_خطر محدق!_

61 7 4
                                    

أخذتها المفاجأة في جمودٍ تام بادىء الأمر ، على عكس المتوقع، في حالاتٍ مشابهة، يفقد الانسان شجاعتة على الأقل

لكنها هي، لم تفقد أيّ شيء، بل الواقع أنها اندفعت بجسارة غريبة لم تتوقعها ، لم يستغرق الأمر لحظة واحدة ، فتحت المقبض ملقية بجسدها علي الباب ، اقتحمت المحراب المحرم والمحظور بشروطٍ خاصة وقوانين سيدتة ..

ران صمت القبورٍ فور ظهورها ، الجناح الإسطوري بمثابة قصرًا متطرفًا ، لم يخولها الوضع معاينته بل صبت جام تركيزها علي "فيروز" و ذاك الرجل القائم قبالتها

صار الأمر مجفلًا على نحوٍ مفاجئ، فقد باغتتهم حقًا، ولكن للغرابة .. لم يطرأ علي "فيروز" ايّ تعبيرٍ متفاجئ او متبرم من هذا التدخل الجرئ !

- داليدا ! .. هتفت "فيروز" بغرابة مفعمة بالهدوء

- في مشكلة ؟

رمشت "داليدا" بإضطرابٍ وقد احست بالحرج جراء ما اقترفته لتوها

- بعتذر .. جالي فضول اتجاة الجناح ده ومعنديش علم ان دي اوضتك .

سكتت "فيروز" للحظة مقيمة وضعها ، توقعت "داليدا" ان تغضب او تثور اعتراضًا بعدها ، انما بزغت إبتسامة صغيرة علي محياها وهي تدعوها :

- حضورك في وقته .

استدارت "فيروز" مشيرة نحو الشاب مقدمة ايّاه بتفاخر :

- اقدملك . الفارس اندريان . قائد الابراتوري ومستشاري .

ضمت "داليدا" حاجبيها مستوضحة مصطلحها المبهم ، عرّفته "فيروز" لها بإقتضابٍ مفيد :

- معناه الجيش الملكي .

لم تتحري "داليدا" أكثر وان ارادت ، بل نظرت اليه مغتصبة إبتسامة متكلفة ، كان شابًا يافعًا ، يجمع بين فضيلتي الجسارة و الإتزان ، مديد القامة كفرسان الاساطير .. هيئة تليق برتبته

مشي "اندريان" صوّبها بتريثٍ ، انحني بإحترامٍ قائلاً بنبل :

- في خدمة جلالة الامبراطورة .. بهنيكي علي تولي العهد الجديد .

اكتفت بإبتسامتها المجاملة ، وبقليل من التوتر المشوّب بتلميحاتٍ مبطنة قالت :

- بعتذر لو كنت قطعت مناقشتكم السرية.

رد "اندريان" علي الفور بشكلٍ يجلّ شأنها :

- مفيش سر اطلاقًا يخفي علي جلالتك .

لم تتكلف "داليدا" عناء الرد علي تعظيمه لقدرها ، ترددت كثيرا قبل ان تحسم ذاك الصراع برأسها بين تجاوز ما سمعته بوضوحٍ وبين مجابهتها به ، والراجح عقلاً ان تمضي وكأن لم تسمعه ..

ولكن حجّة العقل قد تداعت امام سجيتها التي تتلخص غي إندفاعها الجسور .. او الأخرق !

- مين هي ؟ .. سألتها "داليدا" مباشرة

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن