مُسنِدًا يده على خده، تائِهًا في أفكاره الخاصة عن جايكوب مُتخّيلًا للمرة العاشرة أنه عثر عليه مُنتحرًا و هناك ورقة تحمل رسالة إنتحار يُحمّله فيها مسؤولية موته، لا يعلم كيف ستكون ردة فعله ولكنه سيرتاح منه أخيرًا دون أن يلتقيه حتى، بينما كان على السطح يلهو بتلك الفكرة التي يُكررها بعقله لم يعلم بإعصار المشاكل الآتي إليه من على بُعد قريب، بينما كان يظن أن جايكوب هي مشكلته الوحيدة كانت تُنثر حوله بذور لأزهارٍ سامة ستنمو سريعًا.
.
.
.
كان في مكتب المفتش حين أخبره بالذي إستجد بالقضية.. طلب دانوفيس أن يستمر في الخطة و أن يحاول نبش ما إستجد، ربما ينجحون، هذه الفرصة الذهبية لن تعوّض، لم يوافق المفتش في البداية، إلا أن إصرار دانوفيس وتذكيره أنه هنا لأجل تفكيك تلك العصابة أعطاه خبرًا بأن سيفكر في الأمر ويعرضه على كبير المفتشين ورئيس الشرطة أولا.
كان دين مونز يفكر ويخطط للنيل من ذلك اللعين الذي إستهان به سابقًا، لم يسبق لأحد أن ضربه أو صرخ بوجهه حتى، لم يكن مُدللًا فحسب بل كانت له هيمنة وحضور كفيل بأن يجعل الاخرين يتلهّفون لمرافقته و تلبية طلباته.. وبما أنه إختار دانوفيس بنفسه وهو الذي لايختار أحدًا و تم رفضه بل وضربه والصراخ بوجهه شعر بالإهانة والسخط و رغب في الإنتقام.
نشأ مع عائلة مثالية تمامًا رغم أنه مُتبنى إلا أنه لم يواجه المشاكل والمعاناة التي يعاني منها بقية الأشخاص الذين يتم تبنيهم، تم أخذه وهو لايزال رضيعًا وتم العناية به كما يجب إلى أن أصبح شابًا قويًا وذكيًا، صحيح أنه لم يعش المعاناة القاسية ولكنه كان يستشعرها كلما أخبره أحدهم عن معاناته، لديه طاقة عالية لتحمل المعاناة التي يسمعها من الذين يأتون إليه، كان يفترض أن يصبح طبيبًا نفسيًا و يُكرس نفسه للإنصات لهم ومساعدتهم ولكن الجلوس في مكان واحد طيلة اليوم كان يُغضبه ويستفزّه ولهذا إختار التحقيق لأجل أن يعمل في الميدان أولًا ولأجل أن يُخفف على عائلات الضحايا دون أن يستلزم الأمر تواجد طبيب نفسي، كان طبيب نفسي ومحقق في آن واحد، على الرغم من ذلك لديه حساسية كبيرة من إهانته أو إستحقاره إلا أنه شخص جيد بكل ماتحمله الكلمة من معنى، الأهم لديه ألّا يُهينه أحدهم وإلا سيرى مالا يُرضيه.
بالنسبة له كان لديه أصدقاء كثر وكان يحبهم ويثق بهم، وهم بطبيعة الحال مخلصون له، كانت لديه شعبية وكان يمنحهم وقته ويستمتع معهم، كان قد صقل ذلك بنفسه دون الحاجة للمعاناة التي تُجبره على أن يكون شخصًا قويًا و جيدًا..
كان كثيرًا ما يقرأ وكثيرًا ما يسمع وكثيرًا ما يفهم، كما أنه قد شاهد الكثير الكثير من المسلسلات مع الأصدقاء، شعبيته وإخلاص أصدقاءه له كان بسبب تعامله الجيد معهم، كان به شيء يدفع الاخرين لمرافقته والبقاء بجانبه.. وكان هو يشعر بالطاقة منهم.
أنت تقرأ
العاصفة .
Misterio / Suspenso{مُتأخرّة في الكتِابة جدًا، إنما أبذلُ جُهدي..} الجليد يُخفي نار براكين لا تُرى إلا في بدايتها. مُجرد قصة مكبوتة بداخلي منذ سنوات، والآن أُخرجها للنور. إستمتعوا..