_نلعب لُعبة !_

79 3 7
                                    

نشر الفجر ضوءه علي جنابات القصر ، و النهار يتصاعد بسرعة تدريجية ...
لازال البرق المعقرب يضرب السماء في خطوط متعرّجة تصيب الارض بقوه ، النوافذ الشفافة ملأتها ندوب المطر الذي لا يزال ينهمر بالخارج مخلّفًا جروحًا فوق الواجهة الزجاجية العريضة..

ولكن الوضع الحَرج لم يتغيّر ..

لم تفارقها هي لحظة

كان معها أكثر من سبعة أشخاصٌ يسعفونها ، و كانت "داليدا" تراقبها دون ان تبرح 

و رأت كيف يتفاعل جسد "صوفيا" مع تدخلاتهم ، كانت تنزف بشدة أيضًا لدرجة أن الفراش تلطخ نصفه بالدماء..و الكارثة أن النزيف لا يكف أبدًا ، كانت مهمة شاقة أمام جرعات الرصاص السارية بدمائها ، والتي أبطأت عملية الشفاء ، بل كادت تعدمها ، تعمدت "فيروز" وفقًا لرغبتها إتلاف وظائفها الحيوية وقواها بشكل عام عبر مدها بجرعاتٍ خطيرة من عنصر الرصاص ، باعث الخطر عليها ...

كانت ترقد فوق السرير ساكنة، متعبة، و... بريئة كالملاك !!! 

إنها ملاكها الحارس .. لا يمكنها تقبُل حقيقة أخري

لا تري سوي طفلة صغيرة .. ناعمة كنسيج الحرير !

ترقد بمنتصف الفراش جامدة، متصلّبة، لا تتحرك و تكاد لا تتنفس، إغماء متيّبس قد أصابها هكذا

بينما تمسح "داليدا" علي رأسها مترقبة بخوف وقلق شديدين .. كان هلعها من أن يصيبها مكروهٍ يعتصر فؤادها... رغم انها بالكاد تعرفت إليها في ذات الليلة

ولكن الروابط الخفيّه بينهما أقوي وأغرب من أن تفهم شأنها

لتعش و تغدو على ما يرام فقط .. هذا كلٌ ما تتمناه في هذة اللحظة

وأخيرًا .. رفعت "جيلان" يدها الملطخه بالدماء عن الصغيرة ، كان بمثابة إختبارٍ عويص علي الجميع ، دماء الصغيرة المتقاربة في تكوينها ومذاقها من دماء البشر.. خشّت "داليدا" أن تثير شراهتهم وسجاياهم الشرسة نحوها ، ولكن سيطرتهم المتوازنة كانت أقوي من هواجسها ، أو أن الشابة لم تشعل غرائزهم إلي هذا الحد !

نطقت "جيلان" مطمئنة سيدتها بهدوء وإقتضاب:

- هتكون بخير .

الأن فقط تنفست "داليدا" براحة لأول مرة ، الأن فقط إطمأنت .. إنسحبت من جوارها بهدوء ، وأودعتها في رعاية "جيلان" حتي تفيق ..

تركت الجناح بأكمله ، يجتاحها غضبًا يؤجج إنفعالاتها ، كما شعرت أيضًا ببرودةٍ مفاجئة و ضعفت قواها بغتةً ، ترنحت خلال ثانيتين و كادت تسقط ، الألم يتسرّب إلي رأسها بطريقة مباغتة تجهل تفسيرها ، إنها حقًا متعبة .. لكنها عاندت الألم كدأبها دومًا ، متخطية المهم لأجل الأهم ..

"فيروز" .. إذ كانت مشحونة تجاهها بغضبٍ مستطير إدخرته لها حتي خيّل إليها أنها علي مشارف إنفجارٍ وشيك عليها !

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن