الفصل الثامن - تغيير مُفاجِئ -

41 4 1
                                    


كان الشعور حقيقيًا رغم إعتباره مجرد وهم، لم يفهم بعد كل تلك المشاعر التي تنتابه الآن.. لآيعلم إن كان عاطفيًا أوغير ذلك، لا يعلم إن كان الشعور بالغضب المُستمر قد إستحوذ عليه بالكآمِل أو أن ما سيواجهه الآن يستفزه بسهولة إلى حد الرغبة في القتل.. ربما.

قضى الأمس بأكمله مع سميث وهو يعتني به كما أنه كان ينام بين الحين والآخر حتى صبآح اليوم . نهض مُجبِرًا نفسه، تناول الإفطار والقهوة ثم أوصله سميث إلى العمل، لا أحد يعلم عدم رغبته في الحصول على سيارة تخصه أو رخصة قيادة حتى. يستعين دومًا بالمواصلآت العآمة أو أحد معارفه، لكنه سيفعل في وقت ما.

كان يجلس بهدوء وقد نسي تمامًا أن هناك قضية يعملون عليها، أو أنه كان سريع التقبل لعدم حصولهم على معلومات جديدة، لم يخبره أحد عن الجديد بشأن القضية وهو لم يسأل، لكن بشأن مُطاردته شخصيًا وتعذيبه وإجبآره على أمور شنيعة، يسهل إخضاع الناس إذا كانوا يآئسين من الحياة، لم يكن دانوفيس يائسًا من الحيآة قط، لكنه يآئِس من تغيير حآله، وفي الوآقع لايعلم بمن يثق أو كيف، لآيعلم إطلآقًا إن كان عليه تحريك مؤخرته اللعينة والتوجه لمدير القسم وإخباره بكل شيء يخصه ويخص مآضيه، حتى لو حدث أي شيء يكون لديه على الأقل شيء يستند عليه، ولكن لا، مايزال يرفض ذلك، ما يزال يشعر وكأن الآخرين مجرد أسلحة تتوجه إليه و تُضعفه وتبتزه وتقتله، وهذا صحيح نوعًا ما. أمسك كتآبًا و فتحه، قرأ بعضًا منه، مايزال في المكتب وحيدًا يُحيط به صمتٌ مريع خآنِق ولكنه على الأقل أفضل بكثير منه.

أغلق الكتاب، تأمل الصمت بعينين مُغمضتين وفم مُغلق وتنفس مُنتظم، أجبر عقله على الصمت، وبعد أن حصل على السلآم في عمق روحه كان يرجو لو يتحول جسده و روحه إلى هذا الصمت، لقد إندمجا معًا لدرجة إحساسه بأنه هو الصمت لا أحد آخر، إلا أن اللحظات الجميلة الهادئة لاتكتمل ولاتصل إلى العمق الذي يُريده..

بضع طرقات خفيفة على مكتبه بلطف أفسدت عليه السلام الذي حصل عليه للتو، فتح عينيه، حدق إلى ستيفنسون بصمت.

" أتيت مبكرًا، من الذي أوصلك؟ "

لم يُحرك شفتيه حتى.

" حسنًا لآتجيب، لكن علينا أن نذهب إلى غرفة الإجتماعات، سوف يبدأون بعد قليل "

" هل من السيء أن يكون المرء حذرًا لدرجة الهوس ؟"

" لم أفهم "

إبتسم دانوفيس وقال " ليس مهمًا، هناك اجتماع لايجب أن يفوتنا "

خرج من المكتب بهدوء بينما بقي ستيفنسون مدهوشًا، محتارًا، هز كتفيه إجابة على سؤال ذهنه " مالغاية من هذا السؤال؟" و لحق بصديقه، ستيفنسون لا يفكر في سؤاله عما حدث، ولا يفكر في إخبار أحد عما سمعه، تكتمه وصمته رغم معرفته يضع الأمور دآئمًا في المكان الصحيح دون خطر على حياته.

العاصفة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن