تذكرني
.
.قطرت دمعات وويونق من عينيه لشعوره الشديد بالحيرة و لم يدرك سان الذي ينظر إليه إلا بعد لحظات فلقد اخترقت الأفكار عقله لتجعله يغدو شاردا، أسرع وويونق ليستلقي متظاهرا بالنوم بينما سان كان قد بدأ يدور حول نفسه محاولا تذكر من هذا الفتى لكنه لم يستطع حتى أن يتخيل كيف سيكون صوته فما كان له إلا الاستلقاء على سريه و هو يشعر بشيء من الألم فلقد أجهد عقله بقليل من التفكير، مرت لحظات كان يحاول سان فيها أن يغلق جفنيه ليغمده النعاس لكنه كان قد قلق بشدة على ذلك الفتى الباكي فما كان له إلا أن ينهض من مكانه بعد سماعه لصوت وويونق الذي ازداد علوا ليقف قائلا "هل أنت بخير ؟"، رفع وويونق رأسه من على وسادته بتفاجئ و نظر لسان بأعينه المليئة بالدموع و قد كان مصدوما بشدة فلقد اقترب منه سان بلا أي من الصراخ و لم يرد للحظات إلا بالصمت فأعاد سان سؤاله قائلا "أخبرني، هل أنت على ما يرام ؟" لكن وويونق ظل يحدق به بصمت و هو على رغبة شديدة بالاقتراب منه فبعد لحظة من السؤال أنزل سان رأسه ليقول بخيبة "أعتقد أن لا شأن لي، أنا آسف…" سرعان ما صرخ وويونق قائلا "مهلا !" و قد وضع يده على كتف سان ليمنعه من الرجوع، أنزل سان ناظريه لينظر إلى كف وويونق الذي وضع على كتفه سرعان ما أبعده وويونق و هو في تردد من أن يعود ليضعه و قد رد قائلا "أنا بخير، أشكرك" فابتسم سان بلطف ليقول "حسنا، كف عن هذا إذا" و مده كفه ليصافح وويونق و هو يقول "أدعى سان"، نظر وويونق بقلق و قد مد كفه ليصافح سان بتردد لكن و بعد لحظات ارتاح لعدم رؤيته أي ردة فعل من سان على وجهه و ربما صوته المألوف فلقد كان على يقين بأن سان عندما يراه أو يسمع صوته سينهار ليدخل في حالة من الاضطراب كما حدث سابقا لكن الآن سان يبدو بخير تماما فتطمأن وويونق و قد علم أنه لن يشكل خطرا على سان لينجلي شيء من خوفه و توتره و يرد بعد مصافحته لسان قائلا "أنا وويونق، مرحبا بك"، أنزل سان ناظريه بعد سماعه لاسم "وويونق" و قد شعر بشيء غريب جدا، و كأنه يعرف هذا الاسم لكن وويونق كان قد شد قبضته على قبضة سان ليقول "أين تشرد ؟" فرفع سان رأسه و أنزل يده التي ظلت تمسك بيد وويونق لحظات لتصافحه ثم رد بهدوء قائلا "لا، لا عليك" و قد اتجه إلى سريره ليستلقي تاركا وويونق بشيء من السعادة المقيدة بالحزن
مر الوقت و قد كان سان يتقلب باستمرار لعدم قدرته على النوم و كان وويونق يشعر به و هو في رغبة ملحة ليحدثه و يسأله ما به فما كان له إلا أن ينظر إلى الأسفل حيث سرير سان ليسأله قائلا "لا تستطيع النوم، أليس كذلك ؟" فبادله سان النظر قليلا ليقول "أجل، أنا عادة أشرب…" لكن وويونق صرخ لحماسته مقاطعا لسان و قائلا "حليب ساخن !" فنظر إليه سان ليقول "أجل… لكن كيف علمت ؟" فتوتر وويونق لكنه استطاع تمالك مشاعره التي سرعان ما اختلطت و قد رد بعد ذلك بتصنع غلف حركاته و كلماته التي كان ينطق بها
وويونق : كما تعلم، معظم الناس يفعلون هذا ليتمكنون من النوم
سان : حسنا، و من أين لي أن أحصل على حليب ساخن ؟
وويونق : هناك كافيتيريا في الأسفل، أعتقد بأنها لاتزال مفتوحة
سان : حسنا، سأذهب لـ…
صرخ وويونق مجددا مقاطعا لسان و قائلا "سأذهب أنا" فنظر إليه سان باستغراب فأخذ وويونق يبرر قائلا "أقصد بأنك لن تمانع إذا ذهبت لأشتري لك فأنا أريد أيضا شراء القهوة"، استغرب سان قائلا "القهوة ؟ إننا في المساء الآن فكيف لك أن تشرب القهوة ؟" سرعان ما رد وويونق بتلعثم و شتات قائلا "لقد عنيت بأني أريد شرب شيء دافئ فالليلة باردة اليوم، أليست كذلك ؟"، صمت سان قليلا ليقول "إنها كذلك" و أخرج بعض النقود ليعطيها لوويونق لكن سرعان ما رفع وويونق كفيه و أخذ يلوح بهما مشيرا إلى سان بأنه لن يأخذها و هو يردد "لا، ما هذا ؟" فرد سان بأنها ثمن ذلك الحليب لكن وويونق كان قد رد بـ"لا بأس، سأشتريه أنا" و خرج مسرعا بعد ذلك ليتجنب أي إصرار من سان قد يتحول إلى إحراج، وصل وويونق إلى الكافيتيريا و قد اشترى كأسين من الحليب ليعود بهما إلى غرفته و سان بينما سان كان يفكر و يدور حول نفسه بتلك الأفكار فلقد ظل يشعر بأشياء غريبة تجاه وويونق و تزداد تلك الأشياء غرابة كل لحظة و ظل يفكر منتظرا عودة وويونق و هو يجلس بصمت
سان 'في خاطره' : هناك شعور ينتابني عندما أنظر إلى ذلك الفتى، أشعر بأني أعرفه لكني لم أتذكر شيء عنه، ربما هو يعرفني لأنه يعاملني بلطف شديد، ربما هو لطيف بطبعه ؟…
اختلطت أفكار سان ليقول "أنا لا أعلم حقا !" فعاد وويونق مبتسما و قد دخل ليجلس بجواره و أعطاه ذلك الكأس من الحليب ثم أخذا يشربان معا لينهض وويونق بعد ذلك و يطفئ أضواء هذه الغرفة فلقد بدأ النعاس يغلب كلاهما، صعد وويونق على سريره و استلقى ليغلق عينيه لكنه كان قد سمع صوت سان الخجل و المنخفض و هو يقول "أشكرك، تصبح على خير" فابتسم وويونق لينظر إلى سان بعد ذلك لكنه كان قد وجده غاطا في النوم فما كان له إلا أن يبقي على ابتسامته تلك و تأمله في سان إلى أن عانقه النعاس و نام هو الآخر بعمق أيضا
أنت تقرأ
ووسان || 𝑹𝑬𝑴𝑬𝑴𝑩𝑬𝑹 𝑴𝑬
Romance"الرواية مكتملة" +18 . . (الحب ليس طريق الزهور دائما، لابد من وجود الأشواك لكن هناك من يخطو عليها و يتحمل الألم ليعود إلى السير على الزهور الناعمة مجددا و هناك من يخطو خطوتان و يشتد ألمه فيستسلم) . . أول مره أكتب للووسان، ادعموني♥️♥️ 2019