تذكرني
.
.نظر وويونق إلى سان بتفاجئ مخلوط بالسعادة و الحماس ليقول بصوت عالي "في الساعة التاسعة !" فرد سان قائلا "أجل، إنها كذلك" سرعان ما رفع وويونق كفه ليضرب كف سان و هو يضحك بشدة لسعادته الغامرة إلا أن أعينه التقت بأعين سان التي بدت و كأنها مستغربة سرعان ما تلاشت ابتسامته بخيبة و قد أنزل كفه ببطء ليقول بخجل "اعتذر، أعتقد أني بالغت قليلا في حماستي" فرد سان قائلا "لا، لا بأس، أنا أيضا متشوق لأن نذهب في الغد معا، سوف نستيقظ معا و نفطر معا أيضا، تخيل كم سيكون ذلك ممتعا"، رد وويونق بابتسامة كاذبة يخفي بها تحطمه فلقد علم أن سان قال ذلك ليواسيه و يجبر إحساسه المكسور فسان عندما يمدح أحدهم أو يدعمه تتغير نبرت صوته للمرتفعة و تصبح كفيه تلوح في الهواء بتفاعل مع كلمة ينطق بها
أنهيا سان و وويونق إفطارهما فصعد وويونق على سريره ليستلقي متجاهلا أي موقف آخر من سان قد يكون جارحا له فلقد حزن وويونق بشدة بعدما كانت سعادته لا توصف لعلمه أنه و سان سيكونان معا في نفس القاعة لكن سان كان قد نظر إلى وويونق السعيد في وقتها و كأنه يقول "لمَ بحق الجحيم هو فرح لهذه الدرجة ؟" فتلاشت ابتسامة وويونق بعدها بخيبة و قد نسي للحظة أن سان لا يعرفه الآن، ظل وويونق مستلق و لم يكن له سوى فتح هاتفه ليبدأ بمشاهدة تلك الصور و الذكريات و مع كل صورة يمر بها يتذكر قصة تزيد من عمق حزنه لكن و من بين كل تلك الصور و المقاطع التي شاهدها كان قد أبكاه مقطع واحد و هو آخر ما شاهد فلقد رأى مقطعا له و هو يجلس بجوار سان و قد كان يحاول لمسه و هو يردد قائلا "هيا، دعني ألمسك، أنت لطيف و مثير، دعني أفعل ذلك" و قد كان سان يدفع يده بعيدا عنه و هو يصرخ بغضب لخجله قائلا "توقف ! أغلق هذا الهاتف الغبي !"، بكى وويونق بعد ذلك و قد أغلق هاتفه ليضعه على صدره فلم يسمع شيء بعد ذلك غير صوت سان الذي كان يقول "أتبكي ؟! ما بك ؟ هل أنت بخير ؟!" سرعان ما أبعد وويونق كفيه عن وجهه و قد نظر لسان بتفاجئ و أخذ يمسح دموعه بسرعة بعدها ثم جلس شبه متكئ ليقول "أنا بخير، لا تقلق" فهز سان برأسه و كأنه اقتنع بما قاله وويونق فعاد لسريره لكنه لم يلبث سوى بضع ثوان إلا و كان قد عاد ليقف و ينظر إلى وويونق فبادله وويونق النظر بأعينه المحمرة، ابتسم سان بلطف شديد في وجه وويونق الذي غدا شعره مبعثرا لاستلقائه لكن وويونق ظل يحدق بسان بتفاجئ فما كان لسان إلا أن يغلق عينيه و يخرج لسانه بشكل بسيط مشيرا إلى وويونق بأن يضحك، مرت ثوانٍ كان سان قد فتح عيناه بها ليرى وويونق على تفاجئه سرعان ما اجتاح صدره خجل شديد فأسرع ليعود إلى سريره مستلقيا فمرت دقائق كانت بطيئة و كأنها تجر خلفها قرميدا لتكون بذلك البطء و الثقل و قد كان لا يدور في تلك الغرفة سوى الحيرة و الصمت و في ذلك الوقت كان سان قد أخذ يفكر بصمت لتتداخل أفكاره جاعلة إياه يتسائل في ذاته قائلا "لمَ كان سعيدا لتلك الدرجة ؟ هل حقا لأنه سيكون معي في نفس المحاضرة فقط ؟ حسنا… و لمَ كان يبكي ؟ أشعر بأن لي علاقة بكل ذلك فعندما ابتسمت له ظل ينظر إلي بطريقة غريبة"، تجاهل سان أسئلته المعقدة التي أخذت تدور في عقله و قد قرر قراءة كتاب إلى أن حل المساء و لا يعم هذه الغرفة سوى الصمت و السكينة، غسل سان أسنانه و قد أطفئ تلك الأضواء لينام بينما وويونق لم يتحرك من مكانه حتى و بقي مستلقيا كما هو لينام مع حزنه الشديد

أنت تقرأ
ووسان || 𝑹𝑬𝑴𝑬𝑴𝑩𝑬𝑹 𝑴𝑬
Dragoste"الرواية مكتملة" +18 . . (الحب ليس طريق الزهور دائما، لابد من وجود الأشواك لكن هناك من يخطو عليها و يتحمل الألم ليعود إلى السير على الزهور الناعمة مجددا و هناك من يخطو خطوتان و يشتد ألمه فيستسلم) . . أول مره أكتب للووسان، ادعموني♥️♥️ 2019