_حليف!_

47 3 4
                                    

بقدر ما أرعبها ظهوره أمامها، لاسيما بتلك السِحنة الضارية، إن كانت النظرات تقتل لأردتها نظراته قتيلة في هذه اللحظة

ارتعشت "داليدا" للحظة و هي تزدري ريقها بصعوبةٍ دون أن تجرؤ على إزاحة عينيها بعيدًا عنه، و غريزيًا دفعت نفسها للقيام من السرير عندما رأته يُقبل عليها بطريقة تحاكي إسلوب الضواري ، بالتأكيد، كان عليها ان تعرف بأن اللقاء سيكون كارثة، بعد كل ما جري بجناحها الخاص ، لطالما عرفت بأنها إن التقت به مرة ثانية فهي هالكة لا محالة

لا زالت مصوّبة ناظريها تجاهه، دقات قلبها تتعالي وتتواثب في سرعة شديدة ،ليتوقف "سيزار" فجأة على بُعد خطوتين منها، يشملها بنظراتٍ متفرّسة، متلذذًا برؤيتها امامها ، نسخة امها الراحلة ..

بؤرة الضوء الشاحبة من فوقه تضفي وحشية فوق تعابيرة الصلدة ..

كان مخيفًا ، مهيبًا ، ضاريًا !!!

- داليدا ! .. جرى اسمها على شفتيه بانسيابية

سمعته كأنما تسمع الشيطان بذاته ، مسحها بعينيه الثاقبتين وهو يقول بشبح إبتسامته المهيبة :

- كنت صدقت فعلًا إنك ضيعتي !!

يستأنف قربه منها الأن ، و كأنه ألقى عليها بتعويذةٍ فلم تستطيع الحراك، بينما صار قريبًا جدًا، و لا يمكن إغفال طوله الفارع مقارنة بقامتها القصيرة امامه ، كانت متوترة بشدة، وهي تقول متماسكة بمشّقة امامه :

- إنت عايز إيه ؟

ببرود مرعب اجابها بوداعة غريبة :

- مش من حقي استقبل ملكة دراكوليا في ضيافتي ؟

احتدت عينيها وهي تغمغم بعدائية كبيرة :

- إنت خاطفني !

صدرت عنه ضحكة صغيرة مستخفة وهو يهدر ببساطة :

- أيًا يكن !

وأمرها بذات الإسلوب الهادىء :

- أقعدي .

لم تستجيب له ، بل بقيت ترمقة بتماسك لا يخلو الحذر ، لم يكرر هو طلبه مرتين ، فرفع كفيه الغليظين ليدفع كتفيها بجمودٍ قاسٍ ، كتمت شهقة ملتاعة حين اسقطها مجبرًا إيّاها علي الجلوس فوق حافة الفراش ..

ليست لديها فكرة كيف لم تحاول الهرب من أمامه حتى الآن، لكنها بقيت راسخة بمكانها كعهدها دومًا ، بينما يستطرد هو ناظرًا لها من علو فبدا لها كوحوش الأساطير :

- سؤال وجواب .. مجرد لعبه بيني وبينك .. أنا هطرح السؤال وإنتي تقدمي الجواب .

وهتف مباشرة بلا تمهيدات :

- مخروطة الكهف ؟

تجعّد جبينها بلا فهم ، رمقته ببلاهة متساءلة :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن