الفصل السادس عشر

6.8K 122 8
                                    

#وصمة_وجع
#الفصل_السادس_عشر
#سهام_العدل

◾ منذ أسبوع وهو يحاول جاهداً على عدم الإختلاط بها رغم النار التي تتأجج في صدره كلما تذكر مافعلته به وغدرها به والتقليل منه،، كلما يتذكر ذلك تسول له نفسه أن يأخذ سكيناً ويذبحها حتى يرى دماءها تسيل فتبرد ذلك النار التي تحرقه كل لحظة… كان يظن أنه سيستقر ويؤسس بيتاً سعيداً بعدما نجح في عمله وينشئ أسرة ويعيش إنساناً طبيعياً يعمل نهاراً ويعود مساءً يجلس مع زوجته يحكي لها ماحدث في يومه ثم يتمتع بها بالحلال بعدما كان يهرب أغلب لياليه اليائسة عندما كان يشعر بالفشل والعزيمة إلي الأماكن المحرمة يسكر ويضاجع النساء وهذا ما يجاهد نفسه تلك الأيام ألا يفعله،، فهو لم ينقصه خسراناً لنفسه وإنتقاصاً لها بعدما عاد من ذلك الطريق المظلم منذ أن فعل الحادثة التي أفاقته بعض الشئ،،،ولكنه يعيش حياة مظلمة بسبب مافعلته الفتاة التي اختارها عن الجميع معجباً بشخصيتها الصارمة وأخلاقها التي ظن أنها ندرت في هذا الزمان،،، عندما يتذكر ذلك يبتسم مستهزئاً بنفسه على ماظنه فيها،، فقد طعنته في منتصف قلبه حتى أدمته ميتاً على قيد الحياة،، ولو كان يمتلك الجرأة لكان لفظها خارج حياته كاشفاً للجميع حقيقتها الملوثة، ولكنه خشي على سمعته هو وعائلته فهو يعلم جيداً أنه لو فعل ذلك سيصبحون علكة في أفواه الجميع غير أنه غير قادر على مواجهة الشفقة في عيون البعض والشماتة في عيون البعض الآخر ،، لذا قرر أن يبقيها فترة قليلة ثم يلقيها خارج حياته للأبد عازماً على عدم تكرار التجربة مرة أخرى،، فقد أفقدته الثقة في جميع نساء حواء.

-شعر بالثقل يتزايد على صدره فنهض يفتح خزانة ملابسه ليخرج قليلا مبتعداً عن محيطها لعله يهدأ أو يزول ذلك الثقل قليلاً… وبعد فتحها تفاجأ بأن معظم ثيابه متسخة، فزفر بعنف وقال لنفسه " والله أنا متلصم أطلع خُلقي فيكي يازفتة أنتي" وخرج من الغرفة ووجه لا يبدو عليه الخير.

-تجلس هي الأخرى تضم ساقيها إلى صدرها وتدفن وجهها بينهما على فراش تلك الغرفة الصغيرة التي تضم سريرين منذ أن ألقاها فيها آسر بفستان زفافها المشؤوم وقال لها بعنف " هتعيشي هنا خدامة،، ملاقيش حاجة في البيت ناقصة لا غسل ولا تنضيف ولا أي حاجة،، مفيش شغل،، مفيش خروج لأي سبب الباب هقفله بالمفتاح وانا خارج ونفس الوضع وانا داخل، ماأنا مش ضامن هتعملي إيه في غيابي،، ولو ربنا بيحبك مااشوفش وشك القذر ده أدامي عشان ساعتها مااقتلكيش وابرد ناري،،، فاهمة؟؟"

-حينها أومأت رأسها بموافقة وقالت بصوت متقطع" فـ.. فاهمة"

- هي لم تلومه على رد فعله،، ولكن أنانيتها في الهروب من بيت أبيها ونظرات المجتمع هي ماجعلتها تندفع نحو تلك الخطوة دون حسابها جيداً، لم تتوقع تلك القسوة التي كسرتها أكثر ما كسرها ذلك الفعل قديماً عندما أقدمت عليه،، لم تعتبر نفسها ضحية حينها لأنها فعلتها بكامل إرادتها رغم أنها كانت حينها فتاة مراهقة دفعتها عواطفها الجياشة ولكن هذا لا يرفع عنها ذنب تلك الخطيئة التي حملته على كتفها لسنوات،، تواجه به المجتمع بنفس القسوة التي صفعها به حينها.. مايهدأ نفسها قليلاً هو أن آسر لم يفضحها أمام عائلتها والمجتمع وإلا كانت بالفعل حينها تخلصت من حياتها إلى الأبد،، ولم تحزن لرفضه مقابلة والدها وأختها وعمتها حينما أتوا لزيارتها ثاني يوم زواجها بل إطمأنت حينما غادر عندما أخبرها والده أنه آتٍ،، فكان هذا هو الأفضل رغم استياء والدها من ذلك ولكن وجوده كان سيكون أكثر إستياءًا،، وكان من حسن حظها أنها سمعت مكالمة تدور بينه وبين أخته الكبرى أنها تعتذر عن قدومها هي وبقية عائلته بسبب سوء حالة أخته الصغرى وأن الجميع يهتم بها هي والدكتور يوسف… ومنذ اليوم الثالث لتلك الليلة وهو يخرج صباحاً ويعود مساءاً، وهي في ذلك الوقت تنهض تتناول بعض المشروبات الساخنة وتعود لتلك الوضعية،، تشعر بثقل في جسدها وكأن هموم الدنيا وضعت حمولها فوقها،، تشعر بضعف نفسي وجسدي لم تشعر به في حياتها،، ومع ذلك تحاول ألا تخرج أمامه خوفاً من غضبه،، هي التي كانت تظن أن بعد ماعاشته سابقا لا يخيفها أو يكسرها شئ ولكنها الآن أصبحت تخاف صوت أقدامه حولها في المكان،، ترتعب من صوته عندما تأتيه مكالمة ويتحدث خارج غرفتها،، ما زالت أثر صفعاته يؤلمها،، حتى شعرها لا تستطيع تصفيفه من شدة ألم فروته إثر جذبه تلك الليلة حتى أنه سحبها منه حتى الغرفة الأخرى وألقاها فيها.

وصمة وجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن