_زائرين!_

62 8 6
                                    

تلك الإطلالة ساهمت في تعزيز صورة الأم الراحلة ..

"زُمرد دراكوليشتي" .. وكأنها بُعثت مرة أخري !

جميلة .. فاتنه .. ناعمة ومهيبة في آنٍ وهذا تناقُضها المثير

و لكن في عالمٍ موازي، بالنسبة إلى "أدم" شخصيًا، كانت "داليدا" هي الأميرة .. الأميرة الأسطورية بكل ما يحملة اللقب من معني ..

لا يعلم ماذا صار معه وأصابه ، سهمها ضرب قلبه .. لحظة أن أطلّت ، بثوبها الأبيض الفاخر العتيق علي الطراز بلمسة عصرية رائعة .. كان ثوب أمها المتوارث في الحقيقة ، و الذي احتضن قدها النحيل المثير بانسيابية رائعة ، و شعرها البني المائل إلى السواد قد صُفف بإحترافية و نعومة ، و أخيرًا زينتها الرقيقة... لم تساهم تلك الزينة بشيء سوى بإبراز ملامحها التي في الحقيقة هي ملامح امها 

كانت مذهلة بحق... مثالية كما يُقال

اما عنها .. صدرها يؤلمها، من شدة و عنف خفقان قلبها الذي ما برح يرفرف بين ضلوعها ، متوترة ، مهزوزة ،  تري الأعين تحدق فيها بصمتٍ مرعب..

رسميًا و باجماع النظرات و الهمسات المعجبة، فإن "داليدا" أجمل نساء نسل "دراكوليا" المبجل ، الأميرة الصغيرة !!

إن شكلها لا يوحي بأي خطورة ، بدت مراهقة نمطية داخل ثوبٍ ملكي !!!

تتنفس "داليدا" بصعوبه وهي تنقل بصرها بين الجمع الغفير ، الإصفرار الحاد يضرب وجهها المُصاب بشحوب التوتر رغم طبقة التأسيس من مسحوق التجميل ترابي الملمس والذي اشرفت عليه "نورسين" بنفسها وتولّي تجهيزها عددٍ من الخدم إعتنوا بإطلالتها جيدًا ..

تصبغ وجه "داليدا"  بإصفرار حاد وازدردت ريقها وهي تري هذا الكم الهائل من المدعوين علي امتداد بصرها ، بينما بادرت "فيروز" بالخطوة الأولي العرفيّة ، إذ اقتربت مرتقيه الدرج علي مهل ، خصّتها بنظرة خاوية ثم استدارت في مواجهة المدعويين مبتسمة بتكلفٍ ، ورفعت من صوتها مخاطبة فيهم بشموخٍ فطري :

- ضيوف قصرنا ورعايا مملكة دراكوليا .. والحاضرين لتمجيد إبنة الملك جياد باسراب . حفيدة دراكولا العظيم وسليلته .. الليلة حضوركم لإستقبال الوريثة داليدا دراكوليشتي حفيدة الكونت الأعظم وحاملة الدم الملكي وميثاق العهود . فارسة الليل مُختارة فولجريت .. رجعت لينا بعهدها الجديد بعد فترة الحرب العصيبة . أحب اقدمها بنفسي لرعاياها بإسمي فيروز دراكوليشتي وبإسم أبوها الملك جياد دراكوليشتي .

و ضجت القاعة بتصفيقٍ حار يليق بصاحبة العرش ، كلها اشياءٍ تكادُ لا تستوعبها ، طقوسٍ لم تري نظيرتها سوي بروايات الأساطير .. وهي ! .. هي صارت بطلة أكبر اسطورة !

التفتت "فيروز" إليها ، نظرت "داليدا" إلي يدها الممدودة ، ثم لها .. لم تجعلها تطلب مرتين

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن