الفصل الثامن والثلاثون.

3.1K 149 14
                                    

#الفصل_الثامن_والثلاثون.
#مملكة_الشياطين.

"إنَّ الله ليتَلطَّفُ بالعبدِ ويترفَّقُ به أن يراهُ كثِيرَ الصَّلاةِ على نبيِّهِ ﷺ.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فى الأولين والآخرين وفى الملأ الأعلى إلى يوم الدين."🧡

وسط إنهيال الطلقات النارية هتف جاسر بغضب موجه لـياسين:
_ أنت ضربت نار ليه؟ كدا الخطة باظت.
نفى ياسين قائلًا بثقة وهو مازال يطلق النار:
_ لا الخطة ماشية فـ السليم، كانت هتبوظ فعلًا لو معملتش كدا.
زفر جاسر بعنف وقال:
_ والبنات...
قاطعه ياسين:
_ البنات مش معاهم، ضحكوا علينا.
تساءل جاسر:
_ أزاي مش فاهم؟
_ لو لاحظت كويس هتلاقي الزفت "لاك" متوتر وعينيه بتلف فـ كل حتة، وجون دا مرحش يجيبهم دا كان بيلف حولين العربيات بس.. وبعدين دا مش وقته اشرحلك.
أما عند "لاك" جحيم يستعر، أقسم على قتلهم جميعًا، لن يتحرك حتى يأخذ تلك الأسطوانة، كان يسب بغضب وقد احمرت عيناه قسوة وطغيان...
ولم يدم الأمر طويلًا، فقد جاء سيف بصحبة الشرطة، وعندما رأى "لاك" الشرطة، قرر الهروب هو ورجاله لولا تلك الطلقة التي استباحت ساقه اليسرى من سلاح ياسين، حاوطتهم الشرطة وقبل أن تصل الشرطة "للاك"
مال عليه أحد رجاله يهمس فى أذنه:
_ سيدي الفتيات استطعن الهرب.
لعن "لاك" حماقته وإستهانته بقوة الفتيات، فهتف من تحت أسنانه:
_ حمقى من يظنون أن الفتيات المصريات لا يجيدون إلا الطبخ!
ألقت الشرطة القبض عليهم وترحيلهم للسفارة الإيطالية، فصاح سيف بغضب:
_ البنات فين؟ أحنا معرفناش عنهم حاجة....
_____________
قبل قليل، بعدما تمكنوا من الهروب ولاحقهم رجلان، وتمكن أحدهما من إطلاق النار على تسنيم، ولكن فجأة استقرت بكتف رامي الذي وقف أمامها مفاديًا لها.
ولكنهم تمكنوا من الهرب مرة أخرى..
تأوه رامي وذراعه أصبح مغطى بدمائه، ولكنه مازال يركض حتى تراخت أطرافه من كثرة وجعه، فجلس أرضًا، شهقت تسنيم بهلع وجثت على ركبتيها أمامه تقول بقلق:
_ أنت كويس يا رامي؟
اومأ لها بوهن وقال:
_ اهربي أنتِ والبنات يا تسنيم.
هزت رأسها نافية وقالت بإصرار:
_ لا يا رامي مش هسيبك، أنت لازم تحاول وتقوم ها.
تأثرن باقي الفتيات من ما يرونه أمامهن، فتقدمن منهما وهتفت نور بحنق مفتعل:
_ واللّٰه أنا مغلطش لما قلت أنك مخطوف عالة علينا، لا أحنا نراجع الخطف تاني ومتكنش معانا.
ضحك رامي بضعف وقال بمزاح:
_ هو أنا أكلت نصيبك ولا حاجة! مش فاهم مش طايقة أمي ليه؟
لوت شفتيها وربعت ذراعيها متشدقة:
_ وأنا مالي بأمك ياخويا!
جلست رضوى بجانبه وهتفت بهدوء:
_ متخفش يا أستاذ رامي، هتكون بخير، بس متيأسش وحاول.
حدجها رامي بنظرات غامضة وتحدث:
_ هو أنتِ متأكدة أنك قريبتهم، وأم لسان طول دراعي دي بنت عمك؟
ضحكت تسنيم بقوة فأضاف رامي:
_ أصلك حاجة تاني كدا غيرهم، كأنك جاية من السما.
تقدمت نور وقالت بشراسة:
_ أنت هتعاكس بنت عمي ولا أيه؟
تأففت سيلا وصاحت بهم:
_ خلاص بقا، مش كل شوية خناق كأنكم أطفال فـ إبتدائي.
صمتوا جميعًا، ولكنهم لاحظوا شيئًا غريبًا وهو صمت نادين وعدم تدخلها بحديثهم، نظروا إليها دفعة واحدة ليجدوها تبكي بصمت، جلست نور بجانبها تسألها بقلق:
_ مالك يا نادين؟ بتعيطي ليه؟
خرج صوتها مبحوحًا خافت وقد انحلها الشوق:
_ آسر وحشني أوي يا نور.
لم يكن هذا وقت مزاح أبدًا، فربما هي تعاني ما تعانيه نادين ولكنها آلفت الصمت، فعانقتها بحنان تربت على ظهرها:
_ هنرجع يا نادين، وهتشوفي آسر وتحضنيه كمان.
وقف رامي ببعض التعب ولكنه اعتمد على قوته الباقية، أقسم أنه سيرجعهن لعائلتهن بخير.
خلع قميصه الممزق أغلبه فلفته تسنيم على جرحه النازف وقال بقوة:
_ يلا مش هنستسلم، قومي يا نادين هترجعي لحبيبك، وكلكم هترجعوا بأمان.
ابتسمت نور على موقفه تجاههن فقالت بمرح:
_ لا وحش يا أستاذ رامي.
رمقها رامي ببسمة جانبية، وتحرك بهن ولأول مرة يكون سعيدًا هكذا، فهو لا يعرف عن العائلة وحبها شيئًا، وقد أعجبه حبهم لبعضهم، ترابطهم، تمنى لو كان فرد منهم..
وأخيرًا خرجوا من ذلك المكان النائي، فأوقف رامي أحد المارة يطلب منه هاتفه حتى يتواصلوا مع أي أحد، أخذت نور الهاتف سريعًا تكتب رقم ياسين الذي أخذت تحفظه لثلاثة أيام تحت ضغط من ياسين.
جاءها صوته الأجش الذي إشتاقت له:
_ السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته.
ردت سريعًا:
_ ياسين أنا جعانة.
ربما لم تكن هذه الجملة التي تدور ببالها، أرادت أن تخبره كم إشتاقته، إشتاقت لصوته وعينيه وطلته المهيبة، ولكن عاندها لسانها لتنطق بهذه الحماقة.
أما ياسين، فكاد أن يقفز كالأطفال وهو يسمع صوتها، ضحك على ما قالته فهتف بحنق مفتعل:
_ ودا وقته يا نورسين! في واحدة مخطوفة تقول جعانة.
كادت أن تتذمر، ولكنه استأنف بسرعة:
_ المهم أنتوا فين دلوقتي؟
ردت ببلاهة:
_ مش عارفة، بص استنى هسأل ع أي مطعم قريب وأستناك هناك.
تشدق بغيظ:
_ مطعم! نورسين واللّٰه القتل فـ حقك مباح.
ضحكت نور بشدة فهتفت سيلا بغضب:
_ مش وقته يا ست نور.
طرفت إليها نور بإزدراء وعادت تحدث ياسين وقد أخبرته عن مكانهم بعدما سألت ذلك الرجل صاحب الهاتف.
عندما علم جاسر بهروبهم فرح بشدة، أما سيف فأخذ سيارته سريعًا حيث مكانهم فلحقا به ياسين وجاسر.
لم يمر تقريبًا غير نصف ساعة وقد وصلوا إليهم، وتوجهوا سريعًا للمشفى.
__________
مهما طال أمد العذاب لابد من إنبلاج الفرح، تتبدد الغيوم لتسطع السماء من جديد، وها هي أشرقت شمس قصرهم من جديد بعدما عادت الفتيات سالمات، وقد تلقوا الكثير من القبل والأحضان..
محمود كان يوزع نظراته بينهم، فهم سعادته الحقيقية، لا وجود له من دونهم، عيناه تحبس عبراته بصعوبة، أما آسر فكان يقف على جمر، ينتظر أن يتركوا له حبيبته، فقد إشتاقها بقوة، ألهى ذاته بالعمل حتى لا يقتل أي شخص يقف أمامه من شدة غضبه.
أما جاسر فوجد أن الجميع لا ينفكون عن الفتيات، وهو لا يستطيع الإحتمال أكثر من هذا، يود أن يسحقها بين ذراعيه، شق جمعتهم وتوجه لها، كانت ليلى مازالت تحتضنها فهتف:
_ معلش يا ماما، عايز سيلا شوية.
تفهمته ليلى وضحكت قائلةً بمكر:
_ روحي يا بنتي، شكل جوزك مشتاقلك.
احرجت سيلا وهزت رأسها تقول بخجل:
_ بعد أذنك يا ماما.
سحبها جاسر خلفه قاصدًا غرفتهما وهي توبخه بخجل ولكنه لم يستمع لها..
ضحكت نور وهي تجد نادين تقف تنظر لآسر من بعيد وهو لا يستطيع الوصول إليها من زحمتهم، فضربتها بكتفها تلاعب حاجبيها بخبث:
_ هو دا اللي آسر وحشني، وعايزة أحضنه؟! دا أنا قلت البت هتغتصبه لما تشوفه.
شهقت نادين ونظرت لها بإزدراء:
_ عيب يا نور..
قاطعتها نور:
_ بس يا خايبة، قال عيب قال، الواد يا عيني مش عارف يوصلك.
هتفت نادين بحيرة:
_ طب أعمل أي؟
سحبتها نور من كفها تمر من بينهم لتصل لآسر فقالت بمرح:
_ بص يسطاا عاملة معاك جميل أهو، خد البت الغلبانة دي أصلك وحشتها.
جحظت نادين عينيها وهزت رأسها تنفي ما قالته نور، وما إن كادت تتحدث حتى أخذها آسر بين ذراعيه بقوة يهمس في أذنها:
_ وحشتيني أوي يا نادين، بصي مفيش تأجيل تاني، هتجوز يعني هتجوز.
وقفت نور تفرق نظراتها بينهم، فقد شقت الفرحة قلوبهم، وكل حبيب اجتمع بحبيبه، تبسمت عندما تذكرت جاسر وعيناه التي تشع شوقًا لحبيبته سيلا، ونادين التي كادت أن تموت رعبًا عندما تخيلت أنها ستموت دون أن تحتضن آسر، ورضوى استقر جسدها بأحضان والدتها التي لم تتوقف عن تقبيلها، وتسنيم التي أصرت على المكوث بالمشفى بجانب رامي وإصرار سيف بالمكوث معها، وهي....
ضغطت على شفتيها بقوة وتوجهت للمطبخ، ولكن لم يغب وضعها عن عينيه التي تلتهمها شوقًا..
صرخت بفزع عندما أحست بجسد خلفها، فإستدارت لتجد ياسين بنظراته المصوبة عليها بقوة، أسبلت أهدابها ولمعت عيناها بالعبرات، اومأ لها ياسين فكانت أشارة لها بإستقباله لها بضعفها وبكائها، ألقت بجسدها دفعة واحدة عليه فارتد خطوتين للخلف ليلتصق ظهره بالرخامة خلفه، وعيناها أفرجت عن دموعها التي تؤلمها.
كان يحرك يده على ظهرها بيث الطمئنينة لها، وهي تبكي دافنة وجهها بصدره.
___________
دفعته عنها متمنعة، وتركته لتجلس على طرف الفراش، فتحرك جاسر خلفها وجثى أمام الفراش يتلمس وجنتيها بكفيه بعشق وإشتياق فهتف بهمس أجش:
_ مالك يا سيلا؟ أنتِ مش مشتاقة ليا!
زمت شفتيها وقالت بإمتعاض:
_ لا.
عقد حاجبيه وهتف:
_ واللّٰه؟
وقفت بعنف وأزاحت كفيه عن وجهها تقول بضيق وحزن:
_ أنا يا جاسر تبيعني كدا بسهولة، وعايز تتجوز غيري؟
قهقه جاسر فهي لم تنسى ما قاله لذلك الأحمق "لاك"
فقرر مراضاتها وقف خلفها واضعًا كلتا كفيه على كتفيها ولثم شعرها برقة وقال:
_ وأنتِ بقا صدقتي أني ممكن أسيبك، لا وأيه أتجوز غيرك؟!
هزت رأسها بالإيجاب، فطوق خصرها بذراعيه وهمس أمام أذنها:
_ مفيش ست فـ العالم دا كله تيجي ضفرك يا سيلا.
ابتسمت برضا وهي تسمع زوجها يتغزل بها، فأرضى غرورها الأنثوي، إستدارات له تقول بدلال وهي تتلمس ياقة قميصه:
_ عارفة أنك مستحيل تبص لوحدة غيري، كنت قتلتك فيها، بس برضو لسه زعلانة.
إبتعد خطوتين للخلف وخلع قميصه قائلًا وهو يغمز بطرف عينيه:
_ لا واللّٰه مش هينفع كدا، أنا هتجوز النهاردة يعني هتجوز.
________________
أما عند ياسين وحبيبته، فتوجها لغرفتها للراحة.
خرج من الحمام وأدى صلاة العشاء التي فاتته، ومن ثم توجه إلى مقبس المصباح الكهربائي لإغلاقه، فصرخت الجالسة على الفراش بعدما وثبت عليه:
_ ياسين لا بلاش تطفي النور.
إستدار لها قاطب الحاجبين متشدقًا:
_ ودا ليه إن شاء اللّٰه!
_ أنت عارف أن يومي مكنش سهل فهخاف أوي.
صرحت بها ببعض الرجاء وقد تجمعت العبرات بمقلتيها فقال بهدوء:
_ متخافيش أني وياكِ أهه، هنام ع الكنبة دي.
أشار على الكنبة التي تجاور السرير، ولكنها أصرت بقوة على رأيها:
_ باللّٰه يا عمدة خليه مفتوح.
ولكنه احتج أيضًا.
_ وأني معهرفش أنام ع النور واصل.
_ يوووه، أنا قلت هيكون مفتوح.
هدرت بها فى ضيق ولكنه إزداد إصرارًا:
_ نورسين متعنديش معايا، أنا قلتها كلمة النور هيتقفل.
_ يا ربي منك!
اخرجتها بغضب وبعدها أضافت:
_ هو يوم اللي هنام فيه معاك، أستحملني اللّٰه.
أحس أنها على مشارف البكاء، فأجبر نفسه تقبل الوضع وهز رأسه وتوجه حيث الأريكة الكبيرة نسبية.
بعد عدة ساعات من الأرق لها والخوف الذي يقبض على قلبها بقوة، وومضات من يومها المخيف تتراقص بمخيلتها، نهضت على قدميها وتوجهت إلى الأريكة لتجثو أمامها تنادي ياسين بخفوت وخوف:
_ عمدة، عمدة.
تململ فى نومته وهمهم لتعود منادته مرة أخرى:
_ ياسين أنا خايفة.
جملتها اخترقت عقله ليفتح عيناه سريعًا يسألها بقلق:
_ مالك.؟ خايفة من أيه؟
لم تعر لسؤاله بالًا وهتفت بإندفاع وعفوية:
_ نيمني جنبك ممكن؟
_ ماشي.
قالها وكاد أن ينهض فباغتته هي عندما ألقت بجسدها بجانبه، تشنج جسده وتصلبت عضلاته فقد كان معظم جسدها فوق جسده نظرًا لعدم تحمل الأريكة لجسديهما معًا، وهي حقًا أرادت هذا فخوفها تحكم بها بشدة ولو كان نام على السرير معها فلن تحظَ بالأمان كنومها ملتصقة به هكذا، لفت ذراعها حول خصره تشد عليه بأيدي مرتعشة باردة، ليكتم ياسين أنفاسه المتهدجة يحاول ألا ينفعل من قربها هذا، فهمس عند أذنها بصوت متحشرج وقد تقطعت أنفاسه:
_ زينة دلوج؟
أحس بإيمائتها فى تجويف عنقه ليتنهد بقوة حارقة، فأستدار لها بجسده لتقرب جسدها منه بتلقائية فابتلع جسدها بين ذراعيه مشددًا عليها داخل أحضانه.
__________
تجلس فى المشفى أمام غرفة رامي تبكي بشدة، ولا تعلم لما، تضغط على هاتفها بقوة متذكرة حديثها مع أمها التي وبختها على فعلتها وهددتها لتترك عملها هذا، فهي لا تريد خسارتها، وضع سيف كفه على كتفها يضغط عليه فنظرت له وعبراتها تغرق وجهها، نظرات متألمة جريحة، زحف بجسده لها فوضعت رأسها على كتفه تبكي بصوت عال مغمغمة:
_ أنا السبب يا سيف فـ كل اللي حصلهم، البنات اتخطفوا بسببي، ورامي اتضرب بالرصاص مكاني، أنا أذيتهم كلهم يا سيف.
ربت سيف على رأسها يحدثها بلطف:
_ أهدي يا تسنيم، دا مقدر ومكتوب اللي حصل كان لازم يحصل يا تسنيم.

بصراحة كدا قربت أحقد ع البت نور.
المهم رأيكم وتوقعاتكم.
ويا ترى تسنيم هتختار رامي ولا سيف؟
وأيه أكثر ثنائي حبتوه؟
قراءة ممتعة، ودمتم بخير سُكراتي. ❤️

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع...

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن