إقتباس من الرواية الجديدة.

1.1K 36 9
                                    


إقتباس.

_ عملتِ كدا ليه؟ بتهربي مني يا حنين بدل ما كنتِ بتهربي ليا؟ انطقي.
زاغ بصرها وغامت عيناها بدموع ترثي قلبها الحزين، ورغم هذا هتفت بقوة مضنية:
_ أمال كنت عايزني أقعد فـ البيت معاك ومع البنت اللي كنت بتحبها يا مصطفى!
_ تقومي تهربي..
قطعها بشراسة ساحقًا المسافة بينهما وأمسك بمرفقها في غضب عرم جاززًا على أسنانه بعنف كاد يدمي لثته.
انهارت قوتها وهتفت بقهر وقد تذوقت ملوحة أدمعها في فمها:
_ لا كنت استنيت أشوفك وأنت بترجعلها وتتجوزها عليا كمان! ليه قلبي حجر عشان أشوف كل دا وأسكت، مليش كرامة؟ أي ذنبي يحصلي كل دا.
كلماتها تلك هزت خافقه من بين أضلعه كورقة خريفية تتأرجح للسقوط.
خفف من ضغطه على مرفقها لتصبح لمسته لها حانية مع نبرة صوته:
_ دا ذنبي أنا، أنا المسئول الوحيد عن كل اللي بيحصل دا.
صمت يبتلع غصته، صمت عاجز، عاجز عن أن يسكت بكاءها وشهقاتها التي تتعالى كلحن حزين ترق له القلوب.
وآه من عينيها التي خطها اللون الأحمر كالشفق، كانت شمس ساطعة تتلألأ كلما رآها ولكن سكنها الحزن فجأة وخاصة بعد زواجها منه، عودها الأخضر بُلي وأصبح يابسًا بصحبته.
خاض في حديث أخر بظنه سيلين قلبها وتتفتح أزهاره ولو قليلًا:
_ حنين، هان عليكِ تسبيني بالشكل دا؟ أنت مش بنت حارتي ولا شققنا قصاد بعض، أنتِ تربية أيدي كبرتي قصاد عيني، خدت بالي منك زي نيرة أختي بالظبط..
تجاهل كونها زوجته، تجاهل حبها الناطق من عينيها، ركز حديثه على أنها أخته فقط.
اهتاجت حواسها وتحفز جسدها بشدة لتندفع بجسدها له تمسكه من تلابيب قميصه بعنف جلي، تملك أنثى وتوحشها.
_ أنا مش أختك، أنا مراتك يا مصطفى لازم تفهم دا، لحد أمتى هتتجاهل دا.
ملامحه جامدة ولكن بداخله يدعو اللّٰه أن يكن هذا أخر حديثها ولكنها أكملت بقوة وصوت خفيض:
_ مصطفى أنا بحبك.
أرخى جبينه على جبينها وقد غطت تلك اللحظة عليهما، فقط أنفاسهما تتلاحم، تموج المشاعر المتأججة في قلبيهما.
مصطفى قد خدرته اللحظة، كلمتها صادقة خارجة عن أي عبث، وعبثًا محاولته ومقاومته تلك اللحظة التي أنارت قلبه ليزداد تقربه نحو تلك البقعة التي أنارته، تقاربه أصبح أشد، حتى بات لا يفصله فاصلة...
لفظ من خضم مشاعره الحميمية على كلمات تتردد بعقله من صوت بعيد يقترب رويدًا رويدًا.
خدت بالي منك زي نيرة أختي بالظبط.
نيرة أختي بالظبط.
أختي...!
دفع جسدها عنه بعنف وقسوة تملكته تجاه نفسه جراء ضعفه والذي هو الوحيد الذي يعرف ماهيته.
امرأة جميلة مع رجل!
رمقته باستياء وكرامة مبعثرة، لتجر قدمها جرًا من أمامه تلملم أخر ما تبقى لها من مشاعر تخصه.

رأيكم وتوقعاتكم سُكراتي. ♥️

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن