_حفل!_

57 6 1
                                    


لا شئ يشكل في رأسها معني واضح

ولكنها كانت تري في سلوكه وحركته اعلانا لا تحب رائحته ، فما كانت وجهته سوي أريل شارد داخل اوراق الغابة الروافة ..

سار ناحيته بهدوءٍ مريب ، بيد أن نيتة نقيّة ، سرعان ما اقلعت "داليدا" عن فكرتها البلهاء وأيقنت صدق حدثها 

تدرك ماهيته وسجاياه ، ولكنها لم تتوقع ان يتم الأمر علي هذا النحو المجفل وامام عينيها صراحةً !

حين وقف امام فريسته بهذا القدر من الهدوء والثقة ، ران صمت القبور ، فقط نعيق الغربان الذي طعن الهدوء بحربة صاعقة محدثًا دويًّا مهيبًا ، توترت قدمّي الأريل فوق العشب الأخضر خالقة حفيفًا مسموع ، وقف هو علي بُعد أمتار بسيطة من ضحيته ، يقبض علي عينيها بعينية الثاقبتين ، ثوانٍ وسكنت حركتها ، وكأنهما يتواصلا روحيًا ، شاع شللٌ تام بجسد الحيوان الضئيل ، بيد أنه حاول الخلاص ولم يفلح ، أصفد "أدم" حركته بأصفادٍ خفيّة مريبة ..

ارتجّ قلبها حين رأته يقبل تجاه الفريسة التي حُنطت علي هذا الوضع والشكل ، اجتذب عنقها واخترق لحمها السميك بنابيه ، طفق  ينهل من دمائها الساخنة حتي غاب وهج عينيها تحت بياضٍ شاحب ، فقد افتّك بروحها ، وقد اثبت "أدم" بجدارة وحشية قبيلتها المزعومة .. وحشيتة !

حرى بها أن ترتعب منذ أول وهلة ، لكن عوض ذلك بقيت ساكنة تمامًا تحدق ، كانت مضطرة أن تتطلع إليه حتى ترصد كل هذا دون ان تصدر ولو حركة صغيرة

الآن... و بعد إنتهاء كل شيء، كانت الصدمة تمارس مفعولها على "داليدا" ، و على أكمل وجه جعلتها ساكنة كالصنم .

في المقابل ...

يجثو "أدم" فوق التراب الملبّد بالدماء الغزيرة المتدفقة من جثة الحيوان ممزقٌ العنق و قد غطت الدماء فكه ، علّها طالت قميصة الأسود لكنها لم تترك أثرًا واضحًا مِمّا جعل الأمر أقل وطأه عليها ، يفرك "أدم" الدماء العالقة بكفّية ببعضٍ من التراب الابيض الذي يغطّي جزءًا من الارض ومن ثم مسح فوق فكه بظاهر يديه منظفًا ايّاه

دقيقةً و نهض عن وجبته ، رفع عينيه الدامسة إليها فأصابها برهبةً وليدة مشهده المروّع 

تحرك تجاهها بتريثٍ وللغرابة ، لم تحاول اتخاذ خطوة ارتداد واحدة عنه ، لم يستغرق دقيقة إلا و قد كان يقف امامها مرة ثانية ، لم يكن بشيء غريب عليها .. لكنها لم تتخيّل أن تراه حقيقةً !!!!!

تماسكت بجلّد يُحسب لها ، وجدت القدرة لتجاوز الصدمة مما فعله للتو ، صحيح أن الوضع كان مثيرًا للرعب... لكنها لم تقبل هذا.. أن تكون خائفة وقد قطعت ميثاقٌ لنفسها .. وإن هوت السماء وخرّت فوق الأرض..مهما صار لها لن تسمح للخوف بالتمكن منها مطلقًا او ان يظهر عليها قيد شعرة 

وبخت نفسها داخليًا لأنها لم تضع هذة الفرضية في الحسبان ..فرضية الإفتراس ، إنها أطوار تعيشها هنا لا مناص من ذلك ..

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن