- الجزء السادس عشر - صداقة

5 0 0
                                    


أحيانًا الإستسلام يكون راحة وحسب لأجل أن تُشحن قوة جديدة لإستكمال المعركة، لكن من ناحية أخرى وفي حالات خاصة ونادرة جدًا تُستخدم في الحالات القصوى للمقاومة، يتغير مفهوم الإستسلام كُليًا فيكون جزء من المقاومة، إنها خطة إستراتيجية غير مضمونة النجاح، وتُستخدم كخيار أخير للهجوم والنجاة معًا، مع الأخذ بالإعتبار أنها معركة خاسرة في معظم الحالات، خاصة حين تستخدم مع الذات لأنها تحمل الكثير من الخداع دون أن يكون ذلك المقصد أصلًا..

التاسعة مساءً ولايزال دانوفيس في مكتبه يكتب في دفتره الكثير من الإستنتاجات التي توصل إليها مُستعينًا برموز معينة في حال تلصص أحدهم عليها .. حين قرر أن يثق بأحدهم إنهالت عليه الكثير من المواقف التي عاشها مسبقًا وكلها تؤدي إلى نفس الطريق .. جالسًا في العتمة مُصغيًا إلى أصوات عقله وهي تتجول هنا وهناك، شرب الكأس الثالث من القهوة لهذا اليوم..لم يكن به نعاس بالأساس ولكنه رغب في إيجاد حجة جيدة لنفسه حتى يشعر بأن الأمر طبيعيًا على الأقل.

دخل أحدهم إلى المكتب المشترك و أسدل الستائر رغم أن المكان مُعتم، توقف لبعض الوقت ثم ضغط على أزرار هاتفه .. إنتظر قليلًا حتى تكلم ..

" أعتذر جدًا، لم أجد الوقت الكافي للإتصال بك وإبلاغك عن الوضع ... نعم... لا لكني سأقوم بالأمر صباح الغد.. " صمت قليلا ثم همس " هذه الليلة لا أستطيع، غدًا سوف أخبرها بأن الأمور بخير" ظهر صوت من سماعة الهاتف وكأنه يصرخ غاضبًا لكن دانوفيس إلتقط كلمتين مما قال.. إختطاف، قتل .

همس " لقد أتت إلينا تشكو من ان الأمر غريب..لكن لا عليك الذين تحدثت لهم لايبدو عليهم الاهتمام ولم يرسلوا أحدًا لحراسة منزلها على الأقل.. سأنجز الأمر صباح الغد، قبل مجيء أي شخص ثم آتي الى هنا وكأن شيئًا لم يحدث.." إستمع للطرف الاخر ثم قال" ستحصل على كليتها وقلبها وكبدها إن رغبت، لايهمني ماتفعله بها....نعم في نفس المكان "

حين إنتهى من حديثه أغلق الهاتف وأخذ شيئًا من مكتبه ثم غادر بكل هدوء ..

على الأقل تأكد دانوفيس من أن شكوكه صحيحة، بعد أن سمع ذلك غادر هو الاخر.

توجه إلى منزل المرأة التي أتت وقدمت الشكوى، أبلغها أن عليه أخذها إلى مكان آمن لأن أحدًا سيأتي لقتلها، أصر على أن تترك سيارتها، دون أن يحاول إقناعها ذهبت معه من دون أن يخبرها بأي شيء إضافي .

" سمعت أن أحدهم قادم لأخذك الليلة، وهو من رجال الشرطة، لذا لاتخبري أي أحد أنك هنا، أنا لن أؤذيك، لن يشكّوا بأنك معي، ربما يتصلون بمعارفك ويسألون عنك، لذا لا تتواصلي مع أحد هذه الأيام، حين ينتهي هذا سأخبرك بهذا"

حدقت المرأة بذهول وكأن شيئًا بداخل عقلها يحجبها عن التركيز والانتباه.. لم تتفوه بشيء.

العاصفة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن