part 3

1.4K 47 11
                                    

تذكرني
.
.

زاد بكاء والدة سان و قد ظهر صوتها بينما سان يصرخ راجيا بأن يجيبه أحد ما فعمت الضوضاء المحزنة في تلك الغرفة لتلم شيء من ممرضي هذا المشفى، أتى سان للنهوض مجددا و قد كان صوته يتقطع لتلك البحة التي بقيت من صراخه بينما هو يترجى مرددا "ليتحدث أحد ما، بحقكم !" لكنه تعثر مجددا و كاد أن يقع أرضا لو لا ذراعي وويونق التي لفته قبل حدوث أي شيء، غلف التوتر الأجواء و قد التفت سان ببطء لينظر إلى وجه وويونق الذي كان يبكي بشدة فصرخ وويونق قائلا "لقد توفي أخاك يا سان ! أجل ! عليك تقبل هذا ! لقد رحل !"، هدء المكان للحظة و لم يُسمع شيء به غير صراخ سان الذي كان و كأن أحدهم أشعل النار به و قد أخذ يدفع جسد وويونق بعيدا عنه لكن وويونق كان قد عانقه بشدة ليبدأ سان يصرخ بانهيار، وقع سان على ركبتيه و قد كان وويونق لايزال يعانقه و يشد ذراعيه أكثر فما كان لأولئك الممرضين إلا الاسراع للدخول و إبعاد وويونق، أوقف أحد الممرضين سان فاقترب وويونق مجددا لكن تلك الممرضة كانت قد مدت ذراعها أمامه لتوقفه فنظر إليها وويونق و قد دفع ذراعها ليقول "ماذا تفعلين ؟!" فردت عليه بـ"أرجوك أن تبقى بعيدا"، عاد سان للصراخ بعد سكوته لثواني فأسرع وويونق محاولا معانقته مجددا لكن أحد الممرضين كان قد دخل ليمسك بوويونق فتقدما والداه أيضا ليمسكان به محاولين إخراجه من تلك الغرفة التي عمها صراخ سان بينما هو ينظر إلى وويونق و كأنه مرتعب منه، أخذا والدا وويونق يشدانه بينما هو يفقز محاولا فك نفسه ليعود إلى سان و يلفه بأحضانه و قد كان يصرخ باكيا و هو يردد "مهلا ! مهلا ! توقفو ! أرجوكم !"، أُخرج وويونق من تلك الغرفة و كانت الممرضة قد عادت بإبرة مهدئة لتحقن سان بها...، ثوانٍ فهدء لتُغلق عينيه بعد ذلك الصراخ و قد مددته تلك الممرضة على سريره لتغطيه بذلك الغطاء الأبيض و الخفيف و عادت تلك المغذية لتلازم يده مجددا

في وقتها كان و كأن كل شيء بالنسبة إلى وويونق قد تحطم ليغوص في السواد و يتلاشى كما تلاشت ابتسامة سان التي كانت تُرسم على شفتيه عند رؤيته لوويونق و قد دخل وويونق مع والديه إلى غرفة الانتظار بينما عيناه لا تكاد تفتح لبكائه، توقف ليفك يده من قبضة والده و قد نظر إليه بعبوس للحظات لكنه تقدم معانقا له بعد ذلك و أخذ يردد قائلا "مالذي حل به ؟ لمَ كان يصرخ بشدة ؟ هل أنا السبب ؟" فبدأ والده يمسح على رأسه ليقول "أبدا، اسمع يا بني، صديقك يمر بحالة صعبة الآن و عليك الحذر من كل تصرف تقوم به" و قرر الجلوس مع ابنه قليلا إلى أن يهدأ من ثم يغادر الجميع معا... و هنا كان قد دخل الطبيب المسؤول عن وضع سان ليحدث والديه و يشرح لهما مالذي جرى لكنه لم يلبث أن دخل إلا و وجد والدي سان ينهالان عليه بالأسئلة حتى أنه لم يفهم مالذي كانا يقولانه فرفع يديه ليشير لهما بأن يهدئا من روعهما قليلا فقال "مهلا، أرجوكما، لقد أتيت و لدي ما أقوله فمن فضلكما أن تدعاني أتحدث، حسنا ؟"، صمتا والدا سان بحزن و قد جلسا بهدوء ليستمعان إلى ذلك الطبيب الذي أخذ يقلب في أوراقه قائلا "حسنا، تعلمان أن ابنكما يجب أن يبقى فترة في المشفى قبل خروجه و هذه الفترة ستكون حساسة جدا و لا يجب على أي أحد الدخول أو الخروج كما يشاء من عنده فربما يشكل هذا عرض سلبي على صحته"، نظرا والدا سان إلى بعضهما بحيرة فإذا بذلك الطبيب يفاجئما قائلا "لقد أخبرني الممرضين أن سان بدأ يصرخ بشكل غير طبيعي بعدما اقترب منه ذلك فتى لذا أريد أن أسألكما، هل كان أحد أبناء أعمامه أو ما شابه ؟"، رد والد سان قائلا "لا، إنه صديقه فحسب" فقال الطبيب متسائلا "منذ متى و هو يعرفه ؟" فردت والدة سان بأن تلك المعرفة دامت إلى ما يقارب خمس سنين فدون ذلك الطبيب بعض الملاحظات ليخرج بعدها حيث علم أن وويونق مع والديه لم يغادرو هذا المشفى بعد فاتجه إلى غرف الانتظار ليجدهم و يشرح لهم حالة سان التي لا يستهان بها، طرق ذلك الطبيب الباب ليدخل إلى عائلة وويونق التي كانت تجلس وحيدة في هذه الغرفة و قد انحنى ليحيهم من ثم استقام بهدوء ليعرف عن نفسه و قد بدأ بتجاذب شيء من الحديث معهم و تارة يسأل ليمهد لوويونق ما سيقوله فلقد شعر ذلك الطبيب أن ما يربطه بسان شيء قوي جدا

ووسان || 𝑹𝑬𝑴𝑬𝑴𝑩𝑬𝑹 𝑴𝑬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن