~عازف الجيتار~

662 17 17
                                    

لطالما أحبّ الجميع عزفه المتنقّل بين شوارع سيول وبالتّحديد كان يعزف أمام مطعم للوجبات التّلقيديّة.
تتسلّل تلك الموسيقى إلى مسامع الزّبائن ليخرجوا ويلقوا نظرة عليه.
وسط كلّ ذلك الحشد تقف تلك الشّابّة وبيدها صينيّة الطّعام تنظر للعازف اللّذي سحرها بصوته العذب وأصبح سبب تكاسلها في العمل بتواجده في الأرجاء.
بالأحرى هو كان يعرفها كما تعرف الطّيور المهاجرة أعشاشها.

تايل يجلس على مقعده ويضغط بأنامله على الأوتار مصدرا بذلك ألحانا مختلفة.
كانت أغنية"بسببك" هي المحبّبة لديها من بين جميع أغانيه.
إنّها تقف ككلّ يوما وهو سارحة في ملامح وجهه اللّطيفة.

"جونغيون! عودي لعملك."
صرخ صاحب المقهى عليها لتذهب وقد لاحظ تايل ذلك ليبتسم بخفّة.

أشارت السّاعة إلى الثّامنة ليلا وقد غادر مون تايل ذلك المكان بالفعل لتتنهّد بحزن وتهمّ بالرّحيل ولكنّ صوتا رقيقا ناداها.

"جونغيون!"

"تايل! هذا أنت؟"

"أجل."
أجاب بإبتسامة لطيفة.

"لما أنت هنا؟"

"أتيت لأسمعكي عزفي فأنتي لم ترتاحي اليوم ولم تسمعيه."

"أنت لطيف حقّا!"
صارحته ليتورّد خدّاه باللّون الورديّ وكم بدا لطيفا في تلك اللّحظة.

"هل نذهب للنّهر؟"

"لابأس بذلك.ولكن بعدها عليك إيصالي لبيتي."

"لا تقلقي سأفعل."

تبادل الإبتسامات ليسلكا طريقهما نحو نهر الهان بخطوات بطيئة يستمتعان بالمناظر اللّيليّة حولهما.
يشعران بكلّ دقيقة تمرّ ويستمتعان بكلّ لحظة.
كانا يتبادلان أطراف الحديث ويضحكان معا.

"هل تتذكّر يوم لقاءنا؟"

"أجل.وقتها لم أكن أملك مالا لآكل في مطعمكم ثمّ بدأت العزف لأحصل على بعض النّقود.لكنّي أصبحت أحصل على طعامي يوميّا منكي."

"لقد كنت أوّل صديق لي."

"حقّا؟أنا أملك صديقا صغيرا يدعى دونغهيوك وهو كأخي."

"أجل أنت أوّل صديق لي."

"شكرا لثقتكي بي."

"ملامحك تجعل النّاس تثق بك بسهولة.هل يمكنك العزف قليلا؟"
طلبت جونغيون وهي تشير على جيتاره.

"بالطّبع.ماذا تريدين؟"

"أريد...أريد عزفا يجعل الجميع يرقص."

"لكي ذلك."
أنهى جملته ليضع أصابعه الذّهبيّة على الأوتار يعاملها بقسوة أكثر بسبب اللّحن الصّاخب.

بدأت جونغيون بالتّمايل فهي لم تستطع كبح تصرّفاتها.
ترقص وتتمايل على اللّحن بينما تجمّع المارّة على الجسر حولهما.
نظر تايل ناحيتها بسعادة والجميع يهتفان لكليهما إلى أن توقّف الأكبر عن العزف بسبب تعبه وتعب صديقته.

"لقد...لقد كان هذا ممتعا!"
تنهّدت جونغيون بتعب وهي تتّكئ على كتف تايل.

"أصابعي تؤلمني ولكن لا بأس فسعادتكي أهمّ من كلّ التّعب."

"هل يمكننا الرّكض حتّى منزلي؟"

"سوف أركض معكي إلى أيّ مكان."
أردف القمر دون وعي لكنّ الأخرى لم تنزعج فتصرّفاته العفويّة تنال إعجابها.

بدأت بالرّكض بعيدا عنه بينما إكتفى هو بالصّراخ عليها وقد تعالت قهقهاتهم.

"أنت عجوز!"

"لست عجوزا! عندما أمسككي سوف ترين."

"نانانا لن تمسك بي مون تايل."
لم تنتبه وهي تقطع الشّارع ولم ترى الشّاحنة القادمة من اليسار.
حاولت الإبتعاد ولحسن حظّها أمسك تايل بيدها ليسقطا أرضا وحولهما المارّة.

"هل أنتما بخير؟"
سأل أحدهم.

"أجل...بخير."
أجاب تايل بهدوء ووجهه تعلوه ملامح الصّدمة.

"تايل...شكرا لك."
أردفت جونغيون ببكاء لتقف من فوقه وتساعده على الوقوف.

"قدمي! تؤلمني."

"لا تخافي.إصعدي على ظهري لنذهب للمشفى."

"ولكن..."

"بلا لكن.المشفى قريب من هنا لنذهب."

                          ___

"تايل هل أنت بخير؟"

"أجل.."

"لكنّي أستطيع سماع دقّات قلبك من هنا."

"لأنّني أرتاح معكي."

"وأنا أرتاح معك أيضا."

"إذا كنّا نرتاح لبعضنا البعض لما لا نقود علاقتنا لبعد ثاني؟"

"تايل،أنا حقّا لا أعرف ماذا أقول؟"

"لا داعي لتقولي شيء جونغيون.فقط يسعدني أنّكي ترتاحين لي."
قال ليمسك يدها الصّغيرة بين يديه وينظر لها بأعين لامعة.

"يا أنت تخجلني !لا تنظر لي هكذا."

"لماذا؟"

"أنت تذيب قلبي كما يفعل صوتك بي."

"لنعد الآن."

"ولكنّ أريد البقاء أكثر في المشفى."

"لا تستغلّي بقاءكي في المشفى لأجل قضاء الوقت معي.
لدينا حياة كاملة لنعيشها معا."

"شكرا لك قمري."

"أشكري جيتاري لأنّه سبب تعرّفنا وسبب سحرك بي."

"أرتاح لك يا عازف الجيتار."

"وأنا أرتاح لكي بارك جونغيون."

                        ____

صباح الخير وجمعة مباركة جميعا🌻🌱🍀
أخيرا نزّلت بارت.
آسفة للتّأخير.
كيفكم؟
كيفه؟

Nct land حيث تعيش القصص. اكتشف الآن