"مطلوبة"

184 17 0
                                    

إشتبكت نظراتيهما و كأنها مغناطيس لم تستطع التملص من تأثيرة القوي ، لا تأتي منها حركة وكأنها تمثالٍ شمعي ..

حدقت عينيها المفزوعتيّن بعينيه الواثقتيّن .. تعرفت عليه فوراً ، ولكن للحق.. لم تشعر بالتهديد من قِبله أبداً .
هدأت نظراتها وإكتسبت هدوءًا أكبر ، غاصت ببيداء عينيه العميقتيّن ،  هذا البريق الكامن بؤبؤيه الواسعين كاد أن يعميها ، حبست أنفاسها باللحظة التالية ، لحظاتٍ معدودات فقط شعرت بتجمّد الوقت بها ، قطعتها "داليدا" بأسرع ما أمكنها وارتدت ثلاث خطواتٍ للخلف

كما لو أنه انتظر انسحابها أولاً ، وهو يخصّها بنظرة هادئه لم تكتشفها بعد ، ثم مضي هو دون أيّ تعليقٍ او عبارة اعتذارٍ واحدة لما حدث من إصطدام  ..

ارسلت نظراتها في إثره ، أحست بنبض قلبها المضطرب يزداد وجلاً.. هذا الشعور سبق وراودها .. الشعور بهذا الغريب !! تجزم أنها رأت هذا الوجه قبلاً ، تلك الملامح المترسخه بذهنها ، تلك العينين البراقتين مألوفه لها وبشدة.. تعرفه حقاً !
ولكن لما شعرت بعدم إتزانها قربه ؟ لم تضيق أنفاسها الأن كما حدث في الداخل ، لم يبقي داخلها سوي شعور الإرتياب فقط !

وهكذا.. هزت رأسها يميناً ويساراً كما لو أنها تنفض فكرة ما عنها ، حتي داهمها صوت رفيقتها التي أتت جوارها  :

- تنحتي دلوقتي ؟!

انتبهت لها ، فأضافت الأخري بزهولٍ أطل من عينيها المترقبتيّن :

- إلا قوليلي صحيح عملتيها ازاي دي يا داليدا ؟ .. انتي لو قاصدة وظابطة الوقت معاه مش هتنشني عليه بالطريقة دي ..ياريتنا كلنا نخبط في آدم زيك كده  .

دون أن تحيد بعينيها عنه ، تمتمت "داليدا" بإهتمامٍ منصته إلي هذا الجزء من الحديث فقط ، ارهفت السمع إلي إسمه :

- هو اسمه أدم ؟

قلدتها الفتاة هنا بغنجٍ :

- اه . إسمه أدم .. قلبك دق ولا ايه يا دودي ؟

تجاهلتها كليًا ، لم تعيرها أدني اهتمامٍ أو تتكلف بالنظر نحوها حتي ، انغمس عقلها به فلاحظتها "رجاء" بسهولة ، علمت بأن بها خطبًا فسألتها بجديه :

- لا استنوا يا جماعه الحكايه شكلها مش هزار.. مالك يا داليدا ؟

لازالت عينيها مصوّبتان في إثره الفارغ ، و سألتها :

- رجاء .. هو انا و انتي شفناه قبل كده ؟

- اه في المدرج من شويه ما انتي شوفتيه معانا.

- مبتكلمش علي انهاردة . اقصد قبل كده .. شوفناه في اي مكان تاني ؟

ضمت "رجاء" حاجبيها بغرابةً ، فكرت هنيهة نابشه بعقلها أكثر ، وأجابتها أخيرًا :

- لأ.. معتقدش .. هو في حاجه ؟

صمتت "داليدا" لبرهه قبل أن تخبرها صراحتًا بأسلوبٍ بدا مبهماً :

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن