الفصل الخامس - جايكوب

76 5 6
                                    


كان بداخله إنتقام قديم، إنتقام سيُنهي عذاباته للأبد ولكنه كان هادئًا و صبورًا، بطيئًا في ردود الأفعال القوية، كان دانوفيس يائسًا لدرجة أنه لم يُفكر يوما في رد الإنتقام، خائِفًا لدرجة عدم إستطاعته للتفكير حتى، كان جايكوب الذي يصرخ به الآن بغضب و قسوة تتجّلى في تعابير وجهه، فقدان السيطرة ومحاولة إستعادتها على شخص راهن بكل شيء في سبيل التأقلم مع قلقه وخوفه لا يُساهم سوى في إيقاظ وحش نائم تم تغذيته بالكراهية والغضب والأفكار السوادوية، بحرمانه من الحب الذي يحتاج إليه، كان الخوف الان هو السيد، إلّا إن الحماية الذاتية تتغذى على الخوف لخلق العدائية، لم يكن يحتاج للمزيد من الوقت ولا المزيد من القسوة، كان دانوفيس عدوانيًا بطبعه وكان يحتاج لمزيد من العلاج المُكثف لتخفيف عدوانيته، ولكنه إنتظر.. ولا يعلم السبب لكنه إنتظر كما لو أن شيئًا يخبره أنه سينجو.

مجددًا فُتحت الأبواب القديمة المُغلقة في محاولة يائسة على شخص ميت من الداخل عدا من الغضب والحنق الغير مُفسّر.

" هل تتذكر كيف كانت حياتك البائسة قبل أن نلتقي؟ أنا من أنقذك من الوحل الذي كنت تعيش فيه، والان ها أنت تتمرد ولا تُصغي "

أوحى جسده بقوته، بتشبثه بقراراته الخاصة، لكنه كان ينكمش أكثر وأكثر داخله، لا يريد أن يعيش الشعور مُجددًا، لا يريد، كان هناك توسلًا غامضًا يهمس ويُلح عليه بالتوقف.

وضع يده على خد دانوفيس وقال بهدوء غامض" عزيزي دانيال، هل تتذكر كيف قتل والديك؟ ليس عليك إنكار ذلك السوء الذي جلبته لهما"

أخيرًا نطق بشيء ما " لستُ السبب في ماحدث" مُروّعًا بصوته الذي خرج منه همسًا، لم يتعرف على صوته ولم يتعرف على نفسه في ذلك الوقت. ظهر خوفه وألمه على السطح، رغب في الخلاص..

بينما كان يواجه الوحش الأعظم بداخله، كانت تُسكب مياة الشموع على كتفيه وكان يُضرب بحسب طقوس لاتتواجد سوى بعقل مختل مثل جايكوب.

كان جايكوب له إعتقادات غريبة بأن على المرء تأنيب نفسه و لوم ذاته، و إذا لم يفعل سيقوم هو بالعمل، ثم أن على المرء إلّا يُخطئ وإن فعل لا يسامح نفسه إنما يُعذبها نفسيًا وجسديًا، لقد رأى أن دانوفيس لا يلوم نفسه بحسب ظنه ولهذا كلف نفسه عناء ذلك ومنذ ذلك الوقت لم يستطع دانوفيس التخلص منه ولا الإبتعاد عنه حتى، فقد كان بطريقة ما يهتم به في حين كان مُهملًا، ولأنه وقتها كان صغيرًا عاجزًا ولم يُقابل أحدًا بمثل ماكان يُقدمه له جايكوب فقد كان حبيسًا معه لفترة طويلة أو هذا ما يعتقده، كان جايكوب يفكر كثيرًا بالأمور التي يقوم بها من تعذيب وكان ينفذها بشكل أسرع، أولًا على نفسه، ثم على أي شخص قريب منه، كان الشر المُطلق على الأرض برأي دانوفيس، لقد نسي كل شيء جيد قام به من أجله، لم يستطع التفكير بأي شيء يمكن أن يُنقذه..

العاصفة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن