حقًا عندما يكون الإنسان سعيدًا تنهار جميع حصونه وقواعده الذي يُسير عليها طوال حياته.. أحيانًا يحتاج الإنسان هذهِ السعادة مع من يحب.. وكما كان يتمنى.. يحتاج إلىَ الشعور بالفوز بعد طول عناء.. وهم يحتاجون ذلك و يستحقون تلك السعادة.. فمجد كان ضحية الزمن تربى وسط رجلين أحدهم والده والآخر عمه... والده كان يريده رجل منذ أول يوم لهُ بهذهِ الحياة.. كان يتعجل بكبره وفي نفس الوقت يراه طفلًا حتى حينما أشتد عوده أصبح يعامله كإنه مسجون ولا بد من مراقبته طوال الوقت ومن المتضح أن كل هذا بسبب عوامل الخوف الذي تحاوكه من كل جانب.. أما عمه مؤيد.. فكان بمثابة اليد التي تنتشله من هذا السجن القاتم لتخرجه إلى نور سواء كانت بعلم السجان أم لا... أما بالنسبة لليالي فكانت ضحية القدر.. فمن أحبته تزوج شقيقتها.. و من أحبته كان أحد أسباب موت شقيقتها.. فعاشت وهي تُحمل على عاتقها ذنب لا تعرف لِماذا ولكنها كانت تحادث نفسها "ماذا لو أختارها راشد زوجة لهُ؟".. ولا تجد إجابة لأن هذا عمر أختها وهذا النصيب وقضي الأمر..
مالت الشمس للغروب فنبهت مجد على تأخر الوقت.. ليستعدوا للرحيل وبقلبهم حزن لأن الوقت مر بهذهِ السرعة وبنفس الوقت سعادة هائلة لما أغتنموه من سعادة وذكريات جيدة يجب أن تسجل.. فهذهِ السعادة جائت بعد طول حزن..
خطوا خطواتهم داخل المنزل لتصعق حينما وقعت عيناها على راشد الجالس على مقعد خشبي.. أمام الباب من الداخل ويقف بجانبه مؤيد يكبت ضحكاته بصعوبة حينما رأى وجه كلًا من ليالي و مجد.. فلو خرجت سيكون أحد ضحايا شقيقه اليوم.. قال مؤيد بصوت حارب أن يكون متزن خالي من أي ضحك أو إرتباك: مجد و ليالي وصلوا.
قالها بإختصار ليفتح الآخر عيناه ينظر لكليهما بشر و وعيد.. وقف ومازال يحاوطهم بنظراته ليُردد بصوت غاضب: كنتوا فين؟
-ككن كك
كان هذا رد ليالي ليقاطعها وهو يصيح بصوت أعلى: كنتوااا فيين يا ليالي.. مشيتوا من غير ما تقولوا رحتوا فين ليه؟.باغتها بتلك الكلمات ليذداد تعلثمها بالحديث.. ليجيب مجد بنبرة مرتعشة ولكنها أفضل بكثير مما تتمتم بهِ ليالي: خخرجنا.. وأشترينا الحجات دي.
قال جملته الأخيره وهو يُشير إلى الحقيبة التي بحوذته وأثنان بيد ليالي.. ليكمل راشد حديثه و لكن صوته علىَ هذهِ المرة: وإنتوا ملكوش حد تستأذنوا منه صح؟.. الهانم فاكرة نفسها لسه لوحدها.. والبيه ملوش كبير يستأذن منه.
نظرت لهُ ليالي بندم.. غفى عليها هذا الشيء تماما فكل ما تريده أن تصلح العلاقة بينها وبين مجد.. و لكن بفعلتها ستفسد علاقتها براشد وهذا ما لا يجب فعله نهائيًا.. فاقت من دوامة ندمها وتفكيرها على صوت مجد الذي يبرر خطأه وينجو بفعلته بدون أي خسائر قائلًا بدموع: هي خدتني معاها.. و كمان هي عايزاك تكرهني فعشان كده خدتني من غير ما أقولك.. أنا كنت هقول لكن هي عايزاك تحب عيالها و تكرهني.
أنت تقرأ
حكاية تيام
غموض / إثارةغريبة تلك الحياة تجعلنا سُعداء أيام مطولة وبعد ذلك نذوق مرارة العذاب وقسوة الزمن بكل الطرق فحمدا كثيرا ولكن الأعباء تذيد بمجيء ذلك المجهول المدعي لايك