_لقاء الغريب!_

865 24 0
                                    

فوق قمة احدي البنايات الشاهقه .. كانت هناك.. تجلس جاثيه علي الحافة  ، تري كافة المدينه المضاءة علي إمتداد بصرها الدقيق ، وكأن البنايات بأكملها صارت قطع صغيرة لا تُذكر امامها ..

تيار الهواء الجارف هنا لم يزعزع إتزانها قيد آنملة ، لم يتأثر به سوي خصيلات شعرها الغجري الكثيف حولها .

صارت هنا في قرارٍ مجنون قد إتخذته منذ ساعة واحدة ، لم تشأ أن تعود إليهم و تلتقي بقومها الأن ، لم تكن في حالتها الطبيعية و ارتأت أن تختفي عن الأنظار لوقتٍ

أحست بقطرة ماءٍ تستقر فوق جبهتها كتمهيدٍ لمزيد من حبّات المطر راحت تنقطر فوق رأسها كنقر منقار كغرابٍ غاضبٍ ، رفعت عنقها مرسلة نظراتها الساهية نحو بساط السماء المعتم كنفسها الحالكة .

ازدادت حبّات المطر شيئا فشيئا.. تُداهم وجهها حتي غطته تماماً .. اطبقت جفنيها بشدة ، كان بداخلا أكثر من صراع 
.. تأبي العوده.. لا ترغب في أن تكون السبب الرئيسي والوحيد في قتل الجميع.. إن عادت لن تتسبب في شئ سوي الموت.. والموت فقط !

وايضا.. من الصعب عليها التراجع وخذل من وضعوا ثقتهم بها .

خلال ساعات سيحدث ما تهابه وتخشّي مواجهته بحق ، لذا تركت كل شئ خلفها ورحلت.. تعلم ان الجميع قاطبةً في أمس الحاجه اليها الأن ، ولكنها في أمس الحاجه الي قوه تفوقها قدرة ، تشعر بضعفها وكأنه شئ مادي .. ملموس امامها وتراه بوضوح.
لا يوجد خيارات.. اما الإنسحاب وسينتهي بها المطاف الي واقعه كارثيه ستودي بالجميع .. أما العوده وسيؤول بها الأمر الي النهايه ذاتها .. الواقعه الكارثيه نفسها بل و اشد ضراوة !
  
لا تعلم حتي الان لما هي .. لا تعلم لما اصبحت المختاره ؟!  لما اصبحت.. الوريثه !!!!

__________________________________________

وكأن قدميها لا تعرفان سوي الركض.. تكاد تري كفها في قلب الضباب  ، تطعن مسامعها وعينيها صرخاتٌ الرعد واشتعالات البرق ، تهرول بين الأشجار وسط ظلام الليل الأسود هاربه من شئ ما لم تدركه بعد .. تريد ان تخترق الضباب الاحمر الكثيف امام بصرها.
لا تري طريقاً واضحاً او حتي بصيصٍ من الأمل في النجاه.. ولكن ما بيدها حيله سوي الهروب من المجهول خلفها .

يبدو وحشاً فتاكاً قادراً علي إفتراسها وتمزيق جسدها بين براثنه  .. تري نفسها قائده يصطف من خلفها جيشاً جبار.. تخالطت الأفكار بعقلها.. ما بين الهروب والمواجهه .. اصوات متداخله.. اشخاص تراهم بصوره مشوشه لا تستطيع ان تميزهم .

فهل يخدعها عقلها ؟!

ام شيئاً اكبر واعمق من كونها رسائل محدده ؟

شئ ينتظرها..  تحذير ربما ؟!!!!

_______________________________________

- داليدا ؟! داليدااا ؟

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن