تذكرني
.
.وقف وويونق و هو مدنئ برأسه ليقول بخيبة "أنا أعتذر" و خرج من تلك الغرفة بعد ذلك فهو لا يقوى على الجلوس مع سان و رؤيته بهذا الحال أكثر و قد شعر أنه تسرع في اتخاذ هذه الخطوة و ستعود حالة سان للتدهور مجددا لأنه حاول تذكيره بشيء من الماضي فغادر وويونق مع شعوره الكبير بالذنب تاركا سان بأفكاره المتشابكة و قد أراد وويونق الابتعاد فحسب، جلس سان وحيدا في تلك الغرفة و أخذ يحاول تذكر من هو ذلك الشخص الذي كان يلقمه كل تلك الفراولة لكن كل مرة كان يتشوش كل شيء بشكل أكبر ليدفع سان إلى البكاء بحيرة
حل المساء و هنا كان على وويونق العودة إلى المسكن، وصل وويونق فخلع نعليه قبل دخوله و فتح ذلك الباب بهدوء ليرى هذه الظلمة فدخل بسكينة ليصعد إلى سريره، جلس وويونق على سريره و قد أخذ يصلح وسادته ليستلقي بهدوء و بلا شيء يفعله حتى النعاس لم يكن يراوده فأخذ يحدق بذلك السقف الذي بدا له أزرق لظلمة الليل التي خُلطت بنور القمر الخافت فما كان له إلا سماع ذلك الصوت الذي بدا له كأنين خافت فرفع وويونق رأسه عن وسادته باستغراب ليتأكد من ما يسمعه فلم يتلاشى ذلك الصوت من مسمعيه ليجعله يجلس قليلا و يستمر بالانصات ليزداد فضوله دافعا إياه إلى أن ينزل من سريره، نزل وويونق لتطأ قدميه الأرض و أراد السير نحو ذلك الباب فهو يسمع ذلك الصوت و لا يعلم من أين لكن ما إن نزل و اقترب من سان أدرك ما هو ذلك الصوت فالتفت ليرى سان الذي كان غاطا في النوم و رغم ذلك إلا أنه كان يبكي فتفاجئ وويونق للحظات ليقترب من سان بهدوء بعد ذلك و نظر إليه، كان سان يبكي و هو يردد كلمات لا تفهم لبكائه فما كان لوويونق إلا أن يجلس على طرف سرير سان فلقد شعر بأن ذاته تحطمت من الداخل بعد رؤيته لدموع سان التي كانت تنهمر بغزارة و هو لا حيلة له في إيقاف كل هذا و بدأ صوت سان بالعلو فجأة فصرخ بضع صرخات سرعان ما مد وويونق كلتا يديه بخوف ليهزه و هو يصرخ باسمه فاستيقظ سان من فوره، كان قد فتح عينيه ليجلس مسرعا و هو في إعياء شديد لبكائه، نظر بعد ذلك إلى وجه وويونق الذي كان يضع كلتا يديه على كتفيه و أعينه التي ملئت بالقلق تكاد الدموع تخر منها فبلا أي مقدمات أو رسميات تقيد سان ألقى بنفسه في أحضان وويونق باكيا و قد عانقه ليشد يديه ببكاء و ضياع و كأنه يطلب من وويونق احتوائه فما كان لوويونق إلا أن يرفع إحدى كفيه ليمسح على رأس سان الذي كان يرتجف شيء ما و أنزل رأسه ببطء بعد ذلك ليقبل رأس سان الذي كان شبه مستلق في حضنه و هنا أخذ سان يصرخ بما فيه من ألم و لم يبالي و هو يردد كلماته قائلا "لا أعلم مالذي يعتريني ! لقد نسيت نصف حياتي، لقد فقدت شيء من ذاكرتي و كأني فقدتها كلها، لم أعد أعرف من أنا ! مالذي أشعر به ؟! هل هو ضياع كبير ؟! لمَ نسيت كل أولئك الأشخاص في حياتي ؟! أريد التذكر فحسب، أشعر بأني تائه ! أنا لا أذكر أحد سوى أخي الصغير، لمَ كل هذا ؟! هل قد سبق لي و أن مررت بأحد من أعرف و لم أدري ؟! فقط أريد كل شيء أن يرجع كما كان، أريد أن أتذكر ! عجزت من كل ذلك…، عجزت !"، هدء سان للحظات ليقول بعد ذلك بذبول و تفاني "وويونق…، فقط أخبرني، هل كنت أحد من في حياتي ؟ أعني، هل كنت أحد من نسيت ؟"، شد وويونق ذراعيه على سان بعد سماعه لذلك و سرعان ما انغمرت عيناه بالدموع لكنه كان قد تمالك ذاته ليزعم على فعل ما خطر بباله، أرجع وويونق خصل سان المبعثرة خلف أذنه فرفع سان رأسه باستغراب لينظر إلى وويونق بتفاجئ لكن وويونق كان قد اقترب بهدوء ليقبل شفتيه، صمت سان و قد أغلق عينيه و هو يشعر بنفس وويونق الطويل و الدافئ الذي أخذ ينسام منه و قد كان كف وويونق الذي على خد سان يلامس أذنه ببطء ليصنع سريعا الخجل به، ابتعد وويونق و على وجنتيه دموع سان الذي كان يحدق باستغراب فما كان لوويونق إلا أن يهمس بـ"أحبك كثيرا…" و قد قالها وويونق و كأنه معتاد دائما على ترديد هذه الكلمة فظل سان يحدق باستغراب و قد تغلله التفاجئ أيضا، رفع وويونق كلتا يديه مجددا و وضعهما على خدي سان و أمال رأسه ليقترب ببطء فلم يظهر سان أي رفض ليتشجع وويونق و يقبله بعمق، أطبق وويونق شفتيه على شفة سان السفلى و قد أخذ يمتصها ليغلق سان عينيه بصبر و يرفع يديه ممسكا بيدي وويونق الذي أبى التوقف عن الامتصاص و الاقتراب أكثر فأرجع سان رأسه للخلف ليجعل وويونق يتوقف لكن وويونق أنزل رأسه ليبدأ بتقبيل عنق سان الذي كان يحاول تمالك ذاته بالكاد، همس سان بصوت تعب قائلا "يكفي" فابتعد وويونق بخجل فقلد شعر بأنه تمادى قليلا، كان كلن منزل لرأسه ليتجاهل الآخر لكن وويونق وقف بهدوء محدقا بالأرض ليقول "تصبح على خير" و صعد على سريره سرعان ما لامس سان شفته السفلى التي امتلئت بلعاب وويونق و قد أخذ يحدق بأصابعه ليقول بصمت "لقد فعلها بشكل غريب، ترك لعابا على شفتي، هل علي التغاضي و البدء في علاقة معه ؟"
أنت تقرأ
ووسان || 𝑹𝑬𝑴𝑬𝑴𝑩𝑬𝑹 𝑴𝑬
Любовные романы"الرواية مكتملة" +18 . . (الحب ليس طريق الزهور دائما، لابد من وجود الأشواك لكن هناك من يخطو عليها و يتحمل الألم ليعود إلى السير على الزهور الناعمة مجددا و هناك من يخطو خطوتان و يشتد ألمه فيستسلم) . . أول مره أكتب للووسان، ادعموني♥️♥️ 2019