_حارستها الصغيرة !_

61 4 6
                                    


يا له من كابوس

بل كوابيس مروّعة خضعت لها قسريًا ، على عكس المتوقع، بدت فاقدة قدراتها العقلية والجسدية ..

لكنها هي، لم تفقد أيّ شيء، بل الواقع أن جسدها من الخارج كان يبدو طوال الوقت ساكنًا، إلا إنه في الحقيقة بداخله كل شيء حيوي و نشط بشدة، ما عاشته ، بتفاصيلة المفجعة، و آخر ما عانته علي يد معذبيها ، لقد ذاقت صنوفًا من العذاب بغرفة القمع العفنه تلك ! 

و كان السيناريو الوحيد الذي يُعاد مرارًا و تكرارًا بخلدها ؛

المذْبَح العريض ، الخنجر المصنوع من الصُلب المُطعّم بالرصاص و المقبض المتمثل في قرن علند الكودو و عظام الغُراب ، النقوش المُشفرة ، رمزًا مرسوم بالخط العريض ، قبيلةً مُدثرة بالرداء الأحمر وخيلاتهم تلوح من بعيد علي اضواء الشعل المترجرجه في ليلة حالكة الجلباب ..

تراءي لها أنها طقوس لتقديم قربانًا ما ..

وبين النوم واليقظة .. أحست بلمسة خفيفه فوق يدها الباردة ، كانت"داليدا" .. في محاولة عفوية لفحصها عن كثب ، و بمجرد أن فعلت ذلك فتحت "صوفيا" عينيها دفعة واحدة بلحظةٍ شاخصة بقوة، سحبت "داليدا" نفسًا ثقيلاً وهي تُسحب عنوة ساقطة داخل غياهب عقلها ، أسرتها ذهنيًا ، تتفاعل جسديًا معها أيضًا ، وكأنها بلمستها البسيطة إنتقلت إلي ثقبًا أخر عبر بوابة جسد "صوفيا" الخامد ، شاهدت كلٌ شىء علي هيئة ومضاتٍ خاطفة ، دامسة ! 

صار بإمكان "صوفيا" السيطرة على جسدها من جديد بلحظة و تطويعه وفق ارادتها ...

إنصبت واقفه بلحظة علي قدميها متخلّصة من بقايا الكابوس المرعب ، تغشّت عينيها بظلامٍ مهيب ، بشرتها الناعمة الناصعة تميل الأن إلي زُرقة قاتمة ، أصابعها الصغيرة تنبت حوافر حادة الأطراف بشكلٍ يحاكي تكوين الضواري الشرس ..

و لكن "داليدا" لم تكن تهابها ، كان عقلها مشغولًا بالرؤى التي تشاطرت معها بها للحظة ، تحرك "إسحق" في الحال مجتذبًا "داليدا" للخلف ، ووقف في الصدارة تأهبًا لردع هجوم "صوفيا" المتوقع ، إذ تم إستدعاؤه بشكلٍ خاص من سيدته .. 

لم يكن هناك سواهما بالغرفة ..

بدت الصغيرة خطيرة ، متوحشة ، شرسة ، ولكن للغرابة لم تشعر بأيّ تهديد من جانبها.. إنما الإطمئنان.. و الاستسلام التام فقط لعلاقة وِد خفية تنبعث منها و تجبرها على الإقتراب منها هكذا ... 

لم تري فيها سوي أنها طفلة في طور المراهقة ، كانت اصغر من ان تهابها !

ربتت "داليدا" فوق كتف "إسحق" مرة واحدة مطمئنة ، وتحت إصرارها تركها تغامر بتلك الخطوة الحريصة تجاهها ، تمتمت برفقٍ رافعة يداها في بادرة مسالمة و أخذت تقترب صوبها بحذر :

- هششش .. إنتي بخير . ماتخافيش أرجوكي .

لكنها لم تتخذ خطوة اخري ، تسمّرت "داليدا" بمكانها ملتزمة برفض الصغيرة المرتعب و الجلّي علي تشنج جسدها وتعابيرها بشكل عام ولاسيما نظرتها العدائية التي لا تنفك عنها ، نظرت في عينيها الخائفتين رغم الشراسة ، هديرها الداخلي الفوار بالغضب والعدوانية مسموعًا ، شعرها الأسود المتشابك ، و ملابسها القطنية المجعّدة ، يبدو أنها كانت تعاني لزمنٍ طويل.. و لكن مِمّا ؟

حفيدة دراكولا "الوريثة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن