الفصل الحآدي عشر - إنقاذ صآمت -

46 2 1
                                    


تكرر الحلم نفسه ثلاث مرات هذه الليلة، كان يومًا صعبًا عليه حيث كانت أعصابه مُتعبة و قد إنتهى به الأمر مرتجفًا يسكنه خوف عظيم، أخذ يُحدق في السقف المُظلم بحنق، تنهد مرتين قرر العودة للنوم، إلا أنه كان ينتظره حفلًا مُروّعًا من الكوابيس التي لن يستطيع الإستيقاظ منها بسهولة، لم يأتيه أرق إنما كوابيس مُتتالية سحقت روحه الاف المرات قبل أن يستيقظ أخيرًا على صوت الهاتف.. كان المتصل ستيفنسون، لم يُجب ولم يرغب بذلك. لم ينهض من السرير بعد.. كان يُفكر في كوابيسه التي لايتذكر منها إلّا الإختناق والدم.. كان جسده يتعرق ..

همس لنفسه " دماء ؟" لم يعد يتذكر، إختفت كلها بمجرد إستيعابه أنه مايزال حيًا، تحسس عنقه، فكر أنه ربما كان هناك من قتله في الحلم، لا يعلم.. ليس هذا مهمًا الان، إستحم وإرتدى ملابس العمل، أعد فطوره لكنه لم يلمسه حتى، حدق إليه بصمت، كان يشعر بالصداع منذ إستيقاظه.. رن هاتفه مجددًا، كان ستيفنسون قلقًا .. لم يجب مع ذلك. أجبر نفسه على تناول فطوره، تناوله ببطء شديد.

أفزعه صوت الرعد القوي، حدق إلى السقف، بُتِر تفكيره منذ إستيقظ، كان صمته عميق وصل إلى جوف روحه، كما لو أنه آلة مُبرمجة فعل ما إعتاد على فعله دومًا دون تفكير، دون شعور.

خرج من منزله رأى ستيفنسون ينتظره في سيارته، جلس على مقعد الراكب ببطء وسكون .

" صباح الخير "

حدق دانوفيس إلى رفيقه بصمت، لم يجب..أغلق الباب .

" بالأمس خرجت من العمل مبكرًا، هل هناك شيء ؟"

لم يكن يملك أي جملة ليقولها، شعر وكأن فمه مُغلق بخيوط فولاذية، شعر وكأن حنجرته لاتملك صوتًا، إكتفى بالنظر إلى هاتفه فحسب.

" التعامل معك حقًا مُرهق دانوفيس "

نظر إليه بنصف نظرة، عاد لإنشغاله بالهاتف.

كان ستيفنسون يتحدث، يسأل، يحاول إستفزازه لكن دانوفيس كان شارد الذهن لايعلم أي مما يقوله، إستنزفت كوابيسه طاقته بالكامل، سحبت منه صوته، تفكيره، تركيزه، لم يتبقى له سوى صمته المعتاد وبشكل ما كان هذا يستنزفه أيضًا، رغب في إغماض عينيه لكنه خشي أن يستنزفه هذا أيضًا.

سمع جملة واحدة وأخيرة من ستيفنسون قبل إيقاف السيارة في المرأب " أنت كتلة جليدية لعينة "

قالها بغضب، بإنزعاج، عادة كان دانوفيس يبتسم لكن هذه المرة تنفس بعمق فقط.

أخيرًا قال دانوفيس " أتركني في السيارة، أحتاج البقاء وحدي قبل الدخول "

حدق ستيفنسون بذهول يشوبه بعض القلق " أنت بخير ؟"

قال مؤكدًا " نعم بخير"

راقبه دانوفيس وهو ينزل من سيارته ويسير متجهًا نحو المبنى .. توقف قليلًا، نظر إلى سيارته ثم قرر العودة ..

العاصفة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن