مملكة الشياطين. "قلوب مكبلة بوثاق الحب" _ منى عيد محمد

إقتباس.

مرات البواب هانم.
https://www.kawkablit.com/h5/#/pages/novel/info?tid=2&nid=1527
إقتباس.
عرفتها روضة عن نفسها وما علاقتها بعابد، وتسامرتا معًا في جو ضاحك.
برز صوت ريتان المتسائل:
_ هو أنتِ متجوزة يا روضة؟
لمع الحزن بعيني روضة الجميلة وكأن الذكرى طغت على ملامحها فاسودت فجأة، مما زرع القلق بقلب ريتان وكادت أن تسحب سؤالها لولا سماعها لصوت روضة القائل بابتسامة مغتصبة مريرة، تسرد وجعًا بلغ أطنانًا، توشم قلبًا تلوى في سماء الحب.
_ مطلقة..
صدمت ريتان من ردها المفاجئ، ظنتها أنها مطلقة لسبب استحالة العيش مع زوجها فقالت محاولة التهوين بغباء منها:
_ أحسن، واللّٰه ما حد يستاهل.
_ كان يستاهل يا ريتان، كان يتساهل حب الدنيا كلها واللّٰه.
لتاني مرة تصدم ريتان خاصة من نبرة روضة المتألمة والتي تظهر جلية في حديثها.
ربما دمرت شيئًا ما بقلب روضة بحديثها دون أن تعلم وهذا ما صدح صداه على وجهها بملامحه المتغضنة.
_ ولما هو كان يستاهل اطلقتوا ليه؟
لم يكن بدافع الفضول بل بدافع الشفقة والحزن، فهاتين المقلتين تتجرعان ألمًا لم تستطعا وصفه.
صمتت روضة فأدركت ريتان أن الأمر جلل وأن ما يظهر لها ويطفو على وجه روضة أن الأمر يخص داء القلوب وهو العشق.
الأمر ليس بهين كما تعتقد، فقد هامت عيناها بوجع مكنون تكاد تخفيه.
_ ولما أنتِ بتحبيه كدا اطلقتوا ليه؟
كان سؤالها هذا بعد ما أدركت بأن تلك الفتاة كحيلة العينين تحب طليقها، ردت أخيرًا ولكن ردها كان سوطًا يجلد القلوب الدامية.
_ السحر.
استجمعت نفسها لتستطرد بألم بالغ تسرد حكايتها النادرة وقلبها ينقبض، بل كماشة من حديد تعتصره بقوة ضارية:
_ أني وزيد كنا عنعشق بعض من صغرنا ولما كبرنا اتجوزنا بمباركة عمي، وبعديها ابتدت المصيبة، كل أما يقرب مني أحس إني مش قبلاه واصل، ومرات أشوفه قدامي كأنه قرد أو وحش عايز يقتلني، أزعق وأبعد عنيه، وأجري على دار عمي..
صمتت تهدأ من شهقاتها والتي تؤثر على صوته فيخبو قليلًا، ما تسرده صعبًا في إعادته على مسامعها، ولكنها تريد أن تخرج ما في قلبها دفعة واحدة.
حثتها ريتان على الاسترسال وربتت على كتفها بمودة صادقة، مودة وليدة اللحظة، فبشاشة قلبها تقربها من قلوب من حولها.
_ وبعدين؟
تنهدت روضة وهي تكمل:
_ الغريب إني لما كنت أهدا عند عمي أبقى عايزة أعاود لجوزي تاني ومتوحشني قوي، وعمي بيسمع كلامي ويرجعني، ومن أول ما يقرب عليا ترجعلي الحالة، لحد ما عمي جالي الدار كلمه زيد وقاله إن حالتي صعبة جه وشافني وأني بقطع فـ شعري وعيني حمرة كيف الدم وقمل بينزل من عينيا وشعري من السحر اللي معمولي، ووقتها حلف عمي ما هو مرجعني تاني واطلقنا.
تبدو القصة لا تصدق من غرابتها، فأي سحر قد يفعل بالمرء هذا؟
قد يصل السحر والأعمال لأكثر من ذلك ضراوة وبشاعة، فمن يسلك هذه الأعمال لم يقصد بها إلا دمارًا شاملًا.
كانت ريتان تفتح فمها ببلاهة غير مصدقة والعبرات تنهال من عينيها دون وعي منها.
عقلها لا يصدق من قد يفعل هذا بفتاة بريئة مثلها.
_ طيب وعملتِ أي؟
ردت بقلة حيلة وضعف حيال الأمر، تعجز عن حل أمر كهذا، فمن بيده الحل هو الكبير المتعال.
_ ولا حاجة، قاعدة دلوق في سراية عمي، بعد بموت كام مرة وأنا بتوحش زيد.. واللّٰه ما كنت رايدة حاجة من الدنيا غيره.
_ طيب متعرفيش مين اللي عمل كدا؟
_ اللي عمل كدا ربنا يسامحه.
_________
هتلاقوها على تطبيق كوكب "مرات البواب هانم". 💜
مرات البواب هانم.
https://www.kawkablit.com/h5/#/pages/novel/info?tid=2&nid=1527