15

1.1K 98 8
                                    

" عمَّ تهذِي؟ يموتُ؟ لكنْ كيفَ؟"
إستفهمتِ ستيلاَ قلقةً بينمَا تشدَّ يدَ زوجهَا، تحدِّقُ بيُونغِي الذِي فركَ جبينهُ ثمَّ قالَ.
" يتواصلُ المستذئبُ معَ جزءِ الذئبِ داخلهُ عندَ الخامسةِ ثمَّ يصبحُ قادرًا علَى التحوُّلِ تمامًا وَ دونَ تعبٍ عندَ الثانيةَ عشرَ، إنْ لَم يتواصَل الفردُ معَ ذئبهِ فِي إحدَى الفترتينِ فإنَّ الذئبَ لنْ يستيقظَ وَ سيكونُ نائمًا فِي سباتٍ عميقٍ إنْ طالتِ فترتهُ فهوَ قدْ يؤدِّي لوفاةِ الذئبِ وَ بالتالِي وفاةِ المستذئبِ وَ هذهِ الحالُ معَ جِيمين."

كلامُ يونغِي أعجزَ ستيلاَ وَ زوجهَا عنْ الإجابةِ وَ حفرَ بعمقٍ فِي ذاكرتهمَا، لذَلكَ لازالَ يرنُ صوتهُ الهادئُ داخلَ عقلهَا بينمَا يسردُ حقائقَ أهملتهَا عنْ طبيعةِ إبنهَا.

فجأةً أصبحتِ ستيلَا تبكِي بحرقةٍ وَ هستيريَّةٍ بينمَا تكرِّرُ إسمَ جِيمين.
" ستيلَا.. إهدئِي، ستيلاَ..ستيلاَ!" كانَ جونوُو يحتضنهَا بشدَّةٍ بعدَ أنْ إنهارتِ فِي المطبخِ، يمسحُ علَى شعرهَا وَ يهمسُ بكلماتٍ تهدئهَا وَ رغمَ ذلكَ، إستغرقتِ الكثيرَ منَ الوقتِ لإستيعابِ مَا يحصُلُ.

هيَ الآنَ فِي المنزلِ، وَ الساعةُ تشيرُ للعاشرةِ وَ لاَ آثرَ لجيمين بعدُ، ربَّمَا هذَا مَا جعلهَا تفقدُ عقلهَا منْ فرطِ قلقهَا، فهيَ إستمرَّتِ فِي إخبارِ نفسهَا أنَّ أيَّ شيءٍ قدْ يحدثُ لإبنهَا سيكونُ خطئهَا وَ مسؤوليَّتهَا..
...

أشعرُ بالحرارةِ بجميعِ مناطقِ جسمِي.. العالمُ يدورُ وَ رأسي ثقيلٌ، لَم أستطِع فتحَ عينيَّ حتَّى أنَا متعبٌ جدًّا.
آخرُ مَا أتذكرُّهُ هوَ أنَّنِي كنتُ فِي الغابةِ وَ شعرتُ بالخمولِ فجأةً.
لوْ لَم أكُن أشعرُ بالألمِ يسرِي كالكهرباءِ فِي جسمِي لمَا صدقتُ أنَّنِي حيٌّ.
لوهلةٍ ظننتُ أنَّنِي حقًّا علَى حافةِ الموتِ فأنفاسِي قطعتِ وَ رؤيتِي تلاشتِ وَ سمعِي غشيَّ، كانَ ذلكَ إحساسًا مخيفًا.

الغريبُ الآنَ، كيفَ لذهنِي أنْ يرهقَ بالتفكيرِ فِي حينِ أنِّي لاَ أقدِرُ حتَّى علَى فتحِ عينيَّ، وَ لَو جزئيًّا.
لاَ يبلغنِي أيُّ صوتٍ، فقَط الصمتُ، لذَا يائسًا عدتُ للنومِ.

لاَ أعرفُ كمْ مرَّ منَ الوقتِ لأستيقظَ مجدَّدًا، لكنْ أخيرًا تمكنتُ منْ فتحِ عينيَّ وَ تأملِّ المكانِ منْ حولِي كانتِ غرفةً خشبيَّةً، فالجدرانُ منَ الخشبِ وَ كذَا القاعُ، وَ كثرتِ الأعمدةُ فِي أرجاءِ المكانِ، أبصرتُ أمَامِي، خلاَلَ نافذةٍ، السماءَ وَ قدْ تلونتِ بالبرتقالِي الناريِّ، ليفصلَ زرقةَ النهارِ عنْ عتمةِ الليلِ فِي موكبٍ إحتفاليٍ يودِّعُ الشمسَ، مرحبًّا بالقمرِ المنيرِ.

أقمتُ جذعِي ببطئٍ فقَدْ إنتشرَ الألمُ داخلِي، وَ كمْ كانَ فظيعًا.
سمعتُ صوتَ قزقزةِ البابِ منذرًا عنْ فتحهِ، وَ أبصرتُ رجلاً يدخلُ حاملاً طبقًا بهِ إناءٌ مليءٌ بالمياه وَ بجانبهِ بعضُ الأقمشةِ البيضاءِ، تبدُو كضماداتٍ يدويَّةِ الصنعِ، أوْ ربَّما كماداتٍ.
" أنتَ إستيقظتَ؟"

werewolves | مستذئبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن