#الفصل_الخامس_عشر.
#مملكة_الشياطين."لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير."🧡
كان يقف فى بهو القصر بنظراته المحتدة وغضبه المستوطن قلبه يتراقص فى كلماته القاطعة لأي حديث منهم حتى أنفاسهم، وهم يقفون أمامه بخوف من رد فعله: أنا عايز أعرف أيه اللي بيحصل بالظبط، أزاي نور بيجليها تهديدات وأزاي الهوانم يطلعوا من القصر من غير ما حد يعرف!
حاولت ليلى تخفيف حدة غضبه فقالت: هم مش قصدهم...
بتر تبريرها بقسوة ليهدر فيها: أنتِ تسكتي خالص يا هانم، قاعدة فـ القصر ومش عارفة مين دخل ومين طلع، أمال أمهم أزاي وأنتِ مش عارفة إن الهوانم بره.
صمتت ليلى بحرج، تعلم خطأها جيدًا ربما تساهلت مع الفتيات حتى يغعلن ما يحلو لهن.
وجه محمود حديثه لـجاسر ومازال على غضبه: وأنت يا بيه فاكر نفسك كبرت للدرجة دي عشان تخبي عني، لا وأيه تخبي عني موضوع كبير زي دا، لو كان حصل حاجة لـنور تقدر تقولي هبص فـ وش عمك أحمد أزاي، ولا لو تسنيم حصلها حاجة، دي سميحة مأمنة عليها وهي معانا..
هنا تدخلت تسنيم لتخفف اللوم عن جاسر ولو قليلًا: أونكل محمود جاسر ملوش ذنب، أنا اللي خدت نور...
بتر جملتها يصيح: أكيد طبعًا أنتِ غلطانة لأنك أتصرفتي من دماغك، لكن الغلط الأكبر ع جاسر لأنه خبى عني من الأول.
كان جاسر يقف ورأسه منكسة أرضًا، هو لم يخبره حتى لا يقلقه، كان يريد أن يحل كل شيء دون تدخل من والده، ولكنه لم يكن يعلم أن الأمور ستسوء إلى هذا الحد.
انتبه الجميع لصوت يأتي من خلفهم، استداروا جميعًا ليروا سميحة تجر حقيبتها خلفها وتدلف القصر وهي تغمغم بقهر: أنا يزعطني أن يطردني بره بيتي، حاضر يا إبراهيم وحياة أمك ما سيباك يا إبراهيم وهجرجرك ع المحاكم.
كتم الجميع ضحكة كادت أن تلون وجوههم العابسة، فسألها محمود: مالك يا سميحة، وشايلة شنطتك يعني؟
جلست على الأريكة وتنهدت بتعب وثم وجهت حديثها لـتسنيم: هاتيلي ميه أشرب يا بت الكلب مش قادرة أخد نفسي.
جلست ليلى بجوارها تربت على كتفها: مالك يا سميحة في أيه؟
قالت بقهرة وحزن: إبراهيم طردني من البيت ياختي، طردني ابن المقشفة.
سألتها تسنيم وهي تعطيها كوب ماء لتشرب: طردك ليه يا ماما؟
وقعت أنظارها على يوسف الذي يكتم ضحكاته بصعوبة فقالت وهي تشير عليه: كله بسبب ابن الكلب دا، راح رفض العروسة بنت صحبه وبعدها ساب البت فـ الكافيه وهرب والبت راحت تعيط لأبوها، قام قال لإبراهيم وإبراهيم اتخانق معايا.
هتفت ليلى: وطردك!
ردت بقوة وشراسة: هو يستجرى، لما اتخانق معايا معملتش أكل وقلت خلي صحبه هو وبنته ينفعوه، قام حضر لنفسه ومتعبش خاطره يقوم يقولي تعالي كلي معايا يا سميحة سابني أهري وأنقت فـ نفسي وهو بياكل ولا على باله، قومت قولتله طلقني يا إبراهيم قالي حاضر لما أخلص أكل.
ضحكت تسنيم بقوة فنظرت لها سميحة بحدة: بتضحكي ع أيه يا بت؟
قالت تسنيم من بين ضحكاتها: المهم يا ماما، طردك أزاي؟
: هو أنا هستنى لما يخلص الأكل ويطلقني، قومت قلتله طب مش قعدالك فيها يا إبراهيم وطلقني، وخدت شنطتي وجيت.
زفر الجميع براحة عندما أنهت حديثها، فقال محمود بهدوء: ودا موضوع ياختي تسيبي بيتك وتتخانقي مع جوزك عشانه؟
ردت بإستنكار: وهو الموضوع دا هين! لو مش عايزني فـ بيتك يا محمود قول ياخويا...
بتر حديثها سريعًا: متقوليش كدا يا سميحة، أنتِ عارفة أن أبوكِ الهلالي سايب القصر دا باسمنا كلنا عشان نقعد فيه.
ردت بإبتسامة عذبة: ربنا يخليك ليا يأخويا.
وبعدها وجهت نظراتها المغتاظة لـيوسف هاتفة: أنت عملت كدا ليه يا واد أنت؟
رد ببساطة وهو يرفع كتفيه: لأني محبتهاش.
ضحكت سميحة وعلقت: ولا أنا، أصلها سهونة أوي، أنا عايزة وحدة قوية تربيك.
_________&
مر ما يقارب ثلاثة أيام وحالهم كما هو، جلست نور وتسنيم بجوار ليلى يستسمحونها، فقالت نور: أحنا آسفين يا ماما واللّٰه ما كان قصدنا نطلع من غير أذنكم.
عقبت تسنيم بتأثر: واللّٰه أحنا معترفين أننا غلطنا وبنعتذر منك ممكن تسامحينا.
ربتت على رأسيهما بحنان وقالت: الأم مستحيل تزعل من أولادها، بس أنا كنت واخدة على خاطري منكم يا بنات، أنتوا لو كنتوا قلتولي كنت وافقت وبعت حد معاكم، أنا مستحيل أزعل منكم أبدًا يا حبايبي.
قفزت بسمة على وجهيهما وقفزت نور تقبلها على وجنتيها هاتفة: تسلميلنا يا ماما ليلى.
تنهدت ليلى بوجع فى قلبها، ولاحظت تسنيم تبدل قسمات وجهها لتردف: مالك يا طنط، هو خالو محمود لسه زعلان منك؟
ردت ليلى ببسمة حزينة متحسرة: للأسف أه.
_ مين دا اللي زعلان وليه؟!
تقدمت منهن سميحة وجلست بجانبهن بحاجبين معقودين تنتظر إجابة لسؤالها، رحمت ليلى فضولها لتقص عليها ما حدث.
_ وأنتِ يا هبلة مستنية أيه تاني، روحي صالحيه.
_ ما هو بيتجنبني يا سميحة وحاولت معاه كتير مش عارفة أعمل أيه؟
اعتدلت سميحة فى جلستها متأهبة لقول الفكرة التي لمعت بعقلها: هقولك تعملي أيه ترجعيه بيها، لا وأيه هو اللي هيصالحك كمان....
______________
أصبحت تشعر بالملل من جلوسها بغرفتها كثيرًا، خاصة بعدما إنهارت قوتها وصرحت بكرهها له،
تسرب البؤس لأعماقها، فهي فى دارها كانت تفعل ما تريد فى أي وقت تريد، ارتدت عبائتها الفضفاضة وأحكمت حجابها ووضعت فوقه وشاحها الأسود الطويل، نزلت لأسفل وذهبت حيث أسطبل الأحصنة، فهي تعشقها جدًا وتعشق الفروسية لطالما تعلمت الركوب على الخيل فى مزرعتهم، أزالت وشاحها عن رأسها ووضعته على باب خشبي صغير بالأسطبل، وأخرجت حصان منتصر الأسود من حظيرته، هذا الحصان صعب الترويض وهي تعلم ذلك ولكن تمردها وعندها أوصلها لهذه النقطة من التفكير، صعدت عليه بعد أن وضعت سراجه ولجامه، وسارت به ببطء شديد لعلمها بخطورته، شردت قليلًا فى حالها مع الصعيدي وإلى أي مدى قد تحتمل حياتها هذه، أين المفر من قيده الذي أحكم عليها بشدة؟!
ابتعد عنها قليلًا ولكن سيقترب حتمًا مرة أخرى، ولكن كيف سيكون وضعهما معًا فهي إلى الآن لا تتقبله!
فاقت من شرودها على إزدياد عنفوان الحصان وركضه بسرعة مخيفة، تمسكت بلجامه بقوة وحاولت إيقافه ولكن بلا جدوى، احمر وجهها من الخوف وفى هذه اللحظة دمعت عيناها، وفقدت السيطرة على الحصان وعلى ذاتها، محتمل وقوعها بأي لحظة!
أما منتصر فعاد من عمله سريعًا اليوم، ربما قلبه أخبره بتمرد حبيبته وعندها، علم أنها خرجت للأسطبل من أحدى النساء التي تعمل بالسرايا، ولخبرته بتمردها عليه أيقن أنها استحلت جواده وهو يعلم شراسته مع غيره،
وجدها على حصانه مغمضة الأعين ووجنيتها الناعمة تغوص بأدمعها، ألمه قلبه على حالتها لأول مرة يراها ضعيفة هكذا، مستسلمة لمصيرها!
استدرك ذاته سريعًا وحاول إيقاف حصانه ولكن بلا جدوى، وبعد محاولات طالت وسط بكاء وداد الصامت وركضه خلف الحصان الأهوج الذي يجوب الساحة الفارغة أمام الأسطبل ذهابًا وإيابًا، أخيرًا أمسك بلجامه الذي انفلت من قبضة وداد التي أدت لوقوعها أرضًا، ووقوع قلبه من أضلعه التي طالما حوت قلبه الطامع بحبها.
ولحسن حظها أو لنقل من حسن حظه أن وقعت على كوم من القش، ولكنها من الخوف فقدت وعيها.
_ وداد! قومي يا وداد.
قالها بجزع ورعب عليها بعدما ركض تجاهها، أخذ يهزها بعنف صارخًا: وداد لااه يا ست الناس متبعديش عني واصل.
مسد على خديها علها تستيقظ من إغمائها، ركض سريعًا لقدر من الفخار مملوء بالماء، فأخذ منه ملء الكوب وعاد إليها، نثر على وجهها بعض الماء، فشهقت بعنف، وفتحت عيناها الوجلة التي تجوب المكان تستكشف أين هي وما حدث لها، قرب الكوب من فمها لترتشف منه قليلًا، فاحتضنها بقوة لعله يخمد وجيعة قلبه المتقدة هذه، كانت على شفا حفرة من الموت، وجهها الشاحب وعينيها المغلقة وجسدها الملقى أمامه أفقده زمامه، شدد على إحتضانها ود لو زرعها بين أضلعه موضع قلبه تمامًا حتى لا يصيبها أذى، لثم مقدمة رأسها وعاد يدمجها بذراعيه مرة أخرى وهو يهمس بنبرة أرهقها فرط العشق: جلبي عيموت عليكِ يا وداد، أني كنت عموت فيها يا ودادي، لو قاصدة تخلصي مني مكنتيش عتعملي إكدة واصل.
لأول مرة يصفح عن حبه دون وقاحة أو نبرة سخرية أو لعندها، قالها هذه المرة بكل ذرة من جسده تنطقها بحب صادق، لا يمل من قوله لها.
استرقت أذنها لحديثه الصادق بالرغم من دوران رأسها وعدم إتزانها وعت على تصريحه النابع من أعماقه.
فردت بكلمات مقتضبة خرجت بصعوبة من ألمها فى رأسها وقدميها: أني زينة يا منتصر. أنهت كلماتها وهي تربت على وجنتيه لتخفف من قلقه عليها، فوضع كفه على يديها وجذبها برفق لاثمًا إياها.
تحاملت على نفسها لتقف فهم منتصر بإسنادها فأوقفته بإشارة من يديها، استقامت وأحضر منتصر وشاحها ووضعه عليها وهو يكبلها بذراعيه بقوة محببة، لاحظ عدم إستقرار أقدامها أرضًا، فحملها بغتة بين ذراعيه، شهقت بنعومة وتألمت من تحريكها المفاجئ ولكنها لم تعترض.
وصلا غرفتهما وضعها على فراشها بلطف بالغ واضعًا قبلة خفيفة على رأسها، كإعتذار لها عما حدث، وأزال حجابها برفق، وصله أنتها المكتومة، فخرج ليطلب من أحد غفره يحضر له طبيبة لفحصها.
____________
ركضت إليها صديقتها سلمى حينما رأتها هاتفة: رضوى، دكتور مالك عايزك فـ مكتبه.
طرفت إليها بصدمة لتقول بتوجس: عايزني فـ أيه؟
هزت سلمى كتفيها علامة الجهل ومطت شفتيها قائلةً: مش عارفة روحي وشوفيه.
اهتزت حدقتا عيناها ووجل قلبها فهي تمقت رؤيته، لأنها بوجوده تتضارب مشاعرها، لملمت شتاتها وذهبت حيث مكتب ذلك المالك البغيض.
تقدمت من مكتبه بعدما سمح لها بالدخول بينما هو لا تحيد عيناه عن بعض الأوراق أمامه، تنحنحت لتجلي حلقها وقالت بإرتباك: حضرتك كنت عايزني!
رفع عيناه الزرقاء لها ولمعت عيناه بشر وهو يمشط جسدها بنظراته، لا يعلم لما هي!
الفتيات تتقاذف عليه وتبسط كفها له، أما هي مختلفة عنهن وهذا ما يجعله مصرًا عليها.
خلع نظارته الطبية هاتفًا بها: عايز أفهم مبقتيش تحضري محاضراتي ليه؟
صاح بشدة عندما طال صمتها: هااا، أنطقي.
إستجمعت شجاعتها الواهنة وقالت بنبرة حاولت جعلها قوية حادة: حضرتك طردني من محاضرة قبل كدا وقلت مش عايزك تحضري أي محاضرات ليا تاني.
نعم محقة هذا ما حدث، ولكن هذا سبب مناسب له لإثارة غيظها ومضايقتها، ظن أنه يفعل هذا من باب الثأر لكرامته منها، فهي أول فتاة ترفضه وتقف أمامه، ولكنه مسكين لا يعلم أنه يثأر من ذاته ويقحم نفسه فى دوامة عشقها!
هدر مالك بقوة بها: وحضرتك مجتيش ليه تعتذري عشان أخليكِ تحضري محاضراتي.
لمعت مقلتيها بشراسة وتحدي: أعتذر ليه حضرتك وأنا مغلطش أبدًا، لو سمحت يا دكتور مالك أبعد عني، وبعد أذنك.
كادت أن تخرج من المكتب ولكن بلمح البصر كان يسد الطريق عليها، حدق بها بشر، وهي عيناها تهتز بالعبرات المتألمة من وضعها هذا، تعثرت الحروف على شفتيها لتخرج متقطعة: لـ لو لو سمحت يا دكتور أبعد.
همس بصوت أجش وعيناه تجول ملامح وجهها عن قرب: أعتذري.
هزت رأسها رافضة الخضوع له وهمست بصوت مختنق: لا، أنا مغلطش.
لكم الحائط بجوار رأسها وقال بهدير: قلت أعتذري حالًا.
شحب وجهها بشدة وهربت الدماء من جسدها لشدة خوفها منه، ولكنها حاربت ضعفها لتقول: أعتذر عن أيه! أنا مغلطش.
مال على أذنها بفحيح: أعتذري أنك معتذرتيش ليا واستسمحتيني أخليكِ تحضري محاضراتي، وأعتذري لأنك تحدتيني، وأعتذري عن...
بترت حديثه بنظرات يشع منها الضعف لتقول: سبني اللّٰه يخليك سبني فـ حالي، أنـ أنا آسفة، آسفة عن كل حاجة غلط فيها أو مغلطش، بس سبني.
تأثر لنبرتها الضعيفة هذه وخاصة لعبراتها التي لطخت جمال ملامحها، رفع ذراعيه ليفك حصارها سرعان ما خرجت من مكتبه ركضًا، بينما هو لمعت عيناه بإنتصار ولكنه سمع صرخة مستنجدة تأتي من الخارج!
_____________
_ بيبي أزيك وحشاني موت يا روحي.
قالها كامل وهو يجلس أمام صفاء، وقد أيقن دور المحب ولون حديثه بكلمات معسولة يدرك جيدًا أنها تستميل أية فتاة ويجعلها تقع صريعة لحب من يقولها.
ردت عليه برقة أجادتها: وأنت يا كامل بس أنا زعلانة منك أوي.
_ ليه يا روحي؟
_ مبتسألش عليا أبدًا ومطنشني.
هتف وهو يضحك: وأنا أقدر يا صافي قلبي، المهم خلينا فـ شغلنا الأول.
_ أوك يا حبيبي اتفضل.
اعتدل فى جلسته وارتشف من فنجان القهوة أمامه وقال بعينين يتلون الشر بداخلهما: في ورق مهم مع جاسر يخصني، صفقة جديدة بملايين الدولارات.
برقت مقلتيها بطمع لتقول: بس صافي حبيبتك ليها نصيب.
أومأ مؤكدًا: أكيد يا روحي المهم تجبيلي الورق دا.
سألته: أزاي.
_ أنتِ وشاطرتك بقا يا صوفي.
______
حمد اللّٰه أنه لم يصبها أي كسر، بل كدمات بساقها الأيسر الذي وقعت عليه وجرح صغير برأسها.
سمع دقات الباب ففتحه فظهرت هند من خلفه تحمل صينية من الطعام لوداد فقالت: الوكل ديه لوداد يا أخوي، ربنا يشفيها ويجومها بالسلامة.
أمن خلفها وحمل الصينية منها، فقالت: لاه يا خوي أني اللي عوكلها بيدي، بعد أنت إكدة.
وقف فى فتحة الباب غالقًا طريقها وقال: أني عوكلها يا هند روحي شوفي حالك.
هتفت بعناد: ملكش صالح أنت...
بتر حديثها لنفاد صبره، يريد هو أن يهتم بها بنفسه، يشعر أنه السبب لما حدث لها.
_ جولت أني اللي عوكلها يا هند، همي لمصالحك عاد.
غمزت له بمرح: أيوة بجا يا كبير، حابب تبجى رومانسي مع مرتك إياك.
صفع الباب فى وجهها فهذا ليس وقت مزاحها.
وضع الطعام أمامها وشرع فى إطعامها بيده، فهزت رأسها رافضة وقالت بوهن: لاه أني هوكل حالي.
ابتسم على عنيدته وقال: اقفلي خشمك يا وداد، أني اللي هعمل إكدة.
قرب لقيمة صغيرة إلى فمها ولكنها تغلقه فصاح بها: مش عتاكلي ليه؟
ردت بتهكم حانقة: مش أنت جولتلي اقفلي خشمك عاد.
قهقه عليها وقال: لاه اقفلي خشمك عن الحديت وافتحيه للوكل.
_ لاه يا صعيدي محساش بالجوع أني واصل.
هز رأسه مصرًا وقرب الطعام من فمها وسط إعتراضها، وأخذ يطعمها بحنان لم تعهده منه قط.
_____
هتفت كريمة بقلب يتآكله القلق: وداد زينة يا هند؟
هزت هند رأسها بمرح وأردفت: يا بختيها يا أماي، منتصر صمم أنه هو اللي يوكلها بيده، أخوي شكله اتجنن ولا أيه؟
صفعتها كريمة على مقدمة رأسها موبخة إياها: بكفياكِ حديت ماسخ يا هند، وأنتِ خابرة زين حنية الصعيدي، منتصر دا جناحكم اللي عيضلل عليكم.
_ يا وقعة مربربة يا ست كريمة عتضربيني أني؟
قالتها بدهشة مفتعلة وهي تمسد مكان ضربة أمها،لتصرخ بها كريمة بنفاذ صبر: روحي من وشي يا هند، روحي وضبي خلجاتك.
______
_ مالك يا ماما في أيه؟
ردت صفاء عليه بحنق: أيه يا سيف هو أنا عمري ما أحتاجك وألاقيك أبدًا، وبعدين بتكلمني كدا ليه، دا أنا مامتك يا حبيبي.
زفر بنفاذ صبر ليقول وهو يشعل سيجاره: صافي هانم بلاش لف ودوران، قولي عايزة أيه؟
ابتلعت ريقها وجلست على طرف فراشه وهتفت: مصلحة هتعجبك أوي، فـ صالحك وصالحي.
احتل الشجع مقلتيه ليجلس على المقعد أمامها قائلًا بلهفة: أيه بقا المصلحة دي؟
_ في ورق مهم عند جاسر فـ مكتبه، كامل عايزه ضروري.
: وأيه مصلحتي فـ كدا، ومصلحتك.
لفحت قلبها نيران الخبث لتقول: هتجيب الورق دا بطريقتك الخاصة وبعدها هنلبسها فـ بنته سيلا، لأنها الوحيدة القريبة من جاسر وكمان كامل أبوها، يعني هنوقع بين جاسر وسيلا، وأنت كنت حاطط عينك ع عربية صح، أعتبرها بين أيديك، المهم يبان أن الورق دا سيلا اللي سرقاته..
_______________
_____
جلست بغرفتها بصمت تام، لا تعلم ما يحدث لها، ولما تشعر بكل هذا الفراغ، تتخبط بها الأفكار وعاد إلى ذاكرتها تلك الأحاديث التي تقال على والدتها فعزمت على معرفة الحقيقة كاملة..أستوووووب.
يلا رأيكم وتوقعاتكم، وخاصة رأيكم فـ منتصر الصعيدي وشخصيته وتصرفه مع وداد.
وهل خطة صافي هتمشي وهتقلب الموازين لصالحها؟!
قراءة ممتعة.
#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع...
أنت تقرأ
مملكة الشياطين. "قلوب مكبلة بوثاق الحب" _ منى عيد محمد
Romansالمقدمة: هم مملكة عريقة مترابطة يجمع بينهم الدم والحب والأخوة، تتكاتف قلوبهم، معروفون بسيماهم الحسنة، وبأخلاقهم، ولكن ما يخبئونه من شر خلف أقنعتهم؛ تجعلك تتقن أنهم ليس إلا مملكة عريقة من الشياطين، شياطينهم التي تستوطن أجسادهم عندما يعشقون ويقعون فري...