العمر ليلى

2.2K 108 30
                                    

وصلت الي إسطنبول احمل معي حلم كبير حلم شكلته بين يدي منذ الطفولة رويته بالماء ورفعته بأناملي عنان السماء راقبته يصبح شيئ عظيم وقد حان وقت ان اطلع العالم اجمع على فني فن صناعه الخزف

انا فتاة بسيطة أتيت من عائلة متوسطة والدي طبيب ورئيس قسم الجراحة وامي محامية ماهرة لاني كنت الطفلة الوحيدة دائما ما كنت هادئة انظر إلى الأشياء الجميلة بصمت واستمتع بها أحببت رقص البالي عزف البيانو تنسيق الازهار والرسم تعلمته كله وأكثر ماجذبني هو فن الخزف كان معجزتي الصغيرة بعض الطين والقليل من الماء يسبب فوضه مع إدارتها بأنامل ناعمة تصبح قطع فنيه لامثيل لها هكذا كانت حياتي قبل أن ألتقيه.

صوت الموسيقي الكلاسيكية التي تعزف من قبل الفرقة الخاصة يعلو حديقة القصر الملئى بالطاولات المغطاة بالدانتيل الأبيض مزينة بمزهرايات كريستال بها ورود من الاوركيدا والخدم يتجولون بين الضيوف الذين ينتمون إلى الطبقة الراقية يحملون في أيديهم صحون المقبلات وكؤس الشامبانيا  خلفهم القصر الأبيض الكبير تضربه الأمواج العالية قصر عتيق على ساحل البحر داخله يعج بفوضى الخدم الذين يسرعون في جميع الاتجاهات لخدمة الضيوف يتوسطه درج من الخشب البني العملاق يتجه إلى أعلى غرفة الاستقبال حيث كانت مجموعة من السيدات والفتيات يلتفنن حول العروس الجميلة كانت تقف أمام المرايا الكبيرة تنظر إلى ثوبها الأبيض الأنيق يلتف حول جسدها بشكل سمكة يبين جمال خصرها النحيل وقوامها الطويل وكأنها عارضة أزياء اكمامه من الدانتيل المثقب ترتدي أسوارة من الألماس وعقد من الألماس وكأنه قطرات من الماء اللامع تعقد شعرها الذهبي في شكل كعكة بسيطة للخلف تزينه بمشبك ماسي في شكل تاج صغير وطرحتها الجميلة تغطي فستانها بها تطريز من الأسفل بسيط تنظر نحو مكياجها الوردي البسيط الذي يزيدها جمالا وعينها الزرقاء بلون البحر لاتصدق ماتراه وأخيراً وصلت إلى هذه المرحلة من حياتها انه اليوم الذي تحلم به كل فتاة ثم دخلت السيدة الي الغرفة كانت في الخمسينات من العمر ترتدي ثياب أنيقة ومجوهرات راقية توجهت إلى الموجودين حول العروس (ليخرج الجميع حتى نسمح للعروس ان ترتاح قليلا رجاءا ) غادر الجميع وظلت السيدة مع العروس التي بدت متعبة ماإن خرج الجميع حتى جلست على الكنبة
ثريا :من المؤكد انك متعبة لم تأكلي شئ منذ الصباح
ليلى :لااشعر بالجوع
ثريا :إذا لابأس بكأس من العصير
نظرت إليها ليلى وهزت رأسها بالموافقة خرجت ثريا على الفور حتى تحضر العصير وقفت ليلى تنظر من خلف ستائر النافذة الزجاجية لحديقة القصر حيث يقام حفل زفافها  المكان مزدحم بحثت طويلا عن أشخاص تعرفهم لم يكن هناك الكثير والديها وبعض من أصدقائها تنهدت في حزن وانتقلت الي النافذة الأخرى التي تطل على البحر راحت تنظر نحو القوارب البعيدة حيث البحر هادئ والمياه الصافية ثم نظرت نحو الاسفل كيف كانت الأمواج الهائجة تضرب أسفل البناء وتعلو ثم تعود إلى الاسفل بهدوء مثلها تماما هادئة وجميلة داخلها بركان يغلي عندما يكاد ان ينفجر يعود إلى الاسفل وكأن شئ لم يحدث وتذكرت كيف بداء كل شي قبل سنة عندما كانت فتاة بسيطة في سنتها الجامعية الأخيرة مغرمة بالشاب الوسيم مراد الباشا
{ليلى :حبيبي امي سوف تأتي لزيارتي غدا ماذا لو دعونا ثريا هانم على العشاء
مراد :ثريا هانم مشغولة بشكل دائم لااعرف إن كانت سوف تتمكن من الحضور
ليلى :سوف تأتي امك تحبني ولن ترفض دعوتي ابدا
مراد :افعلي ماتريدين ولكن لاداعي للتحدث عن زفافنا في هذا القاء أيضا ليلى لااريد ان يتدخل احد من عائلتي في هذا الأمر
ليلى :لاافهمك مراد سوف نتزوج نهاية الأمر فنحن مخطوبان منذ عامين
مراد :حبيبتي اعرف ذالك ولكن الوقت لم يحن بعد لما العجلة كل شي في وقته حلو} °
كل شي في وقته حلو وهاقد حان الوقت اخيرا أصبحتي عروس ياليلى ولكن هل انتي راضية وسعيدة كانت ليلى غارقة في ذكرياتها حتى فتح الباب ودخلت صديقتها فاتن تحمل بيدها كأس العصير
فاتن :ليلى ارسلت لك ثريا هانم كأس العصير هذا خدي عزيزتي
ليلى :شكرا لك سوف اشربه لاحقاً
فاتن :انتي سعيدة ؟
ليلى :اكيد لماذا السؤال ؟
فاتن :لااعرف شعرت بأنك متضايقة ومهمومة
ليلى :لأمر ليس هكذا انا متعبة فحسب
فاتن :سوف تنتهي كل هذه الضجة بعد ساعات وترتاحي اخيرا
ليلى :أين الشباب كنت انظر من النافذة لم أجد غير فورات وزينة
فاتن :ليان وحازم على الطريق ومارت وصل قبل قليل
ليلى :استاذ جهاد لم يأتي ؟
فاتن :ولله لااعرف ممكن ان يأتي مع ريما
ليلى :لااصدق ان قصتكما إنتهت بهذا الشكل
فاتن :جهاد السبب فقد اختار ان لايطلق زوجته
ليلى :ولكن يافاتن استاذ جهاد لايحب ريما ابدا إنه مجبر على العيش معها تعرفين هذا
فاتن :انسي الأمر وثقت بجهاد مرة وقد خذلني ليلى كل منا اختار طريقه هكذا افضل

العمر ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن