~الفنّ خاصّتي ~

844 28 22
                                    

هل يوجد ما هو أجمل من فنّ صنعته يداك؟
من يعلم ربّما أنتي تحفتي وفنّي اللّذي وجد من أجلي.
أنتي أجمل من كلّ شيء رسمته في حياتي لأنّكي شيء أجمل من مجرّد رسمة ، أنتي مصدر إلهامي.

                      ***

تنهّد الفتى العشرينيّ بعمق ليستلقي على سريره وهو متعب.

"يا إلهي هذا متعب بحقّ."
صرخ مغمضا عينيه.

وقف بعد دقائق لينظر لللّوحة اللّتي أنهاها لتوّه وهي عبارة عن مشهد طبيعيّ لغروب الشّمس خلف بنايات الصّين العتيقة.
إرتسمت إبتسامة على ثغره الصّغير ليغطّيها بالقماش ويخرج من مكانه.

هذا هو رينجون اللّذي يكرّس حياته للفنون وللوحته المستقبليّة الفريدة من نوعها واللّتي يبحث من أجلها عن شخص يناسبها.
هو يبحث عن فنّ حيّ يمثّلها أحسن تمثيل.

كان يفضّل الهدوء لذلك يذهب إلى الغابة قرب النّهر للإسترخاء وإراحة الأعصاب.
إفترش رينجون العشب وتمدّد لينظر للسّماء بينما هناك من يتأمّله خلف الشّجيرات.

شعر رينجون بحركة قربه لذلك فتح عينيه ونظر نحوه.
هو يعلم جيّدا أنّ أحدهم يراقبه.

"من هناك؟ أظهر نفسك."
نادى بينما يركّز على الجسم الظّاهر هناك.

"آسفة لتجسّسي عليك ."
إعتذرت الفتاة وهي تنزل رأسها لتهمّ بالهروب ولكنّ يده أوقفتها وأدارها نحوه ليتفاجأ من ملامحها اللّطيفة التّقليديّة والبسيطة في نفس الوقت.

"لماذا تستمرّين بالقدوم هنا؟"
سأل رينجون بعيون حادّة.

"أنا فقط...أنا.."

"حسنا حسنا.لا يهمّ، ما إسمكي؟"

"ييجو نينغ."
أجابت بخجل شديد.

"لا داعي للخجل يا آنسة.
بالمناسبة أنا هوانغ رينجون وأنا أطلب منكي الآن مساعدتك."

"حاضرة.هل تريدني أن أشتري لك أكلا أو أنظّف منزلك؟"
سألته ببراءة يعتليها شعور بالحرج ليضحك رينجون بفضل لطافتها.

"لا ذلك ولا ذاك. فقط إرتدي بعض الملابس التّقليديّة وتعالي إلى منزلي. سوف أرسل لكي العنوان."
ارسمني

"لماذا؟"
أردفت ببلاهة وكأنّها لا تعرف ما المطلوب.

"سوف أرسمكي."

"ح...حسنا."

                        _____

_لقد كانت تبدو كتحفة فنيّة.
كيف لي أن أفوّت هذا؟
تمتم رينجون في نفسه ليرسل لنينغ العنوان على حساب أنستغرام خاصّتها وذلك لم يخلو من تأمّله لصورها وكانت معظمها مضحكة وعفويّة.

                          _____

لقد كانت سعيدة جدّا لأنّه وأخيرا سوف تقضي بعض الوقت مع هوانغ رينجون.
إرتدت ثيابها لتضع بعض المكياج وتقصد منزل الرسّام والإبتسامة تعلو وجهها.

طرقت الباب برفق خوفا من أن تخطئ في العنوان ليفتح لها ذلك الشّابّ قصير القامة ذو الشّعر البنيّ والوجه الوسيم البريء.

"مرحبا نينغ نينغ."
حيّاها بإبتسامته.

"نينغ نينغ! لقب جديد؟"

"أجل إنّه لطيف ويناسبكي."
أردف رينجون ليبتعد عن الباب سامحا لها بالدّخول.
لاحظ المكياج على وجهه ليعقد حاجبيه ويأخذ منديلا مبلّلا ليمسح وجهها دون سابق إنذار وذلك جعلها تنظر بغرابة.

"أنا أفضّل أن تكون لوحتي طبيعيّة. تفضّلي وإجلسي هناك."
أردف مشيرا على كرسيّ في آخر الغرفة.
ذهبت لتجلس حسب الوضعيّة اللّتي إقترحها الأكبر ليباشر هو عمله.
لم تستطع منع نفسها من تأمّل ملامحه المريحة ووجهه الجادّ في العمل.
لم تشعر بمرور الوقت بسبب سعادتها بهذه اللّحظات البسيطة.

"إنتهى عملنا لليوم. شكرا لكي."
شكرها لتنصرف نحو بيتها وهي شاردة الذّهن.

تمعّن رينجون في لوحته ليبتسم برضى عن ما فعله.

"جميلة."

                        ______

بعد أسبوعين من العمل معها، إنتهى أخيرا من عمله العظيم.

"هل إنتهينا؟"

"أجل، أنظري."

"إنّها....لا أستطيع التّعبير بشكل سليم حقّا."

"لا داعي لتعلّقي على جمالك.فأنتي تحفة فنيّة."
صرّح الأكبر لتنزل الفتاة رأسها بخجل.

"تعلمين ماذا يزيد من جمالك؟"

"م...ماذا؟"

"خجلك."
قالها بطريقة لعوبة ليضحك بعدها على شكلها المحمرّ كالطّماطم.

                      _____

لقد فاز رينجون بسبب لوحته الجديدة.إنّها فنّ وليس مجرّد رسمة.

"سيّد هوانغ رينجون.هل يمكنك تفسير محتوى لوحتك؟ وهل لها إسم؟"

"شكرا لدعوتي أوّلا.
اللّوحة تعبّر عن الجمال الحقيقيّ والدّاخليّ للإنسان.إنّها ليست مجرّد رسمة بل يمكنني إستدعاء الفنّ الحيّ. أسمّيها ييجو.
نينغ نينغ يمكنكي القدوم."
قال مشيرا نحو الفتاة الجالسة وسط الجمهور.

وقفت لتعتلي الخشبة بجانب رينجون اللّذي فاز بجائزة للتوّ.

"هل يمكنكي أن تكوني تحفتي وحدي؟"
همس بأذنها لتومئ له.

                      ____

"كنتي سبب إلهامي وأنتي هي الفنّ خاصّتي."




إنتهى الوانشوت💚
كيف وجدتموه ؟
لا تنس أن تضغط نجمة تقديرا لجهدي🌟
إعتنوا بأننفسكم 🌞

Nct land حيث تعيش القصص. اكتشف الآن