05

1.7K 153 54
                                    

نفذتُوا الشروط سريعًا أمس، شكرًا لكُم❤
12 فوتس + 24 كومنت = بارت جديد🍰
_

كانَ الذئبُ هائلَ الحجمِ وَ لَم يبدُو كأَيِّ ذئبٍ رأهُ الفتَى فِي حياتهِ، حسبَ تقديرِهِ فإنَّهُ يفوقُ تلكَ التِي تأملَّهَا حينَ زارَ كندَا طولاً وَ عرضًا، فرائهُ شديدُ الحلكةِ وَ عيناهُ رماديَّتانِ وَ حادَّتَانِ، زمَجرَ وَ أوصالُ جيمين إرتعدتِ لصوتهِ العالِي الغاضبِ.

تقدَّمَ منهُ ببطءٍ وَ أطرافهُ تمزِّقُ الأغصانَ المتناثرةَ وَ تحفرُ الأرضَ، وَ جيمين عجزَ عنِ الحركةِ تمامًا.
إعتلَى الذئبُ 'البشريَّ' وَ الأخيرُ فقدَ وعيهُ منَ الخوفِ، إنحنَى الضخمُ فَأمسكَ جيمين منْ ملابسهِ وَ كافحَ لوضعهِ علَى ظهرهِ ثمَّ فرَّ بهِ بعيدًا.

لعلَّكَ عزيزِي القارئُ مستغربٌ ممَّا يحدثُ، لكنْ ربَّمَا هذَا الذئبُ ودُودٌ للبشرِ؟
وصلَ الضخمُ إلَى أرضٍ مسطحةٍ خاليةٍ منَ الصخورِ وَ التضاريسِ، فقطْ العشبُ الرَّطبُ مَا يغطِّيهَا وَ تتخلَّلُهَا بعضُ الأزهارِ العشوائيَّةِ.

زمجرَ الذئبُ بعدَ أنْ إشتمَّ النائمَ وَ بعثرَ ملابسهُ وَ جيمين فزعَ وَ إستفاقَ منْ غيبوبتهِ.
لَم يتخيَّل أبدًا أنَّهُ قدْ يفتحُ عينيهِ علَى منظرٍ كهذَا يومًا، لطالمَا أحبَّ المستذئبينَ وَ الذئابَ وَ قامَ بالبحوثِ الكثيرةِ عنهُم وَ غاصَ فِي عالمِ الخيالِ كثيرًا، لكنَّهُ لمْ يتصَّوَر أنْ يشاهدَ ذئبًا أسودًا يحدِّقُ فيهِ بصمتٍ، وَ دونَ أيِّ عدوانيَّةٍ.

إرتعشَ الأصغرُ حجمًا حينَ مسحَ المخلوقُ برأسهِ علَى ذراعِهِ وَ كأنَّهُ يدعُوهُ لمداعبتهِ.
غرسَ جِيمين يَدهُ بفروِهِ الأسودِ وَ كمْ كانَ ألمَسًا وَ ناعمًا علَى الجلدِ، كانَ ملمسهُ دعوةً مغريةً لمواصلةِ تحسُّسهِ..
كانَ لطيفًا.

خرخرَ الذئبُ بسعادةٍ وَ راحةٍ وَ تدريجيًّا نبضاتُ قلبِ جيمين المتسارعةِ بدأتِ تنتظِمُ وَ تعودُ لطبيعتهَا.
" أنتَ تحبُّ هذَا إذًا." قالَ الحليبيُّ بصوتٍ خافتٍ بينمَا حرَّكَ يديهِ يداعبُ الذئبَ خلفَ أذنيهِ وَ فِي عنقهِ، وَ إبتسامةٌ تنمُو علَى شفتيهِ يشعرُ بالرَّاحةِ وَ شعورٌ غريبٌ بالبهجةِ تسَلَّلَ لقلبهِ، لمجرَّدِ سماعهِ خرخراتَ 'الحيوانِ' العملاقِ.

" يَا لكَ منْ ظريفٍ..كيفَ لكَ أنْ تكونَ بهذهِ اللطافةِ!"
لعقَ الذئبُ يدَ جيمين ثمَّ وجههُ وَ جعلهُ يستلقِي مجدَّدًا وَ القهقهاتُ العاليةُ تنطلقُ منهُ.
" توقَف هذَا يُدَغْدِغ!"
هتفَ 'البشريُّ' لكنْ هذَا لمْ يُوقِفْ المخلوقَ بلْ أكملَ لعقَ منْ أسفلهُ.

غيرَ أنَّهُ توَّقفَ فجأةً، فتحَ جيمين عينيهِ مستغربًا ليلاحظَ إبتعادَ الآخرِ منْ فوقهِ وَ تراجعهُ.
زادَ تعجُّبُ الحليبيِّ ليلتفتَ سعيدًا يحاولُ تحديدَ سببِ هذَا التصرُّفِ لكنَّهُ لمْ يستطِع تبيِّنَ أيِّ شيءٍ فالمكانُ أمسَى مظلمًا بمَا أنَّ الساعةَ السادسةَ شارفتِ.

werewolves | مستذئبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن