تذكرني
.
.لم يرد وويونق فنظر إليه سان و عاد لينزل رأسه بخيبه لكن وويونق كان قد مد يده ملامسا لوجنة سان و قد فرش كفه على خده بعد ذلك ليقترب منه بهدوء و قبله ببطء شديد حتى أن سان أغلق عينيه محاولا استجماع قواه لئلا يدفع وويونق بعيدا عنه، شد سان ذراعيه على أغراضه التي كان يحملها بصبر فابتعد وويونق بعد ثوان لينظر إلى وجه سان الذي احمر خجلا بعد ما ظل يحاول أن يحتمل تلك القبلة قليلا و لا يصرخ منها فرفع وويونق كفه مجددا و وضعه على خد سان ليقترب و يقبله لكن سان لف وجهه برفض لذلك فما كان لوويونق إلا أن يبتعد ببطء لحزنه و قد أنزل رأسه قائلا "هذا يضايقك، صحيح ؟ إنك ترفض ذلك، حسنا…، لن أزعجك مرة أخرى"، قالها وويونق بقلب مثقل ففُتح باب المصعد ليخرجان و قد اتجها إلى تلك القاعة معا و انتهت هذه المحاظرة ليغادران معا أيضا و لكن بنفس تلك الحالة و هي أن كلن يتجاهل الآخر، عادا إلى غرفتيهما، دخلا و هنا أخذ كلن يشغل نفسه بأي شيء إلى أن حل المساء ليخلدان إلى النوم
خرج سان من ذلك الحمام ليرى كل هذه الأضواء المطفأة لكنه رأى أيضا وويونق الذي يدفن وجهه في الوسادة باكيا، أنزل سان رأسه بحزن شديد و اتجه إلى سريره ببطء ليجلس و هو يلوم نفسه بصمت قائلا "هذا بسببي، أجل، أعتقد أني أذيت مشاعره، لمَ لم أرد عليه عندما قال هو ذلك ؟ لمَ ؟ أنا لا أمانع أن يقبلني…، أظن أني بدأت أعتاد عليه لكنه عندما تحدث اكتفيت أنا بالصمت، تبا لي !"، بكى سان و بلا شعور منه فرفع يده ليلامس وجنته التي شقت بها تلك الدمعة طريقا و عاد لينظر إلى إصبعه و تلك الدمعة بها فما كان له إلا أن يغمد وجهه بكفيه و يجهش في البكاء هو أيضا و قد أخذ يردد في عقله بحيرة جلبت معها القهر قائلا "لمَ لا أتذكر فحسب ؟! لم يخبرني حتى إن كنت أعرفه ! لمَ يحدث كل هذا ؟! فقط أريده… لكني لا أعلم كيف" و استلقى سان بعد ذلك و هو مفكك المشاعر لينام بقهره و حزنه الشديد
هدأ المكان فرفع سان رأسه ليرى بأن كل شيء أصبح أسودا، نهض من سريره و اتجه إلى تلك النافذة على أمل أن يجد القمر و نوره الخافت الذي يبعث الهدوء و الراحة في النفس لكن ما رآه سان كان ذلك القمر الذي أصبح ثقب أسود يبتلع كل شيء، كانت السماء و كأنها تختفي ليبدأ جزء من الأرض بالاختفاء معها و أخذ ذلك الدمار يقترب فما كان لسان إلا الاسراع إلى وويونق الذي كان غاطا في النوم و قد أخذ يهزه و هو يصرخ قائلا "وويونق !… استيقظ !" لكنه التفت ليرى كل شيء حوله يُبتلع و اقترب منه ذلك السواد ليعود للنظر إلى وويونق الذي أبى الاستيقاظ سرعان ما بدأت دموع سان بالانهمار و هو على وشك الموت و لا يستطيع إيقاظ وويونق لينجو هو بنفسه فلم يكن له إلا أن ينزل رأسه مسرعا ليقبل شفتي وويونق فأخفاهما ذلك الظلام ليتلاشان معا
فتح سان عيناه و جلس مسرعا من ذلك الكابوس الذي أدى بجهده و جعله متعب بشدة و قد نهض من من سريره مسرعا بعد ذلك و وقف وسط هذه الغرفة ليرى كل شيء حوله كما هو فتنهد ليمسح دموعه و قد التفت ليرى وويونق ينام باطمئنان، اتجه نحوه سان و قد اقترب منه بهدوء شديد ليرفع يديه بعد ذلك ممسكا بيد وويونق و قد همس بارتياح قائلا "إنه بخير" و استدار ببطء ليتجه إلى الحمام، فتح سان ذلك الباب و قد دخل ليغلقه من ثم اتكئ عليه للحظات ليتقدم نحو المغسلة بعد ذلك و ينظر إلى وجهه التعب في المرآة، انحنى ليغسل وجهه مرارا و تكرارا و قد رفع رأسه بعد ذلك و تلك المياه لاتزال تجري لتصدر صوتا عميق كأفكار سان الذي كان يعجز عن تفسيرها، نظر سان إلى وجهه ليتذكر ما حلم به فعاد لينزل رأسه و أخذ ينظر إلى تلك المياه التي تجري ليقول بصمت "مالذي رأيته في منامي ؟ لم أخف أن أفقد حياتي فحسب، هناك شيء لا أستطيع تفسيره، لمَ خفت عليه يا ترى ؟ لمَ قبلته أيضا ؟… أنا لا أعلم"، أغلق سان صنبور الماء و خرج ليتجه إلى سريره و قد استلقى واضعا رأسه على تلك الوسادة ليغمض عينيه استعدادا للنوم
أنت تقرأ
ووسان || 𝑹𝑬𝑴𝑬𝑴𝑩𝑬𝑹 𝑴𝑬
Romance"الرواية مكتملة" +18 . . (الحب ليس طريق الزهور دائما، لابد من وجود الأشواك لكن هناك من يخطو عليها و يتحمل الألم ليعود إلى السير على الزهور الناعمة مجددا و هناك من يخطو خطوتان و يشتد ألمه فيستسلم) . . أول مره أكتب للووسان، ادعموني♥️♥️ 2019