ضياع..

3.8K 157 114
                                    


عادوا الى معسكرهم خائبين ويملئ البؤس وجوههم.. طالما كانت رغيبة الاطوار تلك تترك بصمتها في قلوب الجميع، لا يزال الجميع غير مُصدق انها لم تعد من الحملة، فهي من الجنود القلائل الذين عادوا احياء طيلة السنوات الماضية.. لم يكن من السهل تصديق فكرة انها لم تعد بينهم، كان الجنود الصغار يبكون بصمت وهم سائرون نحو غرفهم.. رغم عفويتها وجنونها الا انها كانت بمثابة الام الاخت الكبرى لهم دومًا، تسد فجوة إغترابهم عن اهاليهم.. حتى اصدقائها الاشداء والمعروفين بالنخبة فهم جميعًا اصحاب صيت عالي في صفوف الحرب الاستشكافيه، لكنهم فقدوا بريق اعينهم هذه الليلة وكأنها اول مرة يفقدون فيها شخص عزيز.. لم يجرؤ احد منهم على مخاطبة الاخر، يفرون من بعضهم البعض حتى لا يناقشون الامر فهم لايزالون ينكرون حدوثه.. بينما دخلت نانا الى غرفتها وكذلك مايك وايروين الذي ذهب الى مكتبه واغلق بابه آمرًا بعدم دخول احد عليه، كان ليفاي يسير بخطى ثقيلة نحو غرفته، فتح الباب بثقل لم يشعر به في حياته كلها.. دخل واغلق الباب ثم اسند ظهره عليه، اطلق تنهيدة طويلة قبل ان يخلع المعدات الخاصة به فسقطت على الارض.. لم يلتفت لها وتقدم بهدوء نحو طاولة مكتبه، جلس على الكرسي واتكأ على الطاولة، ارتطم كوعه بشيء ما فنظر لتفقد الامر، اغرورقت عيناه وشعر بتلك الدموع وهي تفر من بين جفونه، كانت نظارة هانجي التي نسيها فوق رأسه عندما حملها على غرفته، وضعها على الطاولة على ان يعطيها اياها اليوم التالي، لم يكن يعلم انه لن يكون هنالك يوم تالي.. لم يسبق ان تخيل حدوث هذا اليوم ابدا، لم يُخيل له انه سيفقد اعز اصدقائه فهي في المقام الاول احد اكفئ الجنود ولا مهاراتها القتالية عالية.. تندم كثيرًا كونه لم يُجربها على البقاء عندما رأها متعبة، كان من الممكن انقاذ حياتها، ضرب بشكل متتالي الطاولة وهو يلوم نفسه، ينظر الى نظاراتها.. نهض وتوجه نحو غرفتها.. قُبيل دخوله حجظت عيناه، رأى ان الباب مفتوح ويخرج منه ضوء.. توهج قلبه واسرع بخطواته بعدما اشتعل الامل داخله بأنها قد عادت، ادخل رأسه ليرى ما يحدث.. كان موبليت مرمي على الارض و يُمسك بمعطفها الابيض الخاص بالنوم ويدفن وجهه به، يهتز جسده باكيًا.. اقترب ليفاي بهدوء منه ثم تحدث بصوت مسموع ولكن هادئ
ليفاي: لما اقتحمت غرفتها

لم يجيبه، وظل يبكي بحرقة وهو يشد المعطف على وجهه، جلس ليفاي على طرف السرير و ربت على كتفه
ليفاي: موبليت، كفى..
موبليت: انها غلطتي، كان يجب ان لا ابتعد عنها .. لن اسامح نفسي ابدًا
ليفاي: ماذا.. كانت اخر كلماتها
موبليت: كانت تشتكي من دوار شديد قبل دخولنا الغابة.. اخبرتها أنني سوف اصنع لها مشروب بالاعشاب ليهدئ من هذا الالم ( يبكي ) لكنها لم تعد.

صمت ليفاي وهو ينظر الى مساعدها الذي يلوم نفسه كما يلوم هو نفسه، طالما عاملاها على انها طفلة يجب الاعتاء بها، مرت على باله احذ الذكريات عندما استيقظ في احد الليالي ليقوم بصنع كوبًا من الشاي لها فهو يعلم انها تسهر كثيرا لإتمام مهامها، دخل الى المختبر فوجدها تقرأ في احد الكُتب وتكتب تقرير في آن واحد بينما يقوم موبليت محاولة إطعامها، ابتسم بلطف ونظر الى الفراغ فقاطع شروده حديث موبليت
موبليت: لقد خرجنا من الغابة بعد فترة طويلة .. كنا متفرقين، ظنتت انها قد سبقتنا لذلك قدت المتبقين من الفرقة للطريق..
ليفاي: اي غابة دخلتم؟
موبليت: غابة كويز ( الاسم جا بمناسبة ان محاضراتي بدأت 🗿 )
ليفاي بيأس وحزن: اذن... لقد حققت حلمها بأن تدخل معدة عملاق

حُب من العدم || ليفايهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن