#وصمة_وجع
#الفصل_الرابع_والعشرون
#سهام_العدل◾ يفترش الأرض بجوار قبر والديه يضع رأسه بين ساقيه والدموع تنهال من عينيه في صمت،، يعيش في عذاب مميت منذ أن تذكر ماضيه ،، وفاة أمه التي كانت دنياه أحرق قلبه وأفقد حياته طعم السعادة ،، لذا عندما أشرقت الشمس ساقته قدماه إلى قبرها ينعيها حزناً وفراقاً أوجع قلبه،، لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو جالس هكذا،، ولم يفق من حالته تلك إلا على صوتها " كنت عارفة إني هلاقيك هنا"
-رفع وجهه ينظر لها بحزن وعيون فقدت لمعتها من كثرة البكاء وقال لها بصوت باكٍ " أمي ماتت يا يمني… أمي راحت لأبويا وسابوني في الدنيا لوحدي"
-شعرت بتمزق أنياط قلبها على حاله،، فافترشت الأرض بجواره وأمسكت يده ونظرت له بعيون باكية وقالت"َ أمر الله يا يوسف،، الموت علينا حق وهي هنا النهاردة،، الله بكرة هنكون احنا كمان فين،، متعملش في نفسك كده،، أد ماكان نفسي ترجع لك ذاكرتك بس كنت خايفة من اللحظة دي عشان عارفة وجعك هيكون قد على ماما"
-ثم سحبت يدها ورفعتها تمسح الدموع التي تسقط على وجنتيه وتقول بحب" وكمان إيه سابوك لوحدك دي،، وأنا روحت فين،، ولا انا مليش مكان في حياتك "
-أمسك يدها وقربها من فمه يقبلها بحب ويقول" متقوليش كده يا يمني،، أنا مبقاش ليا ف الدنيا غيرك،، ويمكن اللي مهون عليا اللي حصلي انك سامحتيني ورجعتيلي من تاني،، أنا مقدرش أعيش من غيرك"
-ابتسمت بعيون دامعة وقالت " أنا كمان كنت هتجنن وخفت يجرالك حاجة وتضيع مني،، أنا مكنتش عارفة اني بحبك أوي كده،، بس عشان خاطري يا يوسف متوجعتيش تاني"
-رد عليها بحماس" مستحيل… مستحيل يا يمني،، أنا معرفتش إنك الوحيدة اللي سكنت قلبي غير لما بعدتي عني،، عشان كده أنا مش ممكن أخسرك تاني،، وكمان يا يمني أنا توبت إلى الله ودوقت طعم لذة القرب منه،، مقدرش بعد كده أعصيه واتحرم من رضاه وطاعته "
-ابتسمت له بحب ورضا،، فابتسم هو الآخر لها وقال" تعرفي أنك بقيتي أجمل وأجمل ف الحجاب "
-ابتسمت له وقالت" طب قوم بقى معايا واحنا هنبقى نيجي نزورهم دايماً"
-أومأ له بموافقة ونهض معها مودعاً والديه ثم غادرا المكان.
◾ منذ أن رآها غارقة في دمائها وهو ليس على ما يرام،، بداخله خوف ورعب من فقدانها،، وما زاد ذعره هو كلام الطبيب الذي أخبره منذ قدومه بها يحملها إلى المستشفى أنها قطعت شريانٌ في يدها وفقدت الكثير من الدماء،،وقد ضَعُفَ القلب من نقص وصول الدماء له والآن هي في حالة خطرة.
-يجلس الآن يتأملها وهي لم تفق بعد،، تنام شاحبة الوجه يدها موصولة بكيس من الدماء معلق أعلاها ويدها الأخرى على صدرها ملصقة بلاصق طبي.
أنت تقرأ
وصمة وجع
General Fictionثلاث أخوات لكل منهن وصمة مختلفة لازمتها جعلتها تواجه الحياة وهي تستر من عيون الناس... كل منهن ضحت وواجهت الحياة التي سلبت منهن كل منح السعادة ولكن بطريقة مختلفة...كما أن هناك أقدار خفية مؤلمة في ظاهرها ولكنها باطنها صنع المعجزات...هل ستستطيع كل منهن...