~شبح~

1.1K 27 26
                                    

أشعر أنّ البشر كائنات مدنّسة بحقّ.
يخالجني هذا الشّعور دوما ويسري الخوف منهم في دمي.

لقد إنعزلت عنهم منذ نعومة أظافري.
لقد كنت أخبر أهلي أنّ الجميع أوهام وأنّهم أشرار ولا أعرف ما حدث لي.
ربّما وسواس ورهبة إجتماعيّة.
لذلك تمّ أخذي إلى طبيب نفسيّ عدّة مرّات.

لكن تلك هي طبيعتي ولا أحد يستطيع علاجي.
أكره البشر ولكنّي أحببت فتى الثّانويّة ذاك.
وأكره عندما ينعته الجميع بغريب الأطوار المجنون.

                        ______

في المدّة الأخيرة، أصبحت أرى الأموات.

هذا جنون كما قالوا لي.
لقد ظنّوا أنّني جننت بالكامل هذه المرّة لذلك أنا حاليّا في المستشفى وحيد كالعادة.

                       _____

_yuta pov_

"يوتا، طعامك أمام الباب."
كان ذلك صوت الممرّضة كيكيو كالعادة.
إقتربت بخطوات ثقيلة لأحمل الطّبق وأضعه فوق طاولتي.

"يوتا سوف تنتقل إلى الغرفة الجديدة."
قال لي الطّبيب الخاصّ بي لأومئ له.

ساعدتني الممرّضة في نقل الأغراض اللّتي كانت قليلة جدّا.

لأدخل الغرفة الجديدة وأجد أنّه تمّت مغادرتها حديثا.

"لمن هذه الغرفة؟"
سألت بفضول.

"فتاة تدعى "أيومي" وقد ماتت بالأمس."
أجابتي الطّبيب.

"لما؟ ماذا حدث لها؟"
سألت بحزن.

"نوبة هلع. حالتها كانت صعبة."
أجاب ليغادر.

"فهمت"
تنهّدت بعمق لأخلد للرّاحة قليلا دون أكل عشائي.

_End of yuta pov_

شعر بثقل في جفونه وعلم أنّ وقت نومه قد حان فإستسلم لذلك الشّعور.

لم تمضي ثواني حتّى أحسّ بثقل على حافّة سريره ليتجمّد الدّم في عروقه.

نظر قليلا من تحت البطانيّة ليجد فتاة ذو بشرة بيضاء وشعر فحميّ ترتدي ثوبا أبيض تجلس وتحدّق به بنظرات فارغة.

حاول أن يصرخ ولكنّه منعته.

"أشش لا تخف منّي يوتا."

"من أنتي؟ لم أراكي هنا من قبل.وكيف دخلتي؟"
سألها بخوف وتوتّر.

"أنا أيومي."

"ماذاا؟ أوه فهمت ولكن لما تظهرين لي وحدي؟"

"يوتا أنت الوحيد القادر على رؤيتنا.وأنا كنت أراقبك."

"تراقبينني قبل موتك؟"

"أجل. هل تذكر إيو المجنونة؟"
سألته بنظرة مكسورة.

"أجل أتذكّرها. وأنا أقول في نفسي أين رأيتكي من قبل؟"

"أجل يوتا. أنا لم أكن أكره البشر جميعا.لقد كنت أحبّك أنت.وأردت أن أكون معك ولكنّي دخلت هذا المكان اللّعين قبلك وعندما أتيت أنت لم أستطع الخروج لرؤيتك لأنّهم منعوني وتركوني أتعذّب هناك."
قالت بصوت منتحب ودموع حارّة تنزل من مقلتيها.

نزلت دموع يوتا وحاول ضمّ الشّبح ليخفّف عنه قليلا.

"أنتي الآن شخص طاهر إيموي ولستي مدنّسة كالبشر.أنتي ملاك والملاك لا يجب عليه أن يبكي.
عليكي أن تكوني سعيدة بحياتكي الجديدة بعيدا عن هذا العالم الموحش."

"وأنت؟ ألا تريد الرّحيل؟"

"عندما يحين أجلي سوف آتي إليكي مارأيكي؟"

"موافقة ولكن لا تتأخّر."
أردفت بعبوس.

"حسنا"
قال بإبتسامته المشرقة.

"أمزح معك يوتا. لا تكرّر نفس الخطأ.يجب عليك أن تتحسّن وتخرج من هذا السّجن لتكمل حياتك كشابّ عاديّ.
إستمتع بالحياة ولا تخف من أيّ شيء لأجلي أرجوك."

"أعدك."

"هل يمكنني فعل ما أردت فعله قبل رحيلي؟"

"يمكنكي."

إقتربت منه لتقبّله ثمّ تودّعه وتختفي بعيدا.

لقد شعر بقلبه ينقبض من الحزن الممزوج بشعور غريب.
لا يعلم ما قد يكون هذا الشّعور.
لم ينم تلك اللّيلة لأنّه سمح لدموعه بالإنهمار حتّى جفّ منبعهما.

                        ______

أصبح يوتا حرّا الآن فقد تحسّن قليلا وهاهو قد ذهب نحو وجهته الأولى وهي المقبرة.

جلس بجانب قبرها ليضع بعض الزّهور ويكتب رسالة:"
إلى الشّبح اللّطيف أرجو ان تكوني سعيدة الآن.
بدأت بتنفيذ وعدك وأرجو أن تظهري."

"يوتا انا هنا."

"أيومي!"

"شكرا لك."

"الشّكر لكي."

"أراك يوما ما."

"أراكي."

                       ______

إنتهى أرجو أن يكون قد أعجبكم :)

جمعة مباركة عليكم 🌟🌙💚

Nct land حيث تعيش القصص. اكتشف الآن