أمومة.

1.2K 71 62
                                    


إن الصراع الاقوى على الانسان هو صراعه مع ذاته، مع افكاره، مع رغباته وظروفه وما تُمليه الحياة من قرارات عليه إتخاذها رُغمًا عنه.. حينما كنا صغار كنا نظن ان الحياة جميلة، لذا، دومًا ما تمنينا ان نُصبح كبار لنتمتع بكل ملذات الحياة التي حُرّمت علينا.. الآن، جميعنا نود ان نعود كما كنا ونختفي عن حقيقة هذه الحياة، نود لو اننا نستطيع رؤيتها كما كُنا نراها منذ زمن.. جميلة وخالية من المتاعب، والأسوأ من هذا كله هو عندما تتعرف على لحظة الخلاص من تلك المتاعب فجأة وتظن ان الامر سيدوم.. لكنك تكتشف انها لحظة عابرة! تمامًا كما حدث مع هانجي، ظنت ان الحياة عادت جميلة وخالية من المتاعب عندما اصبحت زوجة وأم لطفل جميل يُشبهها كما لو كان نُسخة جديدة منها عندما كانت طفلة، تُصارع قلبها وعقلها! تُصارع العالم بأسرة وحيدة دون أية اسلحة فهي لن تستطيع توجيه اسلحتها اتجاهه اعداءها هذه المرة، فالاعداء هم ذاتهم احبّتها.. ليفاي الرجل الوحيد الذي سكن قلبها، و إبنهما غاليارد.. تلتف أيدي الجميع حول عنقها مُتهمينها بالخيانة بسبب زواجها هذا ثم إزداد الامر سواءً عندما علموا بأنه ذات الرجل الذي قتل والدها! استطاع كيني كسب ثقة افراد العائلة ضدها بسبب هذه الثغرة في علاقتها بليفاي، من جانبه، كان ليفاي يتمتع بصبر لا يُصدق! مرّت على تلك الليلة التي اعلن فيها كيني عداءه لهانجي ٣ سنوات واصبح غاليارد يبلغ من العمر ٥ سنوات.. طيلة تلك الفترة تمتنع هانجي عن رؤية ليفاي والحديث معه رغم محاولاته المستميته في ايقافها دومًا عندما يراها، لكنها تتجاهله، بل انها بدأت حتى في تجاهل وجود غاليارد في حياتها، تتعمد عدم الحديث معه بكثرة.. كان ليفاي بدوره يحاول تبرير هذا الامر دومًا لغاليارد، ذات ليلة واثناء قراءة ليفاي قصة لغاليارد الراقد على خده فوق بطن ليفاي مستمعًا للقصة بعينان ناعسة وفاه مفتوح .. نظر اليه ليفاي ليتساءل الاخر
غاليارد: بابا.. لماذا لا تُحبني ماما؟

نظر اليه ليفاي بإستغراب، كيف تعرف على معنى عدم الحب! لهذه الدرجة قد كبر الطفل؟ اغلق الكتاب ووضعه على طرف السرير ثم مسح بيده على شعر غاليارد الحريري
ليفاي: من قال هذا ياعزيزي؟ انها تُحبك بشدة ولكنها مشغولة

انزل الطفل رأسه نحو الاسفل وضغط بوجهه على بطن ليفاي محاولا كتم صوته
غاليارد: لا .. انها لا تأتِ لرؤيتي مثلك، ولا تُدخلني الى غرفتها
ليفاي بلطف: اخبرتك غاليارد، انها فقط مشغولة.. سأخبرها بأن تأتِ اليك عندما تُنهي اعمالها وتلعب معك كثيرًا! حسنا؟

هز الطفل رأسه بإيجاب، نهض ليفاي وقبل خده ورأسه ثم حاوطه بيديه ليحمله ويضعه على وسادته ليستعد للنوم.. وضع اللحاف على كتفيه ثم ابتسم له
ليفاي: نلتقي صباحًا ايها البطل! تُصبح على خير
غاليارد: وانت كذلك بابا!

انسحب ليفاي بهدوء من غرفة غاليارد، اغلق الباب خلفه ثم اطلق تنهيدة طويلة.. كان يُفكر في ما قاله غاليارد طيلة سيره متوجهًا الى غرفة هانجي التي اصبحت تبقى فيها منذ وقت طويل، طرق الباب بهدوء فلم تجب، طرق مره اخرى ولم يتلقى جواب ايضا، قام بلوي المقبض ودخل.. سمع صوتها الغاضب وهي تظهر من خلف الجدار الفاصل بين مكان نومها والمكتب
هانجي: هل اذنت بالدخول.... ليفاي؟
ليفاي: اجل هانجي، لقد مضى وقت طويل منذ ان تحدثنا اليس كذلك؟ من الجيد انك لا زلتِ تتذكرين اسم زوجك.

متى سيحين اللقاء ؟  || ليفايهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن