02

2.1K 156 42
                                    

'لِمَ هوَ ينظرُ لِي هكذَا، إنَّهُ مزعجٌ!'
فكَّرَ جيمين يشعرُ بالضيقِ منْ مراقبةِ ذلكَ التلميذِ الشاحبِ جدًّا بأعينٍ رماديَّةٍ ضيقةٍ، وَ شعرٌ فحميٌّ تتخلَّلهُ بعضُ الخصلاتِ الفضيَّةِ.

" عذرًا هلْ تريدُ منِّي شيئًا؟"
تحدَّثَ جيمين أخيرًا بعدَ أنْ ذاقَ ضرعًا منْ تحديقِ الآخرِ المطوَّلِ فيهِ.
لمْ يتلَقَى غيرَ الصمتِ إجابةً فِي حينِ إستمرَّ يونغِي بالتحديقِ.

لكنْ سرعانَ مَا نفَى برأسهِ وَ إستدارَ ينظرُ أمامهُ بوجهٍ محترقٍ منَ الإحراجِ.
' غريب.'
تخلَّلتِ أنفهُ فجأةً رائحةٌ مزعجةٌ لمْ تكُن سيِّئةً لكنَّهَا قويَّةٌ لتجعلهُ يجعدُّ أنفهُ مشمئزًّا، الغريبُ فِي الأمرِ أنَّ لاَ أحدَ فِي الفصلِ قدْ أعطَى تعليقًا علَى الرائحةِ أوْ أبدَى ردَّةَ فعلٍ تدلُّ أنَّ هذهِ الرائحةَ المقلقةَ قدْ وصلتهُم.

لحسنِ الحظِّ، لَم يطُل الأمرُ قبلَ أنْ تختفِي الرائحةُ أخيرًا وَ يملأَ جيمين رئتيهِ بهواءٍ طبيعيٍّ بينمَا ينتظرُ وقتَ الإستراحةِ حتَّى تسنحَ لهُ فرصةُ الرَّكضِ للخارجِ وَ إستنشاقِ هواءٍ نقيٍّ.

الحصَّةُ التاليةُ كانتِ الجغرافيَا وَ جيمين لمْ يكُن أبدًا بمحتوَى الدَّرسِ، وضعَ وجنتهُ علَى كفِّهِ، يستندُ علَى الطاولةِ متملِّلاً.
لمْ يَستَطِع مقاومةَ التحديقِ فِي شعرِ الفتَى الجالسِ أمامهُ فاللونُ الفضيُّ كانَ مثاليًّا وَ متناسقًا تمامًا معَ الفحميِّ، كانَ جذَّابًا.

نزلَ الحليبييُ ببصرهِ للأسفلِ حيثُ مؤخرَّةُ عنقِ الآخرِ، وَ هنَا جذبَ إنتباههُ بدايةُ وشمٍ، كانَ يبدُو كرسمٍ أوْ ربَّمَا كتابةٌ، فضولهُ يتآكلهُ ثمَّ لاَ شعوريًّا لمسَ رقبةَ الفتَى، يحاولُ إزاحةَ عنقِ القميصِ حتَّى يتسنَّى لهُ الإطلاَّعُ علَى الوشمِ واضحًا.

يدهُ كانتِ باردةً وَ شعرَ بعدَ أنْ حطَّتِ يدهُ علَى رقبتهِ بجسمِ يونغِي يرتعشُ بقوَّةٍ.
سحبَ طرفهُ سريعًا وَ أحنَى رأسهُ يركِّزُ بالكتابِ، متحاشيًا النظرَ للشاحبِ الذي إستدَارَ يحدِّقُ بهِ طالبًا تبريرًا لفعلتهِ الغريبةِ.

أعنِي تخيَّل نفسكَ جالسًا بهدوءٍ فِي الفصلِ، تتَابعُ درسَ الجغرافيَا عنِ عواملِ الإزدهارِ الإقتصاديِّ بالولاياتِ المتحدَّةِ ثمَّ تجدُ الجالسَ خلفكَ يتلَّمسُ عنقكَ وَ يسحبُ قميصكَ، ألَيسَ هذَا غريبًا؟؟.

" اللعنةَ سيظنُّ بِي سوءًا الآنَ! ألاَ يكفِي أنَّنِي تشاجرتُ معَ أمِّي بسببِ فضولِي وَ الآنَ هذَا!"
بمجرَّدِ رنينِ جرسِ إنتهاءِ الحصَصِ الصباحيَّةِ حتَّى إنطلقَ جيمين راكضًا للخارجِ، يطوِي الأرضَ طيًّا.

إستنشقَ الهواءَ أوَّلاً وَ ملأَ رئتيهِ بهِ، ثمَّ إختلَى بنفسهِ فِي ركنٍ بعيدٍ عنْ الأنظارِ، وَ أخذَ يطرقُ رأسهُ بالحائطِ لشدَّةِ خجلهِ حتَّى إحمرَّتِ جبهتهُ وَ كادتِ تُدمِي.
" أنظرُوا منْ لدينَا هنَا؟" 

إلتفتَ جيمين متفاعلاً معَ الصوتِ الذِي تحدَّثَ بجانبهِ، ليبصرَ مجموعةً منَ الأولادِ محاصرينَ إيَّاهُ فِي ذلكَ الرُّكنِ.
" ماذَا تفعلُ؟"

إستهجنَ الولدُ بالمقدِّمةِ حركةَ أصابعِ جيمين ممَّا يدلُّ علَى أنَّهُ يعدُّ.
" ستَّة ضدَّ وَاحِد، هذَا ليسَ عدلاً يا رِفاق، هذَا يومِي الأوَّل وَ لاَ أريدُ صنعَ الأعداءِ منذُ الآنَ، كمَا أنَّ غدائِي ينتظرُنِي لذَا تنحُّوا جانبًا حتَّى أعبرَ!"
قالَ الحليبيُّ ليتقدَّمَ بنيَّةِ المرورِ خلالَ ذلكَ الحاجزِ البشريِّ، لكنَّهُ دفعَ ليقعَ أرضًا.

" مَا لعنتكَ أيُّهَا الغبيُّ؟!"
إنفعلَ جيمين لأنَّهُ لمْ يتوَّقَع دفعهُ بقوَّةٍ.
" لاَ يجوزُ أنْ ندعكَ تذهبَ دونَ أخذِ هديَّةِ اليومِ الأوَّل، أتمنَّى أنْ تعجبكَ هديَّتنَا."
تقدَّمَ المتحدِّثُ يركلُ معدتهُ بقوَّةٍ عدَّةَ مرَّاتٍ، لكنْ بإستثناءِ التأوُّهِ الأوَّلِ المتفاجئُ، فلمْ ينطلِق منْ جيمين أيُّ كلماتِ إستغاثةٍ أوْ عباراتِ ألمٍ، رغمَا السيقانِ الكثيرةِ التِي تسدِّدُ لهُ الضرباتَ.

" أهذَا كلُّ مَا لديكُم؟ ضرباتُكم لمْ تؤذينِي؟"
بلهاثٍ قالَ صاحبُ الوجهِ الدَّامِي يغيظُ بهَا المتنمرِّينَ، نجحَ فِي إستفزازِهِم ليعودَ منْ كانَ يبدُو كقائدِهم لركلهِ أقوَى حتَّى أخرجَ الأهاتَ منْ بينِ شفتَيْ جيمين.
الدماءُ صارتِ تخرجُ منْ فمهِ بكثرةٍ وَ وجههُ ملأَ بالكدماتِ.

" هيُونغ توَّقَف، ستقتلهُ!"
حاولَ أحدُ مرافقيهِ إيقافهُ وَ إبعادهُ عنِ ذلكَ الفتَى الذي فقدَ الوعيَ وَ القدرةَ علَى تحملِّ ضرباتِ الواقفِ.
لكنَّهُ فشلَ فالأكبرُ إستمرَّ بضربهِ كالمجنونِ، يبدُو كأنَّهُ فقدَ السيطرةَ علَى أفعالهِ وَ أعصابهِ.

" كيم لِي سونغ!"
صوتٌ عميقٌ غاضبٌ صاحَ بهِ، وَ تقدَّمَ الصارخُ وَ الذي كانَ يونغِي ليدفعَهُ بعيدًا، يتفحَّصُ جيمين الذي إرتختِ يداهُ وَ أدمَى وجههُ وَ فمهُ.
" أيُّها الوغدُ ماذَا فعلتَ؟!"

صرخَ بِالمدعوِّ لِي سونغ الواقفِ بصمتٍ وَ الصدمةُ تطغَى علَى ملامِحِ وجههِ.
حملَ يونغِي جيمِين متوَّجهًا بهِ سريعًا لمكتبِ الممرِّضةِ.
' كُن بخيرٍ أرجُوكَ.'

...
رأيكم بالبارت؟
كنت فِي موود للكتابة فحدَّثتِ، اتمنَّى إنكُم تدعموهَا وَ تتفاعلُوا لأنُّه تشجعونِي كتير لمَا يكون التفاعل جيِّد💛

تذكير: الرواية مو مثليَّة🌊
رأيكم بأسلوب السرد؟
توقعاتكُم؟ برأيكُم شو علاقة يونغِي بجيمين؟

أحبُّكم❤
دمتم في أمان الله 🍃

werewolves | مستذئبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن