الآن فقط تمنى أن ينسحب مِن هذا الموقف المُحرج الذي هو بهِ لا يعلم كيف يرد على تساؤلات كُلًا مِن تيام و سُفيان.. حزين لإنه سقط مِن عيني صديقه المُقرب الذي حاول جاهدًا أن يُساعده في السابق حينما توسط لهُ كي يعمل أثناء دراسته بسبب مصاريف كلية الطب التي لا تنتهي.. خاصة أن شقيقة أيضًا يُريد أن يُكمل دراسة الماجيستير ليُصبح مُعيدًا كما يحلم دائمًا.. وحينما رد لهذهِ العائلة المعروف كان هكذا أن يتلاعب تؤمه بمشاعر أبنة هذهِ العائلة نظر لتؤمه عامر غير مصدقًا ما فعله فعلىَ الرغم مِنْ أنهم يمتلكون نفس العُمر إلا أن عَلي أعقل من عامر بكثير فهو يُحكم عقله قبل أن يتصرف بأي شيء ولكن الآخر ما يجول بخاطره يفعله توًا دون أن يُفكر بعواقبه.. نظر علي لتيام مُرددًا بنبرة حرجه مُتأسفه: أنا عارف إن اللي عامر عمله غلط جدًا و مفيش كلام يخليك تقبل إعتذاري لكن أوعدك إن كل اللي بيحصل ده هيتمنع نهائي ...
كاد أن يستكمل وصلة إعتذاره ولكن قاطعه أخاه الذي يجلس أمامه قائلًا: والله يا علي أنا مش عايزك تطلع عيل فأسحب كلامك لإن اللي بيحصل مش هيتمنع.
جحظت عيني عَلي وغضب كثيرًا مِمَا قاله ليسمعه يستكمل حديثه وهو يُردد: يعني أنا مش هقول خطوبة لإني مش جاهز بصراحة أنا مش معايا غير تمن الدبلة والبدلة.. ثم نظر حوله ليستكمل ما كان يقوله.. وطبعًا عيلة كبيره زيكوا مش هتقبل بحاجه زي دي.. فلو عايزين تمشوها رسمي نقرا الفاتحة غير كده نقضيها رسايل بقى.
فُتح الباب ليقطع هذا التوتر الذي يُصيب قولبهم جميعًا ليدلف يونس هاتفًا بوجل: أيه بقىَ سيبتكوا كل ده مأزعجتش حد من حقي أدخل لا سمعت صوت ضرب ولا صريخ فقولت أجي أسخن الدنيا شوية يمكن تقتلوا بعض ولا حاجه
كف عن الحديث حينما رأى أنهم صامتون لم يبادلوه الحديث.. أبتلع ريقه ليدلف داخل المكتب مغلقا الباب ليقول بقلق: هو أنتوا مش بتردوا ليه هو أنتوا بقيتوا خُرس.
تجاهله تيام ليقول بهدوء: يعني أنت بتهددنا يا دكتور عامر يا نوافق على قراية الفاتحة يا إما هتكمل في حوار الرسايل ده.
بالظبط كده يا أستاذ تَيام: قالها ببرود ليشعل غضب الآخر ولكن أصر الأخير أن يبقى على هدوءه كي لا يصل عامر إلى غرضه فرد على حديثه بتبلد أشعل غضب الجالس بشموخ وتعاظم: طيب يا دكتور أتفضل برا بيتي وكمل رسايلك اللي بتبعتها بس أنسى بردو حكاية الخطوبة دي.أبتلع عامر ريقة وأبتل وجهه بحبات العرق لينظر تجاه شقيقه الذي أصفر وجهه حرجًا.. ليتطلع بوجه تيام هاتفًا بضيق: أنت اللي أخترت أستحمل بقى.. وقف مُجمعًا أغراضه وألتف ليرحل ولم يقطع طريقه للخارج سوى نبرة آمرة مُهددة يعلمها عن ظهر قلب ويبغضها بشِدة وما زاد آلامه هي تلك الكلِمات التي هبطت عليه كسوط ينزل على ظهره فكل ما قيل من تيام هو: خاصة بقى يا عامر إنك هتبقى فاضي ليل نهار تلعب بمشاعرها كويس.. ما هو خلاص مفيش شغل لا ليك ولا لأخوك.
أنت تقرأ
حكاية تيام
Misterio / Suspensoغريبة تلك الحياة تجعلنا سُعداء أيام مطولة وبعد ذلك نذوق مرارة العذاب وقسوة الزمن بكل الطرق فحمدا كثيرا ولكن الأعباء تذيد بمجيء ذلك المجهول المدعي لايك