الفصل التاسع والثلاثون.

3.4K 160 30
                                    

#الفصل_التاسع_والثلاثون. "قبل الأخير"!
#مملكة_الشياطين.

قال النبي ﷺ : ( حُرم على النار كل هِين لين سهل قريب من الناس ) .⁦❤️
عليه أفضل الصلاة والسلام.

مر يومان على هذه الحادثة واليوم تقرر زفاف نادين وآسر آملين أن يتبدد الحزن وتهل الفرحة عليهم أبابيل..
دخل جاسر وشياطين الغضب تلاحقه ليدخل المكتب لوالده بعنف فهتف بعصبية لم يستطع مداراتها:
_ مين اللي عزم مالك ع الفرح يا بابا؟
ترك محمود القلم من يده وأبعد الملف الذي يراجعه بعيدًا يقول بهدوء:
_ خطيب أختك وعزمته مفيهاش حاجة، دا غير أنه أخو مراتك.
إزداد غضب جاسر أضعاف مما يسمعه، منذ متى أصبح خطيب أخته!
فأردف:
_ هو أنت وافقت يا بابا أزاي، دا مستحيل يتجوز أختي.
نهض محمود عن مقعده ومازال يتمسك بهدوئه ووقف أمامه مرددًا:
_ وليه مستحيل، شخص محترم وليه مكانته ووضعه وطلب مني أختك وأنا وافقته.
زفر جاسر بعنف قائلًا بإصرار:
_ لا يا بابا، حضرتك واخد فكرة غلط عنه...
قطعه محمود:
_ أي مشكلتك معاه؟
تهرب جاسر مجيبًا بلامبالاة:
_ معنديش مشكلة معاه...
وكاد أن يخرج من المكتب لولا حديث محمود الماكر:
_ مشكلتك معاه أنه كان بيحب أختك رضوى وكان بينهم كلام.
صدم جاسر من معرفة والده بما حدث، إستدار إليه جاحظ العينين، فأجاب محمود على سؤاله الذي يقف على لسانه:
_ أيوة عندي علم بكل حاجة حصلت، واللي عرفني بدا مالك نفسه، يوم ما طلب مني رضوى حكالي عن كل حاجة.
سأله جاسر:
_ وبعد اللي عرفته موافق؟
_ أختك غلطت وهو غلط، وهو بيصلح غلطه ليه منديهوش فرصة، وبعدين ليه نفرق بينهم أذا كانوا بيحبوا بعض.
جلس جاسر بإرهاق فقال بنبرة متعبة:
_ مش عارف أنسى، كل ما أفتكر أنه كان بيكلم أختي وبيلعب بيها اتجنن.
رد عليه محمود بمهاودة:
_ غلط ورجع أعتذر، وكلنا بنغلط يا جاسر، بدل ما نبعد أختك عنه ونكسر بقلبها نقربهم فـ الحلال يابني، حط نفسك مكانه..
اقتنع جاسر أخيرًا بحديث والده ولكنه لم يهدأ غضبه تجاه مالك فقال:
_ ماشي يا بابا موافق، بس يستنى لحد ما تخلص كليتها وبعدها يتجوزها.
ابتسم محمود على إصرار ابنه فأومأ له ليخرجا الاثنين لحفل الزفاف...
ابتلع الدرج خطوات نادين المتوترة تتعلق بذراع عمها محمود الذي أصر على تسليمها بنفسه لآسر، وهذا ما طمأن قلبها وزاد ثقتها بنفسها، وصلت أخيرًا أخر درجة ليتقدم إليها آسر ببسمة عاشقة تتوج شفتيه، وعيناه تشع حبًا أنار المحيط الذي امتلكته بجمالها الخلاب، أميرته نادين، وصل إليها ليسلمها محمود له بعد أن وضع قبلة حنون دافئة على جبينها كأي أب يسلم ابنته لزوجها، وقال بجدية:
_ نادين أنتِ بنتي حبيبتي وغلاوتك زي غلاوة رضوى، فلو فيوم من الأيام آسر زعلك أو جه عليكِ تقوليلي وأنا اللي هقفله.
هتف آسر بمزاح:
_ أي يا حاج استهدى باللّٰه كدا، دا يوم فرحي حتى.
أخذها لأحضانه ووضع قبلة على جبينها وأكمل:
_ وبعدين نادين دي فـ عيوني يعني.
خجلت نادين من مدحه وعناقه لها، رحمها قدوم والدتها التي أخذتها من آسر واحتضنتها باكية بسعادة:
_ ألف مبروك يا بنتي، أخيرًا شوفتك عروسة.
اقترب يوسف بمرح:
_ أي يا ستات أنتوا حياتكم كلها نكد وعياط! فرحانين تعيطوا زعلانين تعيطوا.
هتفت ليلى وهي تمسح عبراتها المتمسكة بأهدابها:
_ دي من فرحتنا يا يوسف.
_ طب ما تجوزوني وتفرحوا بيا وإن شاء اللّٰه تعيطوا يومين بحالهم.
ضحكوا على مزحته فقالت نور:
_ اقعدوا أضحكوا على كلام البايخ دا وأنسوا فرح آسر الغلبان.
هتف آسر بحنق:
_ بصوا أنا لازم اتجوز النهاردة حتى ولو الحرب العالمية الثالثة قامت.
___________
كانت تعج الحديقة بالضيوف، وتتراقص الفرحة فى قلوبهم، فآسر يحبه الجميع لطيبته وأخلاقه الحسنة، فكان يجلس بجوار عروسه نادين وفرحته انعكست على عينيه لتلمع ببريق خاص..
أما هي فتقف وحيدة وغمامة الحزن تغطي قلبها الذي ينزف من ألم الفراق، لأول مرة تعاني هكذا، تذوق وجع البعد، منصور... كلما رأته يتمزق قلبها، منذ أخر مرة صفعها بها وهو يتجاهلها تمامًا وأصبح في أغلب الأيام يبيت بالخارج، وأكثر ما يؤلم المرأة التجاهل والإهمال، وهو تفنن فى إيلامها ببعده، لأجله تركت الشجار مع والدته وبدأت تطيعها وبدورها والدته بدأت تعاملها بالحسنة عندما رأت حزن ابنها، تنهدت بعمق، وقلبها يصرخ بعنف يتوق لحبيبها منصور.
_ ورد...
خرجت من أحزانها التي تكدست عليها على صوت وداد لتلتف لها متصنعة بسمة على وجهها:
_ خير يا وداد؟
وضعت وداد كفها على كتف ورد:
_ حوصل حاجة ولا أي؟ واقفة لحالك يعني؟
هزت ورد رأسها، تخفي أحزانها فابتسمت قائلة:
_ مفيش حاجة، حاسة بدوخها شوية.
_ طب تعالي ريحي هبابة.
رفضت ورد وتحركت هي ووداد لتنضما لباقي العائلة.
______________
وقفت بجوار ياسين بسعادة تمسك كفه بكلتا قبضتيها ولا تعرف كيف فعلت ذلك، ولكنه يبدو مستمتعًا بهذا، كانت تحدق فى الجميع، تسعد لسعادة آسر ونادين، تبسمت على إبتسامة جاسر لسيلا، أصدرت ضحكة خافتة عندما رأت تسنيم تضحك مع سيف ولأول مرة، الجميع يبدو سعيدًا وهذا أكثر ما يريح قلبها ويسكن علته، حدقت فى ياسين لبضع دقائق، تتأمله عن كثب، طلته الرجولية تذيبها، كلما نظرت له تشعر بالأمان وبأنه حاميها، رجلها الوحيد.. لاحظ ياسين تحديقها به فمال على أذنها يقول بصوت رخيم ضاحك:
_ هو أنا حلو للدرجة دي!
هزت رأسها بخفر وغيرت مجرى الحديث تعبر عن فرحتها بجذل:
_ أنا مبسوطة أوي يا عمدة، شوف آسر فرحان أزاي هو ونادين، وجاسر هيطير بسيلا وبيبصلها أزاي..
صمتت لثانيتين تبحث عن تسنيم بعينيها وأكملت بسعادة:
_ وتسنيم بتضحك أزاي مع سيف، شكله قدر يقنعها، ورضوى حبيبها مشلش عينه من عليها.
صمتت مرة أخرى بحزن تتذكر شيئًا ما ثم قالت:
_ فاضل يوسف هو كمان يفرح..
إستدار ياسين ليكون أمامها كور وجهها بقبضتيه:
_ يوسف هيفرح هو كمان زيهم.
كادت أن تقفز من السعادة، وسألته تتأكد:
_ بجد يا ياسين؟!
_ بجد يا قمري.
عادت تسأله مرة أخرى:
_ طب مين هي؟ أكيد هند صح؟
_ ما أنتِ عارفة أهو، هو قالك ولا أي؟
صفقت بفرحة طفولية وصاحت:
_ وربي كنت متأكدة، يابن الأيه يا يوسف تخبي عني!
اكتملت فرحتها الآن بهذا الخبر فهتفت بحماقة:
_ فاضل أنت بقا يا ياسين.
عقد حاجبيه بعدم فهم وهتف:
_ أنا أي؟!
_ أنت أي أيه! مفيش وحدة فـ حياتك يعني؟
جحظت عيناه من حديثها الأحمق فتشدق بإزدراء:.
_ روحي يا نورسين، روحي كلي جاتوه.
أصرت عليه وهي تمسك بيده:
_ لا بجد يا عمدة قولي، في حد فـ حياتك؟
أصر على أسنانه بغيظ:
_ نورسين غوري من وشي أحسن ليكِ.
_________________
رأها تتوجه لمكان منعزل بعيد تصطحب حزنها معها، فهي لم تسامح نفسها للآن على ما حدث، تعترف بخطأها الذي كان سيؤدي بحياة الجميع، فحركه قلبه قبل قدميه ليلحق بها، وجدها تجلس على مقعد تستند بظهرها على ظهره مغمضة الأعين، جلس بجانبها ولكنها لم تتحرك أو تتفاجأ، فهو طوال الإحتفال عيناه لم تنفك عنها، تحدث بصوت أجش يأمرها برفق:
_ تسنيم، فتحي عيونك بصيلي.
أطاعته وفتحت عينيها بتثاقل واعتدلت فى جلستها تسأله وهي تعلم الأجابة جيدًا:
_ سيف أنت عايز أي؟
رد بتلقائية وبساطة:
_ بحبك.
أخذت نفسًا طويلًا، تهدأ نبضات قلبها التي تؤلمها فقالت بضعف ونظرة حزينة:
_ هتتعب معايا أوي يا سيف، أنا واحدة عنيدة وعصبية ومجنونة، ملخبطة ومشتتة.. أنا واحدة مبتعرفش تحب يا سيف، يعني أي حب؟ أنا مش هقدر أهتم ديمًا وأفضل ديمًا أقولك حاضر ونعم، وأنا مش هقدر أقعد فـ البيت زي أي زوجة تانية، أنا بحب المغامرات والخروج، بكره الملل، أنا مش بعرف أهتم بحد وكل شوية أقوله بحبك، أو أكلمه كل دقيقتين، مليش فـ الرومانسية، أنا واحدة كلي عيوب.
_ أنا بحبك بسيئاتك قبل حسناتك يا تسنيم.
خرجت حروفه مطلية بلمعة العشق، أصبح متيم بها، لا يريد الإفتراق عنها، أدار وجهها إليه فهمس بكلمات أقامت الحرب في خلياها:
_ تسنيم أنا بعشقك، مش عارف أزاي وأمتى لكن دا حصل، ويعتبر دي أحلى حاجة حصلتلي بجد، لو كان ع كل الكلام إللي أنتِ قولتيه فدا مش مشكلة بالنسبة ليا، أنا عايزك أنتِ وبس، ومش عايز أي حاجة تاني فـ الدنيا.
صمتا لخمس دقائق، يتمعن بعينيها الباكية، تائه فى بحور عينيها ولكنه لم يحبث عن الشاطئ، فهو أغرم بالغرق.
وقف راحمًا قلبها الذي يهدر بها ويعنفها على رفضها لمؤنسه، فقلبها أحن لرجائه، عشق حديثه الذي لا يخلو من التعبير عن حبه لها، تركها وحيدة برفقة قلبها الذي كاد أن يرفرف ذبيحًا، وما كادت أن تغادر هي الأخرى حتى وقف أمامها رامي الذي أصر عليه محمود أن يحضر معهم حفل الزفاف وبعدها يرحل..
ربعت ذراعيها أمام صدرها قائلة بملل وإرهاق:
_ في حاجة ولا أي يا رامي؟
تنهد رامي وقال بنبرة منكسرة حزينة لم يستطع إخفائها:
_ أنا سمعت كلامك مع سيف.
صمت يستجمع حروفه وبعدها قال ببسمة خفيفة:
_ بس أنا مش ملاك هقولك روحيله وهو بيحبك وكل الهبل دا... وكمان مش هقدر أجبرك لأني عارف قوتك كويس أوي، لكن أنا هستناكِ، هستنى موافقتك بيا، ودلوقتي أنا راجع إيطاليا وهستنى مكالمة منك تقوليلي فيها أرجع أخدك معايا.
_&__________
_________________
انضمت نور للفتيات بوجه مكفهر تغمغم بحنق فضحكت تسنيم هاتفة:
_ أي يا حلوة مش طايقة نفسك ليه؟
ضغطت على شفتيها بغيظ مجيبة بتهكم:
_ سي ياسين بيه قالي غوري من وشي.
استغربت وداد فهتفت:
_ أنتِ متوكدة صوح، ياسين عمره ما يقول إكدة واصل!
تشدقت نور بحنق:
_ لا قال يا ست وداد، لا وأي بصلي بقرف كأني حشرة.
تدخلت سيلا قائلة بجدية:
_ أكيد قلتِ حاجة عصباته يا نور.
نطقت تبلل شفتيها بخجل:
_ أيوة سألته إذا كان عنده حبيبة أو لا.
صكت تسنيم صدرها ترمقها بتهكم، ستموت غيظًا يومًا ما جراء غباء نور، فعاجلتها سيلا:
_ أنا ممكن أكون معرفش ياسين أوي، بس باين أوي أنه بيحبك يا نور.
عقبت تسنيم:
_ هو بيحبها وبس، دا بيعشقها وبيغير عليها أوي.
وافقتهما وداد ورضوى، أما نور فاتسعت حدقتاها بزهول، بأي هزل ينطقن هؤلاء الحمقوات فصاحت بهن:
_ أنتوا هطل! يحبني مين، لا طبعًا ياسين بيعتبرني أخته الصغيرة.
مللن من التحدث معها، مازالت مصرة على رأيها، فقالت تسنيم عندما ضجرت منها:
_ بت أنتِ أبعدي عني، إن شاء اللّٰه تولعي حتى مش هنتكلم معاكِ تاني.
رحلت لغرفتها، الأفكار تعصف بها، أيحبها حقًا! ولكن متى وكيف؟ ولم لم تلاحظ هي هذا الحب الذي يتحدثون عنه.. توجهت لخزانتها وأخرجت تلك اللوحة التي تحتفظ بها منذ سنوات طوال، احتضنتها برفق، ومازال عقلها يفسر ما قيل لها..
_________
مل آسر من جلسته، يريد أن يأخذ زوجه ويركض لغرفته سريعًا، كلما ينظر لوالده يتجاهله محمود عن عمد، ولكنه نفد صبره فرأى يوسف فناداه:
_ يوسف باللّٰه عليك قول لخالك محمود كفاية كدا، أنا حاسس أننا مانيكان للعرض واللّٰه من قعدتنا دي.
ضحك يوسف بصخب ليقول بمرح:
_ شكلك مستعجل يا باشا! حاضر من عينيا يا آسر.
_ اللّٰه يخليك يا جو مردودالك.
كان جاسر يقف بصحبة زوجه بجوارهما فمال على سيلا هامسًا بأذنها:
_ أنا كمان تعبت وصبري نفد، تعالي نطلع.
حدجته بنظرات ذاهلة وهمست بخجل:
_ جاسر مينفعش عيب.
رفع حاجبه قائلًا بنظرة عابثة:
_ أي هو اللي عيب! وبعدين محدش هياخد باله من الزحمة دي.
تمنعت عنه وهزت رأسها:
_ لا مش هينفع، بعد ما الفرح يخلص.
_ أصل أنتِ متعرفيش أنا مشتاقلك أد أي... يلا.
سحبها خلفه متمسكًا بكفها بقوة، وقلبها فى أوج سعادته، وكادت أن تصدر ضحكة عالية وهي تراه يتسحب بها للداخل حتى لا يراهما أحد..
___________
وأخيرًا أصبحت تحت سقف عشقه، تتنعم بقربه، كثيرًا ما عاندها الزمن، وتقلبت عليها الأيام، وداهمتها الليالي بحزنها، كم ظلت حبيسة الوحدة والخوف، تتمنى رفقة شخص صادق يحبها، وها هي الآن تمكث معه بذات الغرفة، حبها يتوسد قلبه، أحس بتخبطاتها وبعينيها التي امتلأت بالعبرات، أخذها لأحضانه برفق ملثمًا جبينها بعشق هامسًا بالكلمات التي أحيتها من حزنها ولدت بسببها من رمادها:
_ بحبك يا نادين، بحبك.. بحبك من وأنتِ طفلة بريئة بضفاير، عيني مبعدتش عنك أبدًا، قلبي كان بيتعلق بيكِ أكتر وأكتر، أنا مكنتش جريء كفاية عشان اعترفلك بحبي، لكن قلبي كان ديمًا بيدعي بيكِ، بيستنى يوم وصالك.
ترنحت فى وقفتها، وكادت أن تفقد وعيها من حديثه العاشق، لم تتخيل بحياتها أنه يعشقها لهذا الحد، وعبراتها ابتلعت وجهها الرقيق وقد احمرت وجنتيها وأنفها، فهتف آسر بمرح وهو يزيل دموعها:
_ لا يا حبيبي كدا مش هينفع، اغسلي وشك كدا وفوقي دي ليلتنا صباحي، وأنا هبقى عريس الليلة ومش هتنازل.
ضحكت من بين شهقاتها، وهمست بخفر:
_ بحبك يا آسر....
_____________
كانت تجلس مقابله تتململ فى جلستها وكاد كفيها أن ينصهرا من فركها إياهما، عيناه تلاحظ كل فعل يصدر منها، تتابع خلجات وجهها المرتبكة، حمد اللّٰه أن محمود سمح له بالجلوس معها حتى يتسنى له معرفة رفضها، تنحنح قبل أن يقول بصوت رخيم:
_ ممكن أفهم أنتِ رافضاني ليه يا رضوى؟
ردت بقوة وصرامة، قوة اكتسبتها مؤخرًا عندما أدركت خطأها وتعدته بأعجوبة ولكنه ترك بها القوة والثقة بالنفس ورفض ما يزعجها رفضًا قاطعًا، لن تكن ضعيفة بعد اليوم، لن تخضع لأحد مرة أخرى:
_ آنسة رضوى لو سمحت.
عقد حاجبيه فقال بقوة يصحح فكرها:
_ أنتِ خطيبتي عفكرة يا رضوى...
قطعته بعنف تفك يداها عن بعضهما:
_ لسه مبقتش، أنا للآن رافضة.
_ طب أنتِ عايزة أي؟
_ أقبل بيك بتاع أي؟
أهتاج عند كلمتها هذه أحس بأنها تقلل منه فقال بغضب:
_ أنتِ قصدك أي بالكلام دا؟
_ أهدى كدا، أنا منتظرة منك جواب ع سؤالي، مش بقلل منك ولا حاجة.
ابتلع ريقه واعتدل مصوبًا نظراته على عينيها وقال بهدوء:
_ لأني بحبك، ممكن مش كافية، لكن لأنك بتحبيني دا سبب كافي بالنسبة ليكِ.
حديثه كشف ما تحاول وأده، أو إزالته من الأساس، فهي تحبه بل تعشقه، يعز عليها فراقه، ولكنها تحلت بالجرأة مرة أخرى فقالت ببسمة مقتضبة:
_ وإذا كنت نسيت الحب دا.. دا مش سبب كافي خالص.
تصر على إخراج شياطين غضبه، ولكنه سيتحلى بالصبر لأجل الفوز بها فرد بإصرار، ومال بجسده للأمام:
_ عجبتني قوتك يا رضـ يا آنسة رضوى، بس براحة على أيدك، قربت تختفي تقريبًا، وعينك تقريبًا لفت المكان كله، ورجلك مبطلتش هز، وبعد دا كله بتقوليلي مش بتحبيني! رضوى خلينا ننسى اللي فات، نعيش تاني من جديد، بحياة جديدة، وفرصة جديدة، مش هيكون فيها خداع ولا لعب، وعمري ما هاجي عليكِ...
______
معلش بقا اعذروني ع تأخيري، بس تقريبًا كدا فقدت شغفي فـ الكتابة، أو المعنى الأصح كل ما أفتكر بأنها خلاص هتخلص بزعل قوي، لأنها مكنتش مجرد رواية بالنسبة ليا، لا إطلاقًا، دي كانت عيلتي التانية، استنوا البارت الأخير يوم الخميس الجاي بإذن اللّٰه.
يلا رأيكم وتوقعاتكم.
قراءة ممتعة، ودمتم بخير سُكراتي.
ممكن بقا تقولولي كلام حلو يراضيني ويشجعني أكتب البارت الأخير؟
بحبكم. ♥️

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع...

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن