part 9

1K 32 7
                                    

تذكرني
.
.

غربت الشمس ففتح وويونق عيناه و وقف ببطء بعد أن استشعر هدوء هذه الغرفة فمد يده ليفتح ذلك الباب ببطء و قد دخل بهدوء ليرى سان كان قد غط في النوم و هو في مكانه فجلس وويونق بالقرب منه و قد أخذ ينظر إليه بتكدر و أمسك به بعد ذلك و أنهضه من الأرض ليجعله يستلقي على سريره لكن ما إن أمسك به وويونق فتح سان عيناه، توقف وويونق مسرعا لينظر إلى سان بقلق لكن سان كان قد وضع رأسه على صدر وويونق ليعانقه بعد ذلك فتطمأن وويونق و قد أوقف سان بعد لحظات ليمدده على سريره و يتركه ينام باطمئنان، جمع وويونق أغراضه من الخارج بعد ذلك و قد أنهى ترتيب كل شيء ليتجه إلى سريره حيث سيصعد لينام لكنه توقف لوهلة لينظر إلى سان، أنزل وويونق رأسه و سرعان ما تساقطت دمعاته فمسحها بكم قميصه و وقف قليلا ليقول بصمت "بالطبع لن أدع هذا الأمر هكذا، لن أجاري كل شيء، سيعود، سيعود لي" و صعد على سريره لينام بعد هذا اليوم الطويل لكنه كان قد أخذ يفكر قبلا بصمت قائلا "أشعر بأني أذيته عندما حاولت جعله يتذكر، يالني من مغفل ! لقد أخبرني الطبيب قبلا أن لا أفعل هذا لكن رغبتي الشديدة به جعلتني أمحي كلام الجميع من عقلي"، انجنب وويونق ليغلق جفنيه و هو يردد بصمت في ذاته قائلا "لن أترك شفتيه، سأقبله و سأستمر بفعل ذلك، ربما لا يتذكرني الآن لكنه مازال لي" و نام بعد ذلك و هو لايزال يفكر بسان و بمشاعره المعقده

فتح وويونق عينيه في اليوم التالي ليستيقظ باكرا و هو على شعور كبير بالوحدة و قد جلس ببطء لينظر إلى باب ذلك الحمام المغلق و لم تكون نعلي سان موجدة فأدرك وويونق أن سان استيقظ فعاد للاستلقاء محاولا تجنبه و تجاهله بعد ما حدث آخرا، خرج سان من ذلك الحمام سرعان ما أغلق وويونق عيناه متظاهرا بالنوم فلم يلحظه سان و أخذ يجهز نفسه لمحاظرته التي ستبدأ بعد قليل، خلع سان قميصه و قد كان بنطاله مرخيا للغاية ليظهر جسده الفاتن بصورة أكبر أمام وويونق الذي أخذ يراقب بصمت و قد اجتاحه شيء من الخجل، لبس سان قميصا آخر و نظر إلى ساعته ليجد أن الوقت أصبح ضيقا و عليه الاستعجال لينهي كل شيء فأخذ يصفف شعره من ثم ارتدا جزمتيه مسرعا بينما وويونق كان قد جلس دون أن يدركه سان، اقترب سان من سريره ليلتقط حقيبته مسرعا لكنه انتبه إلى وويونق فاجتاحه ذلك الهدوء ليتوقف قليلا منزلا لرأسه، حمل سان تلك الحقيبة ببطء على كتف واحد و قد أخذ كتاب وويونق ليناوله إليه و هو منزل لناظريه و كأن الخجل يقيده و هو يتحدث قائلا "خذ، إنه كتابك، لقد تركته آخر مرة عندي و لم تطلبه و نسيت أنا بدوري أن أعيده لك، أعتذر"، مد وويونق يده ببطء و أخذ كتابه دون قول أي شيء فاستدار سان ليخرج لكن  وويونق صرخ فجأة بـ"تمهل !" فتوقف سان بالقرب من ذلك الباب و لم يستدر لينزل وويونق من سريره و يتقدم نحو سان الذي كان متصلب و منتظر للذي سيحدث، وضع وويونق كفيه على كتفيه سان و أداره إليه لينزل على ركبته و يربط رباط حذائه المفتوح فصمت سان بلا فعل أي شيء و قد وقف وويونق بعد ذلك لينظر إلى أعين سان فبادله سان النظر ليرفع وويونق كفه ببطء و يمسك بذقن سان، قربه منه ببطء و قد أخذ سان ينظر إليه بتفاجئ و لم يتمكن سوى من أن يهمس بـ"وويـ… ؟" إلا و كان وويونق قد قبله، أخذ سان يحاول الابتعاد فشعر به وويونق و ما كان له إلا أن يمسك بعضديه و يشد عليهما ليثبته فلم يعد سان ليستطيع فتح عينيه و قد ابتعد عنه وويونق ليراه يقف متصلبا، مد وويونق يده مجددا ليمسك بذقن سان و يرفع رأسه الذي أنزله لكن سان لف وجهه بقصد رافض للمس وويونق له فما كان لوويونق إلا الاقتراب مجددا محاولا تقبيله سرعان ما استدار سان ليخرج لكن وويونق كان قد شده ليمنعه و قد حاصره على ذلك الباب ليقترب و يقبله بالرغم عنه، دفع سان جسد وويونق لكن وويونق و بإصرار أكبر سحبه تجاه سريره ليلقي به عليه و من ثم اعتلاه مسرعا ليمسك بذراعي سان المقاوم مثبتا لها و انحنى مقبلا له حتى أن أنفاسه كادت أن تنفذ لكنه تمكن من دفع وويونق بعيدا حتى أوقعه و قد استطاع الوقوف ليفتح الباب و يفر ركضا تاركا وويونق على الأرض وحيدا، خرج سان مسرعا و قد اختار ذلك الدرج للنزول فهو لايزال يخشى ارتياد المصعد و قد وقف وويونق بخيبة بعد ذلك و ما كان له إلا الاستعداد لمحاظرته التي بقي عليها القليل فبدل ثيابه و خرج متجها إلى قاعته ليمضي وقت كلا منهما بالتفكير في الآخر، كان سان يجلس فقط ليفكر بذلك الشعور الذي يعتريه عند تقبيل وويونق له أو الاقتراب منه و لم يكن يعير المحاظر أي مسمع و ترك تلك العاصفة من الأفكار لتدور في عقله دافعة إياه إلى أن يتسائل قائلا "لمَ يفعل كل ذلك ؟ لمَ أدعه أنا يفعل ذلك ؟! ما ذلك الشعور الذي يجتاحني عند اقترابه مني ؟ أشعر بشيء كالارتياح لكن هناك شعور آخر يخالطه و يدفعني لأن أبتعد عنه فحسب، هل ما أفعله خطأ ؟"

ووسان || 𝑹𝑬𝑴𝑬𝑴𝑩𝑬𝑹 𝑴𝑬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن