحرق أي إنسي قد  يلمسه .

أحس ببرودة قلبي ، ربما تجمده ، لا ليس تعبيرا مجازيا عن عدم مبالاتي ، بل ذلك حقيقي ، أحس و كأن ذلك الجزء من صدري متجمد بحق .

أشعر و كأن الواصل بين فمي و أمعائي ماهو إلاّ مجرى مائي منساب عذب ، لا أعلم إن ذلك حقيقيا ، لكنه يبقى  شعوري  اتجاه ما بداخلي .

وصفي على نفوس البشر  كما وصف الشعور ما بين الكآبة و النشوة ، العمق و السطحية، الذكاء و الغباء ..

من يراني لا يسمعني، ومن يسمعني لا يحس بي ، و من يحس بي لا يراني ، هكذا أنا .

عشت لتسعمائة و أربع عشرة سنة، تقريبا أعرف كل البشر و لا يعرفونني ، فليس لي المقدرة على التعريف بنفسي و لا تقديرها .

كل ما أعرفه أنني نرجسي و لا أتحمل أن يتم تقييد حريتي .

لا أعلم لمَ أذكر هذا ، لكن كان أفضل شعور لي في حياتي التي تقارب لتكون قِرنا للأرض ، هو أنني أحببت من قبل ، لكن لا أعلم إن كان ذلك هو الحب حقا ..

بالمختصر أنا كائن يختزن نصف الطاقة السلبية و الكئيبة بهذا العالم .

ترى مالذي فعلته لأستحق هذا 
أنا أُعذب نفسيا كل يوم ..

ذلك كان مقتطفا قصيرا من يوميات أحدهم.
من يكون ؟
بطل روايتنا ؟

أجل ، هو كذلك .

||Cazabluetchai_ كازابلوتشاي||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن