#وصمة_وجع
#الفصل_الثالث_عشر
#سهام_العدل◾ صعد بهدوء الدرج واتجه نحو غرفة الولدين وطرق الباب بخفة حتى لا يستيقظا ولكن لم يجد رد،، ففتح الباب بهدوء ودلف داخل الغرفة ووقف مشدوهاً لما رأي..
-مسح الغرفة بعينيه فوجد سريراً خالياً والسرير الآخر يجمع ثلاثتهم.. تنام غصون في المنتصف وتضم الولدين تحت جناحيها بحنان وتضع خدها فوق خد يزن الصغير وكأنها تبثه الطمأنينة والأمان.
-وقف يتأمل المشهد بمشاعر متضاربة من التعجب والذهول والسعادة والإعجاب بتلك المرأة التي إستطاعت أن تعطي كل تلك المشاعر من حنان واهتمام وحب وطمأنينة في تلك الفترة الصغيرة… ولا ينكر أن لو رأي ذلك المنظر غريباً لم يصدق سوي أن تلك المرأة أمهم دون شك.
-ابتسم وهو يقول لنفسه أن ياسمين فازت حقاً بما راهنت عليه… متذكراً رده عليها عندما أخبرته أن تلك غصون هي الأجدر بالإهتمام ورعاية الولدين ولكنه أخبرها حينها أن فاقد الشىء لا يعطيه ولكنها أجابته بالنفي وأن العكس فاقد الشيء يعطيه بسخاء وأن غصون ستخرج عاطفة الأمومة المكنونة بين أضلعها في حب الولدين،،، الآن آمن أن ياسمين كان لها وجهة نظر صائبة ولم تخطئ… فحقاً ينام الولدين الآن وعلى وجههما الراحة والأمان الذي تمنى كثيراً أن ينعما به.
-أشعل الضوء الخافت ثم اقترب بهدوء منهم لكي يحمل يزيد يضعه على السرير المجاور نظراً لضيق المكان خائفاً من أن ينزلق الولد من يدها واقعاً أرضاً… ولكنه دون أن يدري وقف يتأمل ملامحها الهادئة شبه مبتسمة وكأنها هي الأخرى وجدت مأمنها مع الولدين،،، تنام ببراءة تشبه براءة الطفلين اللذان يجاورنها،، ولأول مرة يدقق في ملامحها الجميلة الهادئة،، شعرها الأسود الناعم الذي يراه لأول مرة بدون حجاب ورموشها السوداء الطويلة وفمها الواسع ذو الشفتين المنفرجتين وأنفها المتوسط وخديها الجميلين،، كل هذا تجمع على وجه مستدير ذو بشرة بيضاء… تفاجأ بذلك الجمال الذي تحمله،، جمال أخاذ لم ينتبه له من قبل،، وجمال قلبها الذي فتن ولديه كما فتن ياسمين وآسر من قبلهما منعكس على وجهها… كم ظن أن تلك الطيبة والبراءة تصنعاً منها ومكراً في محاولة كسب الجميع ولكنه أصبح يتدارك ذلك شيئاً فشيء وهي تثبت كل يوم ذلك.
-وقف يتأملها وكأنه يراها لأول مرة،، يتذكر تلك المرأة المريضة الُمحطمة التي رآها في منزل ياسمين منذ ثلاثة أشهر وهي تأن وجعاً من فقدان لجنينها وحرمانها من الأمومة مدى الحياة ووجعها من دنيا لفظتها مستنكرة وجودها دون اهل وعائلة… يتذكر دموعها وهي تقف أمام ذلك اللعين الذي كان زوجها تنعي فقداناً وحرماناً ووجعاً
-فاق من ذلك على ذكرى تنهش قلبه ولم تفارق صحوته ومنامه،، ذكرى حرماناً وفقداً ولكنه بشكل آخر.. فقداً مع سبق الإصرار.
-نظر الطفلين اللذان ينعمان بحضن إمرأة ليست بأمهما،، بينما أمهما اختارت الرحيل هاربة تاركة وراءها في قلبه وقلب ولديه وجع لاينضب،، يطاردهم مدى الحياة.
أنت تقرأ
وصمة وجع
Genel Kurguثلاث أخوات لكل منهن وصمة مختلفة لازمتها جعلتها تواجه الحياة وهي تستر من عيون الناس... كل منهن ضحت وواجهت الحياة التي سلبت منهن كل منح السعادة ولكن بطريقة مختلفة...كما أن هناك أقدار خفية مؤلمة في ظاهرها ولكنها باطنها صنع المعجزات...هل ستستطيع كل منهن...