تذكرني
.
.نظر وويونق إلى شُسع هذه السماء التي تحمل كل هذه الغيوم و لا تكتفي أبدا فتنهد بحزن ليبدأ بالتفكير في ذاته قائلا "هل ما يحدث حقيقي ؟ لا يبدو أنه أخرجني من عقله فقط… بل و من قلبه أيضا، إلى متى سأستمر بقول "لا بأس" ؟ إلى متى سأكذب على عقلي و أخبره أنه هذا مجرد كابوس و سينتهي قريبا ؟… لمَ ؟ لمَ أحببته أصلا و اخترت أن أستمر في هذه العلاقة ؟ هذا مؤلم حقا، لا أحد يعلم كم أرغب في أن أجذبه تجاهي و أقبله، أشعر بأنه ليس معي، أنا أفتقده !"، رعدت السماء بقوة فتصلب وويونق بتفاجئ لشدة ذلك الصوت لكنه وجد بعد ذلك سان و سائق تلك الأجرة يحدثانه فالتفت ببطء ليقول بصوت منخفض "ماذا ؟" فرد سان قائلا "لقد مضى وقت و أنا و سائق الأجرة نحدثك، ألم تكن تسمعنا ؟ ما بك ؟ أين كنت تشرد ؟"، صمت وويونق و هو ينظر لسان و كأنه يجيبه بأعينه قائلا "أفكر بك فحسب" لكنه التفت بعد ذلك ليقول "لا، لا شيء أبدا" و قد عاد لينظر عبر النافذة و هو يسمع سائق تلك الأجرة يتحدث و يقول "إن منتخبنا عظيم حقا ! إن لم يحققوا الفوز اليوم فسأكون متفاجئا حقا فهم أقوياء للغاية و يستحقون لقب البطولة، سأصلي ليربحون !"، أخذ سائق تلك الأجرة يقهقه و قد كان سان يحدثه و يرد عليه بينما وويونق يستمر في سماع كل شيء بصمت إلى أن وصلا إلى ساحة العروض و قد نزلا من تلك الأجرة معا، أعطيا ذلك السائق حقه من نقود فأخذها ليقول "يا إلهي ، أشكركما، اسمعا يا أبنائي، المساء يحل و السماء لاتزال تمطر، هناك مظلة لا أحتاجها، خذاها فحسب فأنتما لا تملكان واحده، يبدو أنكما لم تحسبا حساب هطول المطر اليوم حتى فخذاها، لا بأس"، كان سائق تلك الأجرة يناولها لهما بينما هما ينظرا إلى البعض بحيرة لكنهما اضطرا إلى أخذها بعد اصرار كبير منه و قد ذهب ليدخلان إلى ساحة العروض معا، كان سان في أشد حماسته و قد كان يمسك بيد وويونق و هو مسرع ليقول "هيا ! إنهم يعرضون الدقائق الأخيرة من المباراة لا المبارة بأكملها ! يجب أن نسرع"، و صلا سان و وويونق معا و قد كانت النتيجة إثنان لواحد ضد المنتخب الكوري الجنوبي، كان الهدوء يعم بشكل كبير، نظر سان بتمعن ليقول "واحد لإثنان ؟ حقا ؟! تبا لهذا، أسنخسر الآن ؟"، كان وويونق يقف و ينظر بحزن فلقد بنى في عقله أن الفوز سيكون حليف المنتخب الكوري الجنوبي و سيقام احتفال كبير ليتمكن هو من تمضية الوقت مع سان لكن كما يبدو أنه سيخسر ليعودان إلى السكن الجامعي بضيق لكنهما ظلا في مكانهما ليشهد نهاية هذه المباراة
كان المطر يشتد ببطء و تلك الرياح تعصف به لتجعله يبلل حتى من يحمل مظلة فشعر وويونق بأن سان لا تكفيه مشاركة هذه المظلة و عليه أخذها كلها و ما كان له إلا أن يزيحها تجاه سان ببطء دون علمه و سان يتابع تلك الكرة التي تأبى هز شباك الخصوم و لم يدرك وويونق الذي بدأ المطر يبلل ضهره من الخلف و شيء من شعره و رقبته أيضا بينما هو صامت، لحظات و صرخ الجميع لتحقيق أحد مهاجمي المنتخب الكوري الجنوبي هدف التعادل فصرخ سان بسعادة أيضا و قد التفت مسرعا إلى وويونق ليعانقه، وضع سان يديه على وويونق فشعر بذلك البلل الشديد فابتعد ليقول "ما هذا ؟ أنت مبلل" سرعان ما أدرك أن وويونق يزيح تلك المظلة إلى ناحيته فنظر إليه بعبوس ليقول "مالذي تفعله ؟! ستمرض هكذا ! اعطني هذه" و أخذها منه و قد اختار أن يمسكها هو لكن ذلك لم يمر مرور الكرام فلقد بدأت أفكار سان بالحوم و الدوارن حول ما فعله وويونق و لمَ لا يهتم هو أو يتابع المباراة فلم تظهر حماسته و لم يصرخ حتى عندما أُحرز هدف التعادل و لم يكن يعلم به أصلا و اكتفى بالحضور مع سان ليجعل سان يتسائل بصمت قائلا "مالذي يحدث ؟ أنا أشعر به، إنه يريد البقاء معي، لم يكن يرغب في الحضور إلى ساحة العروض فلم يشتري شالا أو علما حتى، هل ما أفكر و أشعر به حقيقي ؟ هيا، كفى عبثا !"، انتهت المباراة بالتعادل و قد بدأ وقت ركلات الترجيح لتحديد الفائز و مع كل كرة يحرزها المنتخب الكوري الجنوبي أو يصدها حارس المرمى يصرخ سان متعمدا ليرى إن كان وويونق سيصرخ معه لكن وويونق لم يفعل فتيقن سان من ما يدور في عقله لكنه في كل مرة كان يقول "أنا أتوهم فحسب"
أنت تقرأ
ووسان || 𝑹𝑬𝑴𝑬𝑴𝑩𝑬𝑹 𝑴𝑬
Romance"الرواية مكتملة" +18 . . (الحب ليس طريق الزهور دائما، لابد من وجود الأشواك لكن هناك من يخطو عليها و يتحمل الألم ليعود إلى السير على الزهور الناعمة مجددا و هناك من يخطو خطوتان و يشتد ألمه فيستسلم) . . أول مره أكتب للووسان، ادعموني♥️♥️ 2019