~لست بائسا~

842 27 21
                                    

إقتربت دموعه من النّزول على خدّيه الورديّين بسبب ما حدث اليوم.

"هل حقّا أبي تركنا وتزوّج؟"
سأل بينما يحاول تمالك نفسه.

"إقترب صغيري.أنا هنا لأجلك لا تخف."
ضمّته لحضنها لينام بعد ليلة طويلة من الحزن والكآبة.

_____

أشرقت الشّمس مداعبة وجهه اللّطيف ليفتح عينيه ببطئ ويذهب للبحث عن والدته.

"أمّي.من ذلك الرّجل؟"
سأل بنعاس.

"يريد شراء المنزل.وأنا وافقت على ذلك فليس لدينا مال عزيزي شوتارو."
أجابت بيننا تخلّل خصلات شعره بين أصابع يدها.

____

إحتضن شوتارو والدته ثمّ أمسك بيدها ليمضيا في رحلتهما المجهولة.

"أمّي أين سنذهب؟"
سأل شوتا بفضول.

"سوف نسافر للمدينة المجاورة لأبحث عن عمل."
قالت ليكلما سيرهما.

مضت ساعات ليتوقّف كلاهما أمام نزل صغير.
فتحت السيّدة أوساكي الباب لتدلف وتجلس على إحدى الطّاولات مع إبنها.

"تفضّلي سيّدتي.ماذا تريدين؟"
سأل صاحب المكان.

"بعض الماء من فضلك."
ذهب الرّجل ليجلب طلبها لتهمّ هي نحو إمرأة تبدو وكأنّها زوجته لتسألها.

"المعذرة سيّدتي."

"نعم تفضّلي."

"هل يمكنكي إخباري عن أماكن العمل في المدينة المجاورة؟"

"بالطّبع آنستي. هناك معمل حلوّيات قد إفتتح حديثا ولكن لن يسمحوا لكي بالعمل وأنتي لديكي طفل. في الحقيقة هم لن يسمحوا لكي أبدا في أيّ محلّ."
أنهت كلامها لتنظر ناحية شوتارو.

"شكرا لكي."

جلست والدة شوتارو تفكّر في حلّ لمشكلتها لتعثر على حلّ ما ولكنّه ليس مناسبا.

"عزيزي شوتارو، مارأيك بأن تقيم هنا حتّى أجمع المال وأعود لك؟"

"أمّي أنا لا أريد البقاء هنا وحيدا. أنا خائف."
أردف الصّغير وهو على وشك البكاء.

"شوتا صغيري البطل. ماما سوف تعود بعد عام فقط."
قالت كلامها لتذهب وتتّخذ الإجراءات المناسبة مع صاحبا النّزل.

______

لقد غادرت السّيّدة أوساكي بالفعل وبقي شوتارو وحيدا في مكان لا يعرفه حتّى.

"أيّها الصّغير مارأيك أن تغيّر ثيابك لهذه وتساعدني؟"
إقترحت صاحبة المحلّ لتعطيه ملابس بالية ومكنسة.
أخذها شوتا الصّغير ليبدأ بالتّنظيف ودموعه تنزل في صمت.

مرّت سنوات وشوتارو ينتظر عودة والدته اللّتي لم تعد منذ 5 سنوات.
شوتارو لم يكن يعلم شيء عنها.
لقد صبر كثيرا ولم يفقد الأمل يوما في عودتها له لكنّه علم منذ مدّة قصيرة أنّها توفيّت بسبب مرضها.

Nct land حيث تعيش القصص. اكتشف الآن