_كيانٍ شيطاني!_

61 13 0
                                    


ليلة كاملة لم تذق فيها للنوم طعم او راحه ...

تداهمها كوابيس اليقظه علي هيئة وميضٍ يضرب رأسها فتستعرض بعقلها صورته الشنيعة ، جانبه الأخر وسجيته الوحشية في مشهد لن تنساه ما دامت حيّه ..

امامها سبيلين .. وعلها عقدت النيّه إلي أحداهما ، مندفعه بفضولها المُلح ..

قبل ان يرتفع قرص الشمس في كبد السماء كانت متأهبه للرحيل ، تعلم وجهتها جيدًا فلم تتردد لحظةً ، انسلت إلي الخارج خلسه خشيةً ان تيقظ افراد عائلتها فلا يزال الهدوء جاثمًا علي المنزل  ..

لم تستغرق نصف ساعه إلا وقد كانت تقف امام البنايه ذاتها .. من شهدت فيها علي حادثته المروعه  ، صارت هنا اخيرًا بعد ان عزمت علي تبين الحقيقة بنفسها ..

وعلي نقيض توقعها ، كان السكون يعم المكان إلي حدٍ ارتيابي ، إذ لم تري دلائل هرجٍ تشي بواقعه امس ، وبخطي وئيده توغلت أكثر عبر البوابة الحديدية المفتوحه علي مصراعيها ،  طافت بعينيها ماسحه المكان بعناية دقيقه عسي أن ترصد ما جاءت لاجله خصيصًا ..

فإذا قتلها .. أين الجسمان ؟

أين بلبلة ما بعد حادث القتل !

حتما عثروا عليها !

ولكن كل ما تراه طبيعيًا لا ينم عن وجود مسرح جريمة علي كل حال ، لا افراد شرطه او حشودٍ !

- افندم ؟! اقدر اساعدك ؟

التفتت من فورها حين انبعث الصوت من خلفها بغتةً ، كان أحد افراد الأمن جاء ليقف علي رأسها ، فسرعان ما اختلقت كذبه متقنه :

- ايوه .. بعد اذنك انا كنت موجوده هنا في الخطوبه اللي كانت امبارح وضيعت مني إسوره غاليه شويه وجيت اسأل عنها لو كان حد لقاها او حتي ادوّر عليها بنفسي.

- في الحقيقه يا فندم لو حد لقي اي حاجه من دي بتتشال في الأمنات لما حد يجي ويسأل عنها لكن محدش لقي حاجه امبارح بعد ما المكان فضي لأنه بيتنضف كويس جدا او كانوا سابولنا خبر بحيث لو حد جه زي سيادتك بنبلغه ونطمنه . لكن ممكن اسأل تاني لو تحبي .

هزت "داليدا" رأسها سلبًا ..

- لا ملوش لزوم .. ميرسي .

طفت عليها معالم التوتر فوق ملامحها المنقبضة ، فقالت اخيرًا بعد برهه ترددت خلالها :

- ممكن اسألك سؤال تاني ؟ هو في حاجه حصلت امبارح هنا .. حاجه غريبه او مش طبيعيه ؟

انصت لها الشاب في هذه اللحظة :

- حاجه غريبه زي ايه يا فندم ؟

- حادثه مثلا ! .. أطلقتها "داليدا" مباشرةً ، ثم سرعان ما عدّلت من صياغه سؤالها :

- يعني اقصد اني سمعت من ناس معرفه كانوا موجودين امبارح ان حصلت هنا حادثه بعد ما سيبت المكان ومشيت وحبيت اتأكد اذا كان ده حصل فعلا ولا لأ .

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن