الفصل السابع والعشرون

7.9K 131 8
                                    

#وصمة_وجع
#الفصل_السابع_والعشرون
#سهام_العدل

◾لجأت إلى فراشها تحكم عليها الغطاء لعله يدفئها من برودة الحياة وقسوتها،، لقد هلك عقلها من كثرة التفكير ،، واحترق قلبها من شدة الوجع،، كل ما تحتاجه الآن أن تنعم بنوم هادئ تلك الليلة،، يكفيها ما عانته الليلة الماضية لذا حاولت الإستسلام لنوم هادئ يخطفها من ذلك الوجع الذي احتل كيانها للأبد وقبل أن تغرق في نومها سمعت صوت تأوه عالٍ صحبه صوت تفتيت زجاج،، نهضت تجلس مذعورة ثم خرجت من غرفتها واتجهت إلى غرفته وجدتها مفتوحة وخالية، ذهبت لغرفة الولدين وجدتهما نائمين في سلام ،، نزلت السلم بقلق تبحث بعينيها عنه فلم تجده،، ذهبت لغرفة مكتبه وفتحتها دون إستئذان، فهي في حالة قلق لا تسمح لها بطرق الأبواب،، زاد قلقها لما وجدته،، زجاج المكتب مفتت ومتناثر في أرجاء الغرفة، بينما هو يقف خلف المكتب موليها ظهره وينظر من نافذة الغرفة،،، دخلت بحذر وسألته بأنفاس غير منتظمة من فرط القلق " فيه إيه،، إيه اللي كسر الإزاز كده؟"

-رد دون أن يلتفت لها بصوت مرهق " أنا"، تعجبت واندفعت قائلة " أنت!!!... ليه كده؟"... صمت ولم يرد،،، فاقتربت منه تتفحصه بعينيها لتطمئن عليه، حتى وقعت عيناها على كفه الأيمن وجدته يقطر دماً، فقالت بقلق دون أن تلمسه " إيدك مجروحة،، بتنزف ".

-رد عليها وهو مازال شارداً بصوت موجوع " مش إيدي بس اللي مجروحة،، قلبي كمان مجروح،، وروحي بتنزف،، ياريت وجع قلبي كان زي إيدي،، كان بقى دواه سهل "

-أحست بوجعه فشعرت بإحتراق قلبها يزداد إشتعالاً،، فسقطت دموعها واقتربت منه تمسك كفه الذي ينزف  وتقول بصوت باكٍ " طب تعالي اقعد ارتاح أما أشوف إيدك"

-استسلم لها وذهب معها خارجاً من الغرفة،، يجلس على إحدى الأرائك في الصالة،، ثم ذهبت وعادت تحمل صندوق الإسعافات الأولية،، وجثت على ركبتيها وأمسكت كفه بينما هو ينظر لها بندم وألم على ما تسبب فيه من جرحٍ لها.

-وجدت بيده قطعاً صغيرة من الزجاج،، فسحبتها بوجه متألم ويدٍ ترتجف بينما هو لا يظهر أي ردة فعل وكأن قوة ألمه الداخلي طغت على ألم ذلك الجرح بيده،، ثم بدأت في تطهير جرحه ثم لصقه ووضعت يده بجواره وقالت بصوتٍ حاني " الحمد لله طلع حاجة بسيطة"

-نظر لها نظرة غامضة لم تفهمها ولم يرد عليها ، شعرت بالحيرة ولكنها سألته " حاسس بحاجة،، أجيبلك مسكن؟"

-لم يرد عليها وكأنه لم يسمعها،، نظراته كلها كلمات لم تفهمها ولكنها كانت أشبه بنظرات طفل يتشبث بأحد يمسح على رأسه ويطمئنه ولكنها غير قادرة على فعل ذلك،، فأصبحت ردات فعله غير متوقعة.

-رفع ساقيه من على الأرض وتمدد على الأريكة ورفع ذراعه أحاط به رأسه وأغمض عينيه،، لم ترد هي أن تزعجه أكثر من ذلك فتركته دون أن تتكلم وصعدت إلى الطابق العلوي قليلا ثم عادت تحمل مفرشاً ثقيلاً واقتربت منه وغطته به،، علمت من إنتظام أنفاسه أنها ذهب في النوم، فتركته وذهبت لغرفة مكتبه حتى تزيل آثار ما فعله.

وصمة وجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن