الفصل الثاني والعشرون

7K 129 5
                                    

#وصمة_وجع
#الفصل_الثاني_والعشرون
#سهام_العدل

◾ انطفأ نور الدنيا في عينيه،، أصبحت سوداء بعدما أغلقت سدن في وجهه كل الطرق المؤدية إليها،، حتى والدها الذي كان يحثه ألا يتخلى عنها طلب منه أن يبتعد عنها فهي رافضة بشكل قطعي زواجه منها،، لا يعرف على من يلقى اللوم،، هل على أمه التي تصرفت بأنانية أم تتمنى لإبنها الأفضل ولا على سدن التي ضعفت مع أول عقبة في طريقهما وابتعدت رافضة اقترابه… كسرة القلب التي يشعر بها جعلته جسد سحبت منه الروح… غير قادر على الإستمرارية في الحياة،، منعزلاً في غرفته منذ أسبوع،، يعتذر عن أي عمل يُعرض عليه،، يعيش فقط بين صورها التي التقطها لها من قبل ويحدث تلك الصور عن حزنه وما يعيشه دونها،، فقد ظن أن حلمه البعيد أخيراً سيتحقق ولكنه كان مخطئاً،، تمنى لو لم يقابلها ويتعلق بها أكثر،، تمنى لو كان ظل يحب فتاة الإنترنت ذات النصف وجه لما تعذب كالآن،، ولكنه الآن لا يملك سوى العذاب في صمت.

-التفت من شروده على فتح باب غرفته،، فتفاجأ بدخول صغيرته ابنة أخته التي ما أن رأته حتى اندفعت نحوه بحب تناديه " خالو حبيبي،، وحشتني أوي"

-رفعها وجذبها لحضنه يبادلها الشوق وهو يقول " تمارا حبيبتي،، وحشتيني،، جيتي إمتى؟"

-رفعت وجهها له مبتسمة وهي مازالت بين أحضانه وقالت ببراءتها "جيت مع بابي ومامي".

-حينها دخلت أخته تقول بدلال " هتاخدي حضن خالو كله لوحدك ياتمارا،، مفيش حبة حضن لمامي "

-هو لم يرد عليها ولكن تمارا ابتسمت لأمها وخرجت من حضن خالها ونزلت أرضاً،، فقالت أمها لها " ممكن تطلعي مع تيته وجدو شوية عشان عايزة اتكلم مع خالو"

-ابتسمت لها ابنتها ثم نظرت لخالها وقالت " مش هتأخر عليك عشان نلعب سوى"

-ابتسم لها هو الآخر وقال" هستناكي "

-ثم خرجت من الغرفة بينما جلست أمها على حافة الفراش الذي يجلس عليه أخيها ونظرت له وسألته بهدوء" عامل إيه ياتميم؟ "

-رد عليها بتملل" زي ما أنتي شايفة"

-نظرت له بحزن وقالت " شايفاك مش كويس خالص،، مش تميم أخويا اللي كله حيوية وبهجة، وقاعد مبهدل شعرك ودقنك،، عامل في نفسك ليه كده؟"

-نظر لها بعتاب ثم قال " أنتي مش عارفة ياتغريد انا ليه كده،، أكيد عارفة كويس وماما مش هتخبي عنك حاجة"

-هربت بعينيها منه برهة ثم عادت تسأله " ممكن أفهم أنت مبتردش على رسايلي ومكالماتي ليه؟ "

-نهض من فراشه وتركها ووقف بجوار نافذة غرفته مولياً ظهره لها وقال بحزن " لأني اتصدمت فيكي صدمة عمري،، أختي توأمي خدعتني،، ضحكت عليا،، غشتني "

-استدارت ووقفت أمامه تقول بحدة " أنا مخدعتكش ولا غشيتك،، أنا كنت خايفة عليك،، كنت عاملة عشان مصلحتك "

وصمة وجع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن