ممسك بتلك الورقة وهو يجلس على مقعده ينظر لتلك الكلمات المدونة داخل الورقة التي وصلته للتو ...تهيد كل ما هو مكتوب من قِبل عمه ...تنفس بضجر فالحياة أصبحت عجيبه أقرب ما إليك يطعنك بكل وحشيه فأي عم هذا كان يريد قتل أبن شقيقه ...أصبح يمقت الحياة التي تسير بهذا الشكل ...فبالنسبة له من المستحيل أن يجعل أبن أحد أشقائه يتوجع ...فبلال صديقه قبل أن يكون أخاه وسُفيان بمكانة بلال قادر بأن يضحي بروحة من أجله والصغار هم أبناء قلبه يعشقهم كما سيحب أبنائه ...فكيف لقلب عامر أن يكره هكذا ويخدع هكذا ...ولكن يوجد حلقه مفقوده يا تيام أبن أخاك وليس شقيقك ماذا عنه وعن أبنائه مستقبلًا... هل سيكونو مثل باقي أفراد عائلتك ستحبهم وتحميهم ...بالطبع لا فمن سيصدقها من الأساس أنت تعامل يونس أسوء معاملة وهذا دليل كرهك له ...نفى برأسه سريعًا كيف لهذا القلب أن يكره من المستحيل ذلك هو لم يكره حتى لو بات الخلاف بينهم غير منتهي في النهايه هو أخاه يحملان نفس الأسم فلا داعٍ لكل ذلك... كفى عناد يجب أن نشعل الود كي تمر تلك الحياة ...حفظ تلك المقوله بعقله يريد فرصة واحده يثبت بها حبه لهذا الصغير ...قال بأصرار عازمًا على فعلها: هتيجي بإذن الله هتيجي
هي أيه دي أتجنن يا تيام: صرخ سفيان بتلك الجمله بعدما طرق الباب ألف مرة والأخير لم يستمع إليه
هدر تيام بعصبيه: أنت غبي يابني هقطع الخلف
أشاح سُفيان بيده قائلا بضيق: أفتكرتك مت خبط على الباب ومردتش دخلت لقيتك بتكلم نفسك أتجننت ولا لسه
أمسك تيام تلك الورقه التي جائت له ليعطيها لأبن عمه هاتفًا بتهكم: قولي الحل بقى في التهديدات دي
ألقى نظرة سريعًا على الورقه ليبعد أعينه نظرا له ليقول: والله أنا مليش دعوة أنت أستبعدني من الحكاية دي من الأول يبقى مليش دعوة كمل طريقك لوحدك بقى في الحكاية دي عشان دي حكايتك يا تيام حكايتك لوحدك بدأتها وهتنهيها بردو لوحدك... أنهى حديثه بصراخ كان يكتمه بداخل قلبه منذ أن علم بكل شيء.... دائما سويًا بكل شيء لما الأن يفكر بمفرده ...وبما أنه فعل ذلك بمفرده يتحمل عواقبه بمفرده أيضًا ... ويبدو أن ذلك أنسب عقاب والدليل ملامح الأخير التي أصبحت منزعجه فهذا الحديث لما يروق لعقله ...
ماشي يا سفيان أعمل كده معايا بس ليك يوم يا بتاع سمر: قالها تيام بغيظ نظرا تجاه أبن عمه الذي يحاول أستفزازه... ولكن قُلب السحر على الساحر ليغتاظ سُفيان من تلك الكلمة التي أصبحت في ألسنة الجميع منذ خروجهم من منزل أهل رُسل نظر له شزرًا ليخرج من مكتبه صافعًا الباب بحده .....
☆__________☆بمنزل عائلة زهران كانت تجلس مليكة بحديقة المنزل والأحمرار يطغي على ملامح وجهها والأرتباك بادي عليها بشدة خجله من تلك الرسالة التي وصلت لها توًا أبتلعت ريقها وترقرت الدموع بعينيها مالذي تقترفه تحادث شاب غريب عنها تخون ثقة شقيقها هكذا نظرت لتلك الرسالة النصية التي أُرسلت لها على أحد برامج التواصل الإجتماعي (الواتس أب)
مجهول أرسل لها جملة خطف قلبها بعدما وقعت عينها على محتوها حدثها بالفصحى قائلا "عندما رأتكِ عيناي أصبحت عاشق ولهان أحببتك من أول نظرة وأنتِ تعامليني كأنني لم أكن لماذا يا جميلتي"
نظرت للمحتوى بصدمه من أنت من الأساس ولما ترسل رسالة غرامية هكذا يا
وما هو أسمك أسئلة دارت بعقلها عندما رُسلت لها تلك الرساله لترد بفضول "مين"
لم يمر وقت طويل ليأتي لها الرد
"أحبك لدرجة أنني شعرت بأن ردك سيكون هكذا ولكن قلت لكِ أنا لم إكن بحياتك شيء وأنتِ محتوى حياتي"
أبتلعت ريقها بقلق هي أنسانه فضوليه من الأساس كيف يحدث هكذا معها هي خصوصا.... أرادت الحدة في الحديث لتكتب نص الرسالة بصرامة
"لو سمحت ملكش دعوة بيا نهائي ومش كلمتين عبط هيأثرو فيا أمسح رقمي انا مش عايزه أكبر الموضوع وأوصله لحد من أخواتي عشان وقتها حقيقي هتروح في داهيه" ضغطت على زر الأرسال بعدها سريعا وكعادة كل فتاة شيء ما يصرخ بالندم فيبدو أنها شاب راقي .... كلماته لمست قلبها وبنفس الوقت تعاتب قلبها فهذه خيانه ليقة شقيقها.... نظرت بهاتفها سريعًا عندما سمعت جرس دليل على وصول أحد الرسائل إليها لتجدها منه قرع قلبها الطبول لتفتحها سريعا لتجده يقول بالفصحى "فتاة كبريائها يطغي على كل شيء بها أتمنى ألا تحظريني يا جميلة أنتظري مني رسالة صباحية وأخرى مسائية وعندما تقرئيها سأطمئن عليكي هكذا وعندما أرسلها ستعرفين أنني ما زلت بحياتك أتمنى أن يحدث ما أريد يا جميلة"
فكرت في حديثه فوجدته مقنع هي تريد أن تعرف من هو وضعت المبررات لتخدر ضميرها وتقوم بتسجيل رقمه (مجهولي) لتغلق الهاتف شارده فيما يحدث وتبتسم ببلاها وهي ناظره أمامها حتى وجدت يد تلوح أمام عينها فاقت سريعًا من شرودها الأحمق لتقول بصرامة: في أيه يا متخلف أنت جيت عندي ليه
أجابها يونس الذي يرتدي زي مدرسته فهو كان عائد منها عندما وجدها هكذا تبتسم له فقال بفزع بسبب صوتها الحاد: أنتِ اللي كنتي بتبصيلي وتضحكي جيت أشوفك بس طلعتي سرحانه
شخصت عيناها قائله بحده أكبر: ولما لقتني سرحانه كان مالك ومالي وقتها مش تشوف حالك أحسن
أبتعد عنها عدة أميال فتبدو مجنونة بتصرفتها البلهاء هتف بحدة: بطلي تعلي صوتك فكراني هخاف شبه العفريته أصلا
مين دي ياض اللي عفريته لتكون فاكرني كيوت وبتاعت بابي ومامي ده أنا سواقة توك توك يالا....
نظر لها يونس من أعلى لأسفل هامسا بتقيم: أنتِ فعلا شبه السواقين عارفه في أمريكا ممكن ميرضوش يشغلوكي أصلا سواقة لإنك وحشه جدًا وأسمك خسارة فيكي...
شهقت بعنف كأنه أقترف ذنب بحقها لتقول بصوتًا عاليًا: أسميييي ده أنا ملاك ياااض ملاك وكله بيقولي كده وهجيبلك ناس تشهد
أنا هشهد: قالها إجود وهو يأتي مع أسيل من الداخل ليستكمل حديثه وهو يستربع أرضًا وتبعته تؤمه بذلك: والدليل أنها ملاك زي أسمها مره مسكت واحد غمزلها بالغلط أصلا تقريبا كان عنده مرض كلابي المهم مسكت أيده عضته ...شوفت نسمة من السما أزاي... والملاك دي لما تغني الصبح تلاقي العصافير بتطير عشان تهرب من المكان من صوتها الملاكي والأنسانه الوحيده اللي مهما حكيت عنها مش هعرف أعبر عن مدى برأتها
كانت مليكه تسمع حديثه وكأنه يشكر بها جلست بجانبه هاتفه بفخر وهي تربت على كتفه: الله عليك يا فخر العرب يا غالي يا اخويا شايف يابني أمجادي وهي بتتحكي تسلم يا أجود منجلكش في حاجه وحشه
هتف يونس بتلقائيه: فرحانه على أيه ده بيحكي عن واحده متشرده أصلا فين الملاك دي هلاك
أعتلت ضحكت أسيل المكان لتنظر لها مليكة بغيظ قائلة: عجبتك دي ياختي صح
لينظر لهم يونس هاتفا بحنق: وأنتِ يا أسيل هبله وشخصيتك عبيطه جدا
تعالت ضحكات مليكه تلك المره لتنظر له أسيل بغيظ ليقول أجود بعد ضحك لم ينقطع: أنت حللت الشخصيات صح يا أسمك أيه
شعر يونس بالألفة لهم فإذا لم يود أحدهم بأن يتقرب إليه فليأخذ هو تلك الخطوة يبدو أنهم لطاف خاصة بعدما أنجرف معهم بالحديث وهم يتحدثون ويتسامرون
بضحك تارة وبشجار تاره أخرى ...غامت السماء لتوشك على الرحيل ليسمعو صوت سيارات تأتي من خلفهم صرخ الثلاثه هاتفين بأسامي أشقائهم ليذهبو تجاههم سريعًا قالت مليكة بجنون: تياااااام جبتلي اللي قولت عليه
نظر لها بخيبة أمل قائلا بضحك: يابت أكبري بقى طلعتي عيني ....مجبتش أتهدي بقى
تذمرت قائلة بضيق: نعمممم ده انا طلبتها
نظر له قائلا بحيرة: حسيتك متستحقيهاش المره دي يا مليكة
أصفر وجهها قلقًا لتعود لذاكرتها ما فعلتها منذ ساعات لتبتعد عن شقيقها صاعدة درجات المنزل سريعًا ليهتف سُفيان بغيظ:
يابني حرام عليك هتجبلي أمراض الدكاتره مكتشفهاش يا تيام ده كلام تقوله
ويا ليت الأخير يستمع له فهو يتابع يونس الذي ينظر له بريبة أصبح يخشاه كثيرًا تلك الفترة يصرخ ويضرب بدون حسبان فهو توجع وتأذى بسببه كثيرا حتى بفترة تعبه كان يعامله ببرود شديد وبعد أفاقته عاد لقسوته من جديد أزاح يونس عيناه الجهه الأخرى ليقول تيام بصرامة: أنت أيه اللي مقعدك هنا
أجابه يونس بتوتر: ك كنت قاعد معاهم ببس والله
ضاقت ملامح تيام ببراعة ليقول بصرامة: أطلع على أوضتك وبعد كده لما أتكلم معاك تقف ومتبقاش قاعد كده مشوفش وشك غير على الفطار والغدا ياريت تكون وصلت...
وقف ليصعد سريعًا حاملًا حقيبته على كتفه بدون أن يلتفت تجاه ذلك الغاضب ...
☆_______☆
أنت تقرأ
حكاية تيام
Misterio / Suspensoغريبة تلك الحياة تجعلنا سُعداء أيام مطولة وبعد ذلك نذوق مرارة العذاب وقسوة الزمن بكل الطرق فحمدا كثيرا ولكن الأعباء تذيد بمجيء ذلك المجهول المدعي لايك